كلما اقتربت السياسة من الدين حدثت في الناس فتنة..هكذا يرى صلاح الساير

زاوية الكتاب

كتب 473 مشاهدات 0

صلاح الساير

الأنباء

السايرزم- الحكومات الدينية

صلاح الساير

 

بعض المعتقدات الشعبية المصرية التي يؤمن بها أو يمارسها الشعب المصري تعود جذورها إلى ما قبل آلاف السنوات في مصر القديمة أو الفرعونية.

فالمعتقدات والأفكار تبقى كامنة في وجدان الناس رغم اختلاف العصور وتبدل الأحوال.

وكذلك المعتقدات الدينية تستمر منقوشة في الضمائر والعقول والصدور.

فالمسيحيون العرب حافظوا على ديانتهم إلى اليوم رغم تحول السيادة (الحكومة) في أرضهم إلى المسلمين (بعد الفتوحات الإسلامية) ومثلهم المسلمون في منطقة البلقان استمر إسلامهم دون أن تعرف بلادهم وزارة تدعى وزارة الشؤون الإسلامية.

فالدين شأن الناس لا شأن الحكومات التي ينبغي أن تدع الدين للمؤمنين بمختلف أديانهم وطوائفهم ومذاهبهم.

****

لم تعرف مجتمعاتنا العربية التطرف قبل أن تقوم الحكومات باختطاف الدين من فضاء المجتمع المدني وتحويله من مؤسسة مدنية إلى مؤسسة حكومية.

حدث ذلك عندما جهلنا أن الأديان سعي إلى الأخروية والحكومات سعي نحو الدنيوية.

وهما نقيضان لا يجوز الخلط بينهما.

فالدين استقامة وثبات ونقاء وطهر وخلاص، أما الحكومة فسلطة وتنمية وسياسة ومراوغة ومساومة.

كما أن المؤمن شخص طبيعي يتبع تعاليم الدين ليرضي الله سبحانه وتعالى، أما الحكومة فشخصية اعتبارية تعمل ليرضى عنها الناس.

ونظرة فاحصة إلى التاريخ تؤكد لنا انه كلما اقتربت السياسة من الدين حدثت في الناس فتنة، منذ الخوارج إلى الدواعش.

****

طلع البدر علينا من ثنيات الوداع ولم يطلع علينا من بين أدراج البيروقراطية أو الحقيبة الوزارية.

فقبل أن يعرف الناس الدولة والحكومة والوزارة ومنذ أيام الفقر والجهل، عرف العرب دينهم وتمسكوا به، وعمروا المساجد وأوقفوا عليها الوقف، وصاموا الشهر الفضيل وتناقلوا الموروث الرمضاني، واحتفلوا بالمولد النبوي، وحجوا إلى الكعبة سيرا على الأقدام وفوق أسنمة الإبل، رغم قطاع الطرق وسراق الحجيج، وبقي الإسلام، لله الحمد، عامرا في الصدور لم تسيسه إذاعة أو يتكسب به تلفزيون، أو يتحول إلى مطية لأحزاب الإسلام السياسي للوصول إلى السلطة.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك