رغم كل ما أثير في شأن زيادات البنزين إلا أن الكويت تبقى الأرخص سعراً .. بوجهة نظر عامر الفالح

زاوية الكتاب

كتب 1426 مشاهدات 0


الراي

كلمات-  البنزين... نسمع جعجعة ونرى طحنا

عامر الفالح

 

• هل تستحق هذه الزيادة الحكومية لمشتقات النفط، كل هذه الضجة الشعبية وجعجعة مواقع التواصل وطحنها، وكل هذا السيل من الشتائم لنواب المجلس وتحميلهم مسؤولية هذه الزيادات؟

• بالمناسبة، كنت في إحدى الدول الأوروبية هذا الصيف، وكان سعر ليتر البنزين يعادل 430 فلساً، بمعنى أنني أعبئ السيارة كاملة بمبلغ 37 ديناراً كويتياً (وأنا أضحك)، وكذلك الأمر بالنسبة إلى غيري من ملاك السيارات، سواء كانوا سياحا أو مواطنين، والأمور طبيعية جداً، لا تجد أحداً يحرض على مسيرات شعبية غاضبة أو مقاطعة محطات تسويق للوقود أو شتائم وألفاظ سوقية لوزير النفط أو نواب البرلمان.

• الشرائح الغاضبة هنا في الكويت على هذه الزيادات والانفعال المبالغ فيه في الهجوم على أصحاب القرار، حكومة ونوابا، يصدق فيهم المثل القائل «أسمع كلامك يعجبني أشوف أفعالك أتعجب»... فهو ما أن ينتهي من تغريداته، تحريضاً وشتيمة وقذفاً وسخرية على الوضع الحالي مع الزيادات، حتى تجده في الصفوف الأولى لمقاهي ومطاعم الفايف ستار يدفع فيها عشرات الدنانير من دون أن يبالي بالقيمة... لكن أن تكون زيادة دينارين أو أكثر بقليل على تعبئة خزان سيارة، فهي أزمة شعبية واقتصادية للمواطن تستحق مسيرة غضب شعبية!

• الشرائح الغاضبة على مواقع التواصل وفي الدواوين، لا مشكلة عندها في النمط الاستهلاكي السيئ لدى الكثير من المواطنين وهم يستنزفون مدخراتهم ورواتبهم على مناسبات اجتماعية (أعراس - أعياد ميلاد - استقبالات)، وفي التباهي أكلاً ومشرباً وملبساً حتى وإن تطلب الأمر الاقتراض لتمويل هذا النمط الاستهلاكي السيئ، ولكن إن تعلق الأمر بزيادة البنزين، دينارين أو أكثر، فإن الحناجر تخرج من مكانها هجوماً على أي توجه لزيادات أو إعادة تسعير!

• الشرائح ذاتها الغاضبة، تشكل نسبة كبيرة ممن تهاجر أموالهم سنوياً أو نصف سنوي، للسياحة الخارجية حتى وصلت الأموال التي تنفق على السياحة الخارجية أكثر من مليار سنوياً، ولكن إن تعلق الأمر بزيادة البنزين المعقولة جدا فهي كارثة عندهم!

• رغم كل ما أثير في شأن هذه الزيادات على البنزين ومشتقاته، إلا أن الكويت تبقى الأرخص سعراً من بين دول الخليج عموماً، فضلاً عن بقية الدول العربية، فأين المشكلة؟ ولماذا تتحول هذه التوجهات السياسية والاقتصادية - لعلاج وضع اقتصادي موقت أو دائم - إلى مادة إعلامية بلا حدود أخلاقية من البعض ويرتفع فيها سقف الهجوم بلا روح رياضية أو لغة ديبلوماسية هادئة؟

• وحتى لا يزيد هرمون التحلطم والتنمر أكثر لدى المواطن بسبب هذه الزيادات، نقول له إن الحل بيديك أن تعيد جدولة نمطك الاستهلاكي، وتغير من ثقافتك الاستهلاكية لك ولأسرتك، ولتستفد من تجارب الدول التي تتعايش مع ارتفاعات البنزين الخيالي عندها، فليس عيباً أن نتعلم من الآخرين

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك