يبقى امن الخليج هو هاجسنا نحن الخليجيين..برأي عبد المحسن جمال

القبس

رأي وموقف-أمن الخليج وأمن العالم

عبد المحسن جمال

 

لعل الجانب الابرز في اللقاءات الخليجية في الفترة الاخيرة، هو الاهتمام بالبعد الامني الوطني والاقليمي. فالعالم العربي حولنا يشهد حروبا حقيقية بين جيوش عربية من جهة، وقوى مسلحة تسليح جيوش من جهة اخرى. وليس هناك حد لوقف هذه الحروب العربية – العربية، بل هناك خشية من امتدادها واستمرارها بطريقة او اخرى.

ولعل حضور رئيسة وزراء بريطانيا، التي ترتبط بلادها بروابط تاريخية طويلة مع دول الخليج، الاجتماع الاخير هو لاضفاء البعد الاممي لامن الخليج بعد التغيير السياسي الاميركي بعد انتخاب الرئيس ترامب.

ومن خلال المتغيرات المتسارعة في العالم، فان بريطانيا ودول الخليج سيعملان على اضفاء الجوانب السلمية لحل مشاكل المنطقة والابتعاد بقدر الامكان عن الحلول العسكرية، خاصة بعد ما حدث في بعض الدول العربية من دمار واقتتال.

فبريطانيا بعد خروجها «الاجباري» والشعبي من الاتحاد الاوروبي ستكون اكثر حكمة في العلاقات الدولية ولن تسمح لجنودها بالانخراط في حروب «مكلفة»!

ولعل الكويت هي النموذج الدستوري الافضل الذي يقدم لدول الخليج رؤيته العملية في اعتبار الحرب الهجومية «عملا محرما» لا يجوز الاقدام عليه مهما كانت الظروف والمبررات.

ووجود صاحب السمو الامير بما يملكه من خبرة وحنكة ودراية شاملة بالوضع الدولي سيكون الموجه الامين لرسم سياسة ومستقبل المنطقة بعيدا عن التجاذبات غير المرغوبة، والسياسات غير العملية.

وحكمة سموه ستخلق جوا من التوافق الاساسي، والارضية القوية، والفهم العام، والسلاسة المطلوبة في التعامل مع العديد من الملفات الساخنة سواء على المستوى الاقليمي او الدولي.

فالسياسة هي فن الممكن، وهي الافضل لمنطقتنا ودولنا من سياسة «حافة الهاوية» غير المرغوب فيها.

ويبقى امن الخليج هو هاجسنا نحن الخليجيين، والعالم ككل.