هل يصحّ بيع أسرار الناس؟!.. ينتقد وليد الغانم ظهور ووثائق وزارة الصحة بالمجلس الوطني للثقافة

زاوية الكتاب

كتب 482 مشاهدات 0

وليد الغانم

القبس

هل يصحّ بيع أسرار الناس؟!

وليد الغانم

 

وزارة الصحة اكتشفت فقدان آلاف الوثائق والملفات والأوراق الصحية الخاصة بها وبالمرضى، متضمنة صورهم وأسرارهم الطبية وعلاجاتهم في سنوات قديمة، ربما تصل إلى الستينات والسبعينات، ثم فجأة ظهرت مجموعة كبيرة جدّاً من هذه المستندات في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب..

وزارة الصحة شكّلت مؤخراً لجنة تحقيق في ما عُرِض من أوراق تخص المرضى بالمجلس الوطني للثقافة، وقامت هذه اللجنة بمخاطبة المجلس لمعرفة الجهة التي زودتهم بتلك الاوراق، والكيفية التي وصلت والملفات والنماذج الصحية إلى المجلس، أو من زودهم بها، وبما تشمله من خصوصيات للناس ومصالحهم التي لا يجوز اطّلاع أحد عليها أو احتفاظ أي جهة بها، ما عدا وزارة الصحة ومرافقها التابعة لها..

سنوات ونحن نشاهد في الكويت إهمال الأجهزة الحكومية في الحفاظ على أرشيفها وتاريخها وأوراقها الرسمية، وتطالعنا الصحف المحلية بين الفينة والأخرى بأكوام من تلك المستندات والأوراق ملقاة بلا أي اهتمام خارج المباني الحكومية، أو تباع في سوق الجمعة أو يتم إتلافها جهلاً بقيمتها التاريخية أحيانا، خاصة تلك التي تعود إلى ما قبل الاستقلال أو السنوات الأولى بعده..

يا تُرى.. ما: الجهة الحكومية المعنية بالحفاظ على الأرشيف الوطني الرسمي؟ وما آلية إتلاف الأوراق الرسمية والتخلّص منها في الوزارات والمؤسسات؟ وهل يملك أي فرد أن يعرض هذه المستندات والأوراق بما تحمله أحياناً من خصوصيات للناس وأسرار للبشر للبيع والشراء من دون أن يوضح كيفية حصوله عليها في الأساس؟ وهل يجوز لأي فرد أن يدخل المباني الحكومية القديمة، ويحمل ما يجده من أوراق وملفات بسيارته ثم يحتفظ بها أو يتاجر بها بكل سهولة، ولو كان من الحكومة؟

أستغرب أن المجلس الوطني للثقافة قد تحوّل للمموّل والشاري لبعض من يعرض عليه مثل هذه الأوراق الرسمية ويعوضهم بآلاف الدنانير، في حين يفترض أن يبادر هو كمؤسسة حكومية متخصصة بجمع كل ما لدى الجهات الحكومية من أرشيف وتقييمه وتصنيفه وعرضه للعامة، بدلاً من اثارة الشبهات حولها كما في حالة أوراق المرضى ووزارة الصحة..

نطالب وزيري الصحة والإعلام بمتابعة التحقيق القائم وضمان عدم طمطمة الأمر وحماية صغار الموظفين في المجلس الوطني، خاصة حتى لا تطيح رؤوس المخلصين منهم، ويفلت منها أصحاب المصالح والمتلاعبين.

ونحن نتابع معكم، والله الموفِّق.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك