‏هل نستحق نحن العرب الديمقراطية؟- تكتب ‏د.ليلى الخياط

زاوية الكتاب

كتب 1666 مشاهدات 0


‏تساؤلات تطرح بعد قضية القناعي

بعد مشاهدتي لحلقة الإتجاه المعاكس ومتابعتي لردود الفعل تجاه رأي ضيف الحلقة الدكتور عبدالعزيز القناعي ... طرحت في بالي هذه التساؤلات!
‏ هل الإسلاميون مؤهلين ويستحقوا الديمقراطية أو الوصول للسلطة؟
‏وهل الليبراليون العرب يؤمنون بالديمقراطية فعلاً حتى لو وصلت للإسلاميون ؟
‏كعرب ثقافتنا تختلف عن الغرب فنحن دائمًا نشوه ما نستورده من أفكار غربية لأنها تختلف عن ثقافتنا وتاريخنا وطباعنا وشخصيتنا، وحتى التجربة الديمقراطية الغربية والليبراليون في الولايات المتحدة الأمريكية رفضوا مؤخرًا وصول الجمهوريون للسلطة لخوفهم من التغير وتقيد الحريات!
‏فهل استيراد فكرة الديمقراطية الغربية عند العرب تجربة فاشلة أم أننا غير مؤهلون بعد لها؟
‏نعم، حتى استيراد الديمقراطية الغربية مشوه لدينا!
‏فمن يطالب بحرية الفكر يحارب أفكار غيره!
‏والليبرالي العربي رغم إيمانه بالحرية الفكرية والتعددية والتعايش يحارب رجل الدين الإسلامي والإسلامي يحارب ويشوه أفكار الليبرالي؟
‏والليبراليون العرب أيضًا لا يؤمنون بحرية الإسلاميون بلبس ما يشاؤون أو الإعتقاد بما يشاؤون ويشنون حربًا عليهم في وسائل الإعلام رغم إيمانهم قولاً بحرية الإعتقاد والإختلاف مع المختلف عدى الإسلامي؟ فهل هدف هذه الحرب توعوي وتنويري وإيقاظهم من صحوتهم واستغلال رجال الدين لهم؟ أم أنها حرب مضادة دفاعية لحرب رجال الدين عليهم؟
‏ولماذا يهاجم الإسلاميون رموز الليبرالية ويتركون المسلمون العاديون غير المشاهير يعلقون نفس تعليقه تحت فيديوات شهيرة للرجم في باكستان وإيران دون تكفير ؟ هل يخاف رجال الدين الذين استغلوا الدين من توعيتهم وتنويرهم و أن يخسروا طاعة الناس لهم وأن يخسروا مناصبهم وتكسبهم من الدين ومكانتهم الإجتماعية؟
‏فهل الصراع الإسلامي الليبرالي صراع على السلطة أم أن الأمر أعمق من ذلك؟ أم أنه صراع بين عقلانيون وإنسانيون و رجال الدين استغلوا البسطاء و الدين؟
‏أنا متأكدة بأننا لن نصل للديمقراطية حتى يتقبل الإسلامي الليبرالي بأفكاره و يتقبل الليبرالي العربي الإسلامي حتى لو وصل للسلطة
‏ولكن ماذا لو تقبل الليبرالي وصول السياسي الإسلامي للسلطة بحجة أنهم الأكثرية؟ أليست الديمقراطية هي فوز الأغلبية؟
‏وتركه يصل للسلطة ويتحكم في الحريات الفكرية و الشخصية؟
‏ماذا عن حرية التعبير؟
‏هل من حق الليبرالي أن يخاف على حريته؟
‏ماذا عن أمن و إستقرار الدول المدنية؟
‏ هل أتمنى شخصيًا أن يصل الإسلامي للسلطة ويطبق القوانين الشرعية في بلدي وينادي بدولة الخلافة أم أفضل أن أعيش في دولة مدنية؟
‏وهل إذا عبر الشخص عن رأيه ببشاعة عقوبة يٌكفر؟
‏الكفر يعني عدم الإيمان بوجود خالق ولا يمكن ربطة بتعبير عن رأي وإلا لكفرنا كل من عبر وعلق عن رأيه بوحشية وقسوة قانون الرجم في اليوتيوب الخاص بتنقيذ حد الرجم ولظهر لنا أن كثير من المسلمين عبروا عن وحشية قانون الرجم مثل ما عبر القناعي عن رأيه ولم يتم تكفيرهم أو رفع قضايا عليهم؟ لماذا؟
‏ نرجع للتساؤلات التي أثارتها قضية القناعي... هل معنى أن تكون مسلم أن لا تفكر؟ أن لا تنتقد القوانين؟ أن لا تعبر عن أفكارك ومشاعرك تجاه بشاعة أي قانون وعقوبة؟

‏أصول الدين تدعوا لتعايش وكل قصص الرسول الكريم مع جاره اليهودي تؤكد ذلك!
‏فلماذا تغيرنا!؟ هل قتل الرسول الكريم من خالفوه حين دخل عليهم في مكة رغم ما عاناه منهم؟ لا لم يفعل
‏فبإي دين نريد أن نحكم؟

‏الكثير من التساؤلات تطرح بعد قضية القناعي فقضية القناعي فضحت لنا أننا شعب غير مؤهل بعد لنيل الديمقراطية سواء من الإسلاميون أو الليبراليون وأننا نحتاج لمزيد من الإنسانية والتعايش قبل أن نستحقها!
‏فليس كل من يفكر كافر! فلا تربطوا التفكير بالكفر!
‏وليس كل من يعبر عن مشاعره تجاه عقوبة كافر؟ فلا تربطوا التعبير عن المشاعر بالكفر!

‏ فالكفر هو عدم إيمانك بالخالق فكيف نُكفر؟ ومن نحن لنكفر أحد مادام الإيمان في القلب لا يمكن رؤيته وإثباته؟ هل نملك نحن هذه السلطة؟
‏وهل بعد تكفير القناعي نستحق الديمقراطية؟
‏أم أن علينا التفكير بديمقراطية عربية جديدة تناسبنا وتحفظ حقوقنا الفكرية والتعبيرية وتجبرنا على التعايش و تقبل المختلف حتى لو وصل رجل الدين السياسي الإسلامي للسطة ولو عن طريق الديمقراطية؟
‏فكيف ومتى نصل لهذه الديمقراطية العربية التي توصل الأغلبية الإسلامية وتحافظ بنفس الوقت على حرية التفكير والتعبير؟
‏أم أن تجربتنا الديمقراطية ستتكرر و سيستمر الليبراليون بمهاجمة وصول الإسلاميون للسلطة كما حدث في مصر حفاظًا على حقوقهم وحرياتهم؟!
‏فمن سندعم نحن منهم؟
‏وهل يمكننا أن نكون مسلمين ومؤيدين لحرية الفكر والتعبير؟ هل يجب علينا إيجاد معادلة ديمقراطية وسطى لتتناسب مع وضعنا ومجتمعنا؟
‏أم علينا تأهيل أنفسنا تربويًا لتقبل التعايش والإختلاف والإيمان بحرية الرأي والرأي الآخر حتى لو كان رأي أغلبية لا تؤمن بهذا الحق قبل أن نحلم بتطبيق الديمقراطية؟
‏ماذا لو كانت الأغلبية مخطئة وغير واعية وكانت الأقلية هي الأوعى ونظرتها أبعد؟
‏فهل بعدها نستحق نحن العرب الديمقراطية؟ أم نحتاج لتأهيل تربوي وأخلاقي ومناهج تشجع التعايش والتسامح وتقبل المختلف حتى لو كان يختلف معنا في الدين والفكر قبل إستحقاقنا للتجربة الديمقراطية؟


كتبت - ‏د.ليلى الخياط

تعليقات

اكتب تعليقك