هل يحق لنا الحذر والتنبيه على ضياع مثلنا الأعلى؟.. محمد المطني متحدثا عن صناعة النماذج

زاوية الكتاب

كتب 321 مشاهدات 0

محمد المطني

النهار

نقش-صناعة النماذج

محمد المطني

 

في التربية يقرر الآباء النماذج البشرية  أو ما يطلق عليه بالمثل الأعلى التي يريدون من أبنائهم أن يحاكوه ويقلدوه ليصلوا إلى ما وصلوا إليه، غالب هذه النماذج إما أن يكون شخصية تاريخية دينية يزخر بها التاريخ أو شخصية ثقافية تتغير بتغير البيئة، نظرية النموذج تعتبر محفزا رائعا للصغار تزرع بهم القيم وتحدد لهم الطريق وتطلقهم نحو هدف واضح للنجاح والاستمرار وتحديد المصير مبكرا فما من شخصية ناجحة إلا كان لها مثل أعلى تحاكيه.

تهتم الدول النامية والساعية للنجاح في مجال معين إلى خلق ودعم النماذج الحية التي تعيش بينها فتقدرهم الدولة وتحتفي بهم كل المؤسسات وفي الأغلب تكون هذه النماذج لشخصيات عملية تساهم في ركب العلم والصناعة والرياضة وغيرها من المجالات التي تقدم إنجازا ملموسا يخدم الكل، فما هي النماذج البشرية التي تحتفي بها الدولة اليوم؟ ومن هم الناجحون في هذا المجتمع الذين يعرضون علينا في كل مكان وما الخدمة التي يقدمونها للمجتمع؟.

 وأنا هنا لا أقصد الناجحين الحقيقيين الذين يتم تكريمهم في  مكاتب الوزراء والمسؤولين والالتقاء معهم في صور فوتوغرافية جافة ثم يركنون في الرفوف حتى يحققوا إنجازا آخر ثم يختفون في زحمة أصحاب النجاح الوهمي، ولكنني أعني الاحتفاء الحقيقي الذي نتلمسه من توجهات الدولة وتعاملها مع النماذج الوهمية التي تقدم لنا على طبق من إعلام في أزمة ستسبب لنا الكثير من المشاكل في المستقبل.

صناعة النماذج اليوم يجب أن تكون عملية دقيقة تهتم بها الدولة فتحدد الهدف والقيمة المراد دعمها ثم تقدم من يمثلها في المجتمع، فاليوم شاعت مواصفات البطل وتعددت في وسائل التواصل الاجتماعي وتغير مقياس النجاح بالنسبة للجيل الجديد وعلى الدولة مواجهة هذه الضبابية لا دعمها والاحتفاء بشخصيات لا تقدم للمجتمع أي خدمة. لم يعد النجاح والتفوق مقتصرا على الدراسة كما يردد الآباء في بيوتهم فالدولة دون قصد أو بقصد تحتفي حاليا وترفع بعض النماذج الهدامة وتقدمها لأبنائنا على أنهم المثل الأعلى للنجاح، فهل يحق لنا الخوف من المستقبل؟ وهل يحق لنا الحذر والتنبيه على ضياع مثلنا الأعلى؟ وعلى غياب تعريف النماذج المشرفة التي يشاهدها أبناؤنا في كل مكان وفي كل محفل. تفاءلوا.

 

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك