«دونالد ترامب» يمثل نزعة متطرفة تسعى لسيادة العالم.. هكذا يرى وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 440 مشاهدات 0

وائل الحساوي

الراي

نسمات- على خطى هتلر!

وائل الحساوي

 

في عام 1930 فاز «أدولف هتلر» بمنصب المستشار الألماني بأقلية بسيطة عن منافسيه، وقد أيده الناخبون الذين كانوا يعانون من الوضع الاقتصادي المتردي لألمانيا منذ خروجها مهزومة في الحرب العالمية الاولى، ونجح هتلر في العزف على وتر العنصرية والنفخ في العنصر «الآري» الذي يمثل الجنس السيادي الذي يجب ان يحكم العالم!!

وكلنا يعلم ما فعل هتلر من جرائم عندما زج بالعالم في أتون حرب عالمية ثانية مدمرة ذهب ضحيتها اكثر من 60 مليون قتيل بسبب تهور شخص واحد وأطماعه التي لاقت صداها واستجاب لها الشعب الألماني!!

لا شك ان الرئيس الأميركي «دونالد ترامب» يمثل نزعة متطرفة تسعى لسيادة العالم، وقد استطاع اقناع الشعب الاميركي بنزعاته العنصرية، وكسب اصواتهم ليفوز في الانتخابات الاميركية بأصوات تقل عن أصوات منافسته!

باشر ترامب تنفيذ برنامجه الانتخابي مباشرة بعد فوزه وعلى رأسها التصدي للمسلمين بحجة محاربة الإرهاب، واختار سبع دول تسودها الاضطرابات والفقر والحروب الاهلية ليمنع دخول مواطنيها الى الولايات المتحدة، غير مكترث باعتراضات الكثيرين من أصحاب الفطرة السليمة ودعاة الحريات ممن يرفضون تلك السياسات المتطرفة الموجهة الى الديانة الإسلامية.

ولكن لله الحمد ان في الولايات المتحدة وكثير من بلدان العالم المتحضر من رفض تنفيذ سياسة ترامب وعارضه بشدة، وعلى رأسهم وزيرة العدل الاميركية (القائمة بالأعمال) (سالي بيبتس) والتي اصدرت تعميما تطلب فيه من المدعين العامين عدم تطبيق قرار ترامب، فما كان منه إلا ان أقالها من منصبها!!

كما يعمل المئات من الديبلوماسيين على صياغة مسودة «برقية اعتراض» ينتقدون فيها قرار ترامب التنفيذي بشأن الهجرة والسفر، كما علق اوباما قائلا بانه «من حق المواطنين الاميركيين ممارسة حقوقهم الدستورية وإسماع أصواتهم لمَنْ انتخبوهم، وهذا ما نتوقع حدوثه عندما تكون القيم الاميركية على المحك!!».

لا شك ان مثل هذه النماذج الصادقة في كل مجتمع من المجتمعات والتي لا ترضى بالخطأ والتي تقدم النصح للحاكم، لا شك ان ذلك يمنع الحاكم من التحول الى الديكتاتورية حتى في مثل نظام الولايات المتحدة المستقر والراسخ!! ولكن فرق بين الاعتراض والنصيحة للحاكم وبين التجرؤ على التصدي له وتسفيه آرائه!

استجواب راق!!

مشهد جميل رأيناه بالأمس من خلال استجواب وزير الإعلام الكويتي وقد افتقدناه منذ عام 2012، حيث تصدت مجموعة من النواب الافاضل لاستجواب الوزير الحمود على مدى اربع ساعات باسلوب مؤدب وراق بعيدا عن التجريح، لكنه يمثل ممارسة حقيقية عندما يتصدى افراد من الشعب لمسؤول كبير من الأسرة الحاكمة!!

نحن بانتظار 8 فبراير لنرى نتيجة هذا التحدي، وبغض النظر عن النتيجة من طرح الثقة بالوزير أو تجديد الثقة فيه، فإن الاهم هو أن مثل هذه الاستجوابات لها مفعول سحري في تصحيح مسيرة الحكومة وإشعارها بمراقبة الشعب لها!! نتمنى من نوابنا الأفاضل الاستمرار على هذا النهج من الهدوء والعقلانية وعدم تحويل أداة الاستجواب إلى بعبع لتخويف الوزراء وصدهم عن ممارسة أعمالهم!!

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك