عقدة الحكومة الحقيقية هي الخوف من نجاح اي برلمان ايّاً كانت توجهاته في عمله التشريعي والرقابي..برأي وليد الغانم

زاوية الكتاب

كتب 324 مشاهدات 0

وليد الغانم

القبس

واهم من يبحث عن تعاون حكومي

وليد الغانم

 

طيبةٌ هي دعوة الناس إلى تعاون حكومي مع المجلس الحالي، لكن حجم الطيبة في تلك الدعوات يدعو إلى الحزن! كيف ان الناس ما زالوا ينتظرون بحسن نية تحولاً عظيماً في التوجهات الحكومية على الرغم من التجارب المريرة التي شاهدناها عقوداً متتالية..

تجربة مجلس ٢٠١٣ المنحل شاهد حي، فهذا المجلس، يعتبر بحق اكثر مجلس موالٍ للحكومة وانقاد لها وسلمها «الخيط والمخيط» تقريباً، ومع ذلك لم تنعكس تلك العلاقة الحميمة احتراماً أكبر للدستور ولا انجازات فعالة تشريعياً، كما ان ذلك المجلس عجز رقابياً عن محاسبة احد ما في الدولة من وراء الاستجوابات ولجان التحقيق الكثيرة التي أُوْهمْنا بتشكيلها.

الحقيقة الأكيدة التي لا لبس فيها، أن كثيراً من الحكومات الكويتية المتوالية، وعلى مدى عقود من الزمن، لم تعكس إطلاقاً أي ترحيب بالتعاون الصادق مع المجلس، بل قضت، برأيي، جل أوقاتها في المناورات السياسية والصفقات المتتالية لهدفين فقط: إشغال المجلس بما لا ينفع وإطالة أمد بقاء الحكومات، من يستطيع أن يقول غير هذا؟!

أعتقد أن الحكومة لا تهتم بشكل المجلس ولا نوعية اعضائه ولا درجة معارضتهم أو موالاتهم، بل عقدة الحكومة الحقيقية هي الخوف من نجاح اي برلمان ايّاً كانت توجهاته في عمله التشريعي والرقابي، وبالتالي يرتفع هاجس تمسك الناس بالمؤسسة التشريعية ويعظم اقتناعهم بجدواها في المشاركة بادارة الدولة، ما يعني المزيد من الرقابة والمزيد من المحاسبة والمزيد من الثقة الشعبية بالمجلس، ولا أشك بان كثيرا من حكوماتنا خلال ما مضى من عمر الدولة بذلت ما في وسعها لإفشال عمل المجلس، وتقليص نفوذه، وتنفير الشعب منه، والسيطرة على أعضائه، فلا ننتظر ان الحكومة ستساعد اي مجلس كان على استكمال مهمته بنجاح ويسر، فهذا من وجهة نظري نقيض غاياتها، فالتاريخ يشهد أن بعض الحكومات لم تتحمّل فكرة وجود المجلس النيابي ووقعت في أخطاء متعددة للقضاء عليه بالتزوير والحل المطول وإنشاء مجلس وطني صوري والتدخل في آليات تشكيله كتغيير الدوائر وتعديل الأصوات، وهكذا تختلف الممارسات التنفيذية لكنها تتفق على ارهاق الشعب في تمسكه بعمله البرلماني وايصاله لمرحلة الاحباط من جدواه.

هذه ليست دعوة إلى اليأس، وانما قراءة واقعية لما ينبغي علينا التعامل معه حتى نحقق المزيد من المكتسبات الوطنية والضمانات الشعبية ونعرف مسار الصراع السياسي الذي نتعايش معه منذ أمد بعيد.. وللحديث بقية، والله الموفق.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك