ميزانية التعليم 13 مليون دولار يوميا من اجل ان يخرج جيل كامل لا يستطيعون القراءة والكتابة.. برأي طارق بورسلي

زاوية الكتاب

كتب 622 مشاهدات 0

طارق بورسلي

الأنباء

سلطنة حرف -13 مليوناً ولم ينجح أحد

طارق بورسلي

 

وزارة التربية تعلن انها بصدد التعاقد مع مدرسين من الخارج مجددا، وكأنها لم تفعل هذا من قبل، ووزارة التربية عاما بعد عام تفعل هذا الأمر تكرارا ومرارا منذ اكثر من أربعة عقود، وزارة التربية نفسها التي تعلن هذا الإعلان المتكرر سنويا وتشير في كل عام انها بهذا التعيين من الخارج تسعى لإصلاح العملية التربوية وسد النقص، تعلن أيضا كل عامين أنها بصدد اجراء تعديل في النظام التعليمي فمن النظام العام التقليدي بنظام السنوات الى نظام الفصلين الى نظام الدمج (هذا كان بعد التحرير فقط) الى نظام المقررات ثم أدخلت تعديلات اخرى وثالثة ورابعة وأخيرا أدخلت برنامج او منهج «كفايات»، وهذا المنهج التعليمي الجديد اغلب المدرسين باعترافاتهم واغلب الموجهين في المناطق التعليمية لا يعرفون كيف يعمل او كيف يجب ان يعمل بشكل كامل، وهو المنهج الذي جاء لنا به البنك الدولي، والكارثة ان من يحدد شكل هذا المنهج ومن يحدد نجاحه وتطبيقه هو البنك الدولي نفسه، اي ان الجاني والمحامي والقاضي واحد، وهذا لا يجوز ان يكون.

ألا يفترض بعد تطبيقه الآن على نماذج محددة ان يتم الاجتماع بأهل الاختصاص من الموجهين الكويتيين لمعرفة رأيهم بعيوب ومزايا هذا المنهج والأخذ برأيهم بعد مخرجات هذا المنهج من الطلبة خلال الفترة الماضية.

ميزانية وزارة التربية للعام الماضي كانت مليارا و660 مليون دينار كويتي، اي بحدود ٥ مليارات دولار أميركي، والآن سأصدمكم، هذه الرقم الخيالي يعني ان وزارة التربية تصرف يوميا 13 مليون دولار، هل تصدقون؟! 13 مليون دولار تصرفها وزارة التربية يوميا، وفي النهاية طلبة يصلون الرابع الابتدائي بل السادس ثم لا يستطيعون القراءة والكتابة بشكل صحيح.

13 مليون دولار يوميا من اجل ان يخرج جيل كامل بسبب تخبطات مسؤولين وقياديين في وزارة التربية لا يستطيعون القراءة والكتابة.

13مليون دولار يوميا، والمدارس متهالكة، والمناهج مدمرة بل ومتأخرة او مستعارة من بلدان عربية اخرى مناهجهم بعيدة عن مناهجنا او ثقافتنا.

13مليون دولار يوميا والنتيجة لم ينجح أحد، هذا يفترض صراحة ومع هذا الرقم ان يتم استجواب الحكومة كلها وليس وزيرا واحدا، هل فكر احد بهذا الرقم الخيالي.

طبعا اعلم ان جزءا من هذا المبلغ ذهب للرواتب والمشاريع ولكن انا أتحدث بالمجمل، لا يعقل ان يكون هذا هو المبلغ الذي نصرفه على التعليم والنتيجة صفر، ميزانية وزارة التربية ميزانية ثلاث او اربع دول أفريقية ومع هذا هذا ما ننتجه.

الحل ليس في منهج او مناهج او مدرسين او جنسيات مدرسين بل في وزارة التربية ككل التي يجب ان تهدم اداريا من القاعدة حتى الرأس ويعاد بناؤها، والا ستستمر المشكلات ذاتها.

كلمة أخيرة: جعل الله ايام الكويت كلها أعياد. وأسبغ على أميرها الصحة والعافية وصلاح البطانة إنه سميع مجيب.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك