منسق فصائل الشمال: تراجع المعارضة السريع في حلب لا يعني الهزيمة

عربي و دولي

268 مشاهدات 0


قال عبد المنعم زين الدين، منسق فصائل المعارضة في الشمال السوري، إن مبادرة 'الهدنة'، التي تقدمت بها المعارضة، أمس الأربعاء، لتأمين خروج المدنيين والجرحى من حلب، ترد على تهمة استخدامهم كـ'دروع بشرية'.

واتهم زين الدين المجتمع الدولي بـ'المماطلة' في إجلاء المدنيين بحلب، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية 'يأخذون كامل وقتهم في المفاوضات'، بينما وضع المدنيين المحاصرين في المدينة يتردى بشكل كبير.

ووصف زين الدين، في تصريح للأناضول، ما يجري في حلب بـ'حرب إبادة' جماعية تنفذها روسيا وإيران.

وعرضت فصائل المعارضة شرقي حلب، أمس، 'هدنة إنسانية فورية'، من خمسة أيام، من بين بنودها، 'إخلاء الحالات الطبية الحرجة التي تحتاج لعناية مستعجلة، وإتاحة المجال لإجلاء المدنيين الراغبين إلى ريف حلب الشمالي'.

وأوضح أن المبادرة 'تنص على إخراج الجرحى ومن يرغب من المدنيين مع وقف لإطلاق النار'، مشيراً إلى أنه بعد خروج المدنيين، يكون حينها للعسكريين وقت لدراسة إمكانية الصمود، 'إن استطاعوا الصمود بقوا وإن لم يستطعوا خرجوا'.

وعزا 'زين الدين' أسباب الخسائر الأخيرة، التي منيت بها المعارضة في أحياء حلب الشرقية وفقدان أكثر من 50٪ من تلك المناطق، إلى الهجمة الكبيرة، التي شنتها المليشيات الشيعية، المدعومة بسلاح الجو الروسي بشكل كثيف، بعد حصار مطبق لمدة أربع أشهر أضعفت الإمكانيات والمعنويات في الداخل المحاصر، وفق قوله.

وبيّن منسق المعارضة في الشمال السوري، أن الهجمة، التي كانت بقيادة وتخطيط روسي، استطاعات بعد أسبوعين من القصف، تحقيق خرق في خط الدفاع في 'مساكن هنانو'، أول الأحياء التي سقطت، مما أجبر الفصائل للتراجع من حي لآخر حماية لحياة المدنيين.

وأضاف: انكمشت الفصائل في أحياء أقل بغية الدفاع، بشكل أقوى، من المساحات الأوسع التي كانوا ينتشرون بها، وفق تعبيره.

وأوضح أن الحصار وغياب المشافي ومراكز الدفاع المدني مع تواصل القصف و'المجازر'، تسبب بضغط إضافي على المقاتلين، مشيراً إلى وجود ارتباط وثيق بين الواقع العسكري في المدينة مع الواقع الإنساني.

وقلل زين الدين من حجم التفاؤل، الذي يبثه النظام السوري وحلفاؤه في تحقيق مزيد من التقدم بذات السرعة التي حدثت في الأيام الماضية.

وقال :'لا يعني إذا تقدم النظام، خلال أيام إلى 50% من الأحياء، أن البقية تحتاج نفس المدة'، مؤكداً أن المعارك 'ستزداد ضراوة مع وجود المقاتلين (التابعين للمعارضة) ضمن حالة الخيار الواحد، وهي الدفاع'.

ولفت زين الدين ، في حديثه للأناضول، إلى أن القيام بعمل عسكري سريع لكسر الحصار، من الفصائل العسكرية المتواجدة خارج مدينة حلب، 'ليس بالسهولة التي يتوقعها البعض'.

وعزا السبب إلى 'استنزاف' قوى الفصائل في المحاولتين السابقتين (عمليتي حلب الأولى والثانية في يوليو/ تموز وسبتمبر/ أيلول الماضيين، واستهدفتا فك الحصار عن المدينة)، لكنه أكد أن الفصائل لا تزال تدرس 'إطلاق عمل وفق الإمكانات المتاحة'.

وتابع: 'لكن تقدير التوقيت غير ممكن، فالأمر متروك للعسكريين'.

ومنذ أكثر من 3 أسابيع، تتعرض حلب لقصف مكثف للغاية، أودى بحياة مئات من المدنيين، وجرح آلاف آخرين، وأخرج جميع المستشفيات في المدينة عن الخدمة، وذلك ضمن مساع نظام الأسد المدعوم من قبل روسيا، والمليشيات التابعة لإيران والموالية له، للسيطرة على مناطق المعارضة في شرق المدينة بعد 4 سنوات من فقدان السيطرة عليها.

وتفرض قوات النظام على أحياء حلب الشرقية الواقعة تحت سيطرة المعارضة، حصاراً خانقاً منع دخول أي مواد غذائية أو أدوية إليها ما أدى إلى تردي كبير وغير مسبوق في الحالة الإنسانية للمدنيين فيها.

وأخفق مجلس الأمن الدولي، يوم الإثنين الماضي، في تمرير مشروع قرار يطالب بهدنة لمدة 7 أيام في حلب للسماح بإدخال مساعدات للمدنيين المحاصرين، وذلك عقب استخدام روسيا والصين حق 'النقض'(الفيتو).

الآن - وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك