طبول الحرب تدق من جديد في منطقتنا وتتصاعد لهجة التهديد والوعيد بين الولايات المتحدة وإيران..برأي وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 604 مشاهدات 0

د. وائل الحساوي

الراي

نسمات- ومن يجعل المعروف في غير أهله!

وائل الحساوي

 

زهير بن أبي سلمى يسمى بحكيم شعراء العرب... توفي قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بقليل وتنبأ بظهور الاسلام. له معلقة مشهورة من المعلقات السبع، وقد عاش أحداث حرب داحس والغبراء، وحذر قومه من شرور الحروب وما تفعله من دمار بين الناس، ومنها قوله في معلقته:

وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم...

وما هو عنها بالحديث المرجّم

متى تبعثوها تبعثوها ذميمة...

وتضرَ إذا ضرّيتموها فتضرم

فتعرككم عرك الرحى بثفالها...

وتلقح كشافا ثم تحمل فتتئم

فتنتج لكم غلمان اشأم كلهم...

كأحمر عادٍ ثم ترضع فتفطم

وله أبيات جميلة من الحكمة ومنها قوله:

ومن لم يصانع في أمور كثيرة...

يضرَّس بأنياب ويوطأ بمنسم

ومن يجعل المعروف من دونِ عرضهِ...

يَفرْهُ ومن لا يتق الشتم يشتم

ومن هاب أسباب المنايا ينلنه...

وإن يرق أسباب السماء بسلّم

ومن يجعل المعروف في غير اهله...

يكن حمده ذماً عليه ويندم

ليعذرني القارئ الكريم على استرسالي في ذكر أشعار زهير بن أبي سلمى، فمنذ درست شعره في الثانوية وأنا معجب كثيرا بشعره!

أما السبب في استشهادي بشعره اليوم، هو أني أشعر بأن طبول الحرب تدق من جديد في منطقتنا وتتصاعد لهجة التهديد والوعيد بين الولايات المتحدة وإيران... وكما قيل فإن الحرب تبدأ دائما بالكلام!

والذين يعتقدون بأن الرئيس دونالد ترامب لن يجرؤ على مواجهة إيران، هم حالمون، فهذا رئيس جديد جاء الى العالم بشرّه ولن يوقفه عن تنفيذ تهديداته شيء، بينما ايران ماضية في تحقيق اطماعها التوسعية من دون نظر في العواقب واذا ما حدثت مواجهة - لا سمح الله - فنحن أول الخاسرين!

قد يقول قائل: ولكن ما الحل ونحن نرى ايران تسير كالثور الهائج لا تتوقف عن اطماعها التوسعية ولا عن تهديداتها المستمرة، وقد عشنا فترة الثمانينات أياماً عصيبة عندما وقفنا مع المجرم صدام حسين وساعدناه في حربه على ايران تحت شعارات فارغة، ثم اكتشفنا كم كنا مخدوعين بتصديق تلك الشعارات القومية التي حولت تحرير القدس الى الكويت وسلبتنا أعز ما نملك!

هل نسيتم تفجيرات المقاهي الشعبية ومحاولة اغتيال أمير الكويت الراحل؟ أم هل نسيتم اضطرارنا للاستعانة بالولايات المتحدة لرفع أعلامها على سفننا منعا لإيران من قصفها؟ ثم بعد ذلك جاءنا الطوفان من بطل العروبة!

إذاً دعونا نحذر إهلينا بأن يبذلوا وسعهم للابتعاد عن مواطن الشر فهذه حرب عدوانية تتقاسم شرارتها أطراف لها مصالح ولسنا في وسطها اكثر من وقود يستعينون به لإضرامها وإحراقنا بها!

ولنتذكر كلام زهير:

ومن يجعل المعروف في غير أهله...

يكن حمده ذماً عليه ويندم

اللهم جنبنا شر الأشرار وامكر لنا يا عزيز يا جبار!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك