' البورصة' كانت تحتاج فقط الى الثقة.. بوجهة نظر زياد البغدادي

زاوية الكتاب

كتب 539 مشاهدات 0

زياد البغدادي

النهار

زوايا- البورصة.. صفحة جديدة

زياد البغدادي

 

أسبوعان من التداول القياسي مرا على البورصة شهدا صعود السيولة وارتفاع اسهم بجميع المجاميع وخاصة الرخيصة منها، دهشة وسعادة هي المشاعر التي تربعت في نفوس المتداولين، وهجوم شرس من المحللين والاقتصاديين وتسابقهم في تحليل المجريات واعطاء تفسير لهذا التغيير المفاجئ والسريع، بعيداً عن تلك التفسيرات والتأويلات لعدم قناعتي بجدواها ولقناعتي اننا كنا ومازلنا نعيش أزمة مفتعلة تهدف لخدمة اعداء الوطن ومصاصي دماء المواطن والمال العام. منذ الأزمة العالمية وحتى يومنا هذا عاش سوق الكويت للاوراق المالية حالة خاصة فهو منذ ذلك الوقت وقد اربط بكل خبر سلبي يقع في العالم، لم يكن هناك صعود حقيقي باستثناء الذي حدث في العام 2013 والذي اعتقد انه كان يهدف لاستدراج المزيد من الضحايا والتخلص من بعض الشركات من خلال المضاربات واقناع المضاربين والمستثمرين بجدوى ومستقبل تلك الشركات، اذ انه بعد تلك المرحلة بدأت الشركات بتخفيض رأس المال والتعثر فخسر الكثير من المساهمين رؤوس اموالهم بنسب تصل الى 75%.

لن أطيل الحديث عن الماضي فهو حقا مؤلم ويحمل في طياته الكثير من المآسي واذ انني اؤمن ان هذه الحكومة لا تملك من الاحساس لتشعر بالذنب والحسرة تجاه تلك الحالات، فهي نفسها من شاهدت وراقبت وضع السوق من خلال التقارير الشهرية التي كانت تكتب لوزير المالية وكانت تصدق دور الهيئة العامة للاستثمار الذي كان يقلل من حجم الكارثة.

اليوم أجد نفسي امام وضع مختلف عن سابقه، فلم يكن السوق يحتاج الى شركات نظيفة او بنوك قوية، بل إن السوق كان يحتاج فقط الى الثقة، والثقة هذه لا تأتي الا من خلال التداول والسيولة اليومية وهذا ما حدث، فالسيولة خلال الأسبوعين الماضيين عادت سيولة أشهر من التداول للسنوات الماضية، وهذا حقا ايجابي ويدعونا للتفكر اننا امام مرحلة جديدة، فشعار بيع اليوم فغدا ارخص لن يجدي والمضاربة بالفلس والفلسين سيضيع علينا الكثير من المال ويضاعف من خسارتنا، فقد خسرنا من مالنا ووقتنا فيما مضى والآن نخسر مرة اخرى بالربح القليل امام صعود قياسي قد يستمر لفترة ليست بالقليلة.

اعتقد أنه يجب علينا التخطيط بشكل مناسب وأكثر واقعية لقراءة المرحلة القادمه، والواجب علينا ان نفتح صفحة جديدة لنتصالح بها مع السوق حتى يمكننا فعل ذلك. نعم اننا امام سوق ايجابي بشركات رخيصة مقارنة مع ميزانيتهم النظيفة، فالسوق اغلبه يتداول تحت الـ100 فلس وهي القيمة الاسمية وايضا قطاعنا البنكي المتخم بالمخصصات والارباح المرحلة وايضا يتداول تحت قيمته الدفترية.

صفحة جديدة واستراتيجية مبنية على أسس سليمة هذا ما يحتاجه المتداول، مضارباً كان أو مستثمراً فيجب عليه معرفة اساسيات التحليل الفني والمالي، ان يعرف ماذا يفعل ولا يجعل من البورصة اقرب ان تكون صالة قمار فهي ليست كذلك، يجب ان نبتعد عن «التشيير» او اتباع وكالة يقولون التي بالعادة تكون بادارة مجموعة ترعى مصالح شخصية.

كل التوفيق.

زوايا:

1 - يجب على الحكومة ان تتمسك بهذه المرحلة ولا تضيعها، فالثقة في البورصة هي اهم عوامل نجاحها.

2 - المحفظة الوطنية لها دور اساس في السوق وما حدث فيها، والا يجب ان تتوقف الى ان يسترد السوق عافيته وسيفعل.

3 - المرحلة القادمة يجب أن تكون في اجبار الشركات في تفعيل شراء اسهم الخزينة وعلى رأس تلك القائمة البنوك.

 

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك