عدنان فرزات يكتب.. الأحمر والبني مع السقاف

زاوية الكتاب

كتب 766 مشاهدات 0

عدنان فرزات

القبس

الأحمر والبني مع السقاف

عدنان فرزات

 

لا شيء أسرع من الزمن. إنه يمضي ما بين رمشتين: سعيدة أو حزينة.. الوجوه تهرم والأماكن تشيخ، ولكن الأخيرة تجديدها أسهل.

راودتني هذه العبارات يوم الثلاثاء الفائت حين كنتُ أحضر انتخابات مجلس إدارة رابطة الأدباء الكويتيين. استدرجتني الذاكرة عنوةً إلى أكثر من عقدين من الزمن مضيا، لم يكن حينها أي من الأعضاء الجدد في مجلس الإدارة الذي فاز بالتزكية، موجوداً حينها كعضو في الرابطة، ثم تتابعت الأجيال. كان أول شخص أشاهده في رابطة الأدباء في أوائل التسعينات هو الأديب الراحل د. عبدالله العتيبي. كانت الرابطة آنذاك في مقرها المؤقت بكيفان عقب التحرير لأن مقرها الحالي في العديلية كان غير مؤهل للعمل، بعد أن تحدثت مع الدكتور العتيبي يرحمه الله، التقيت الدكتور خليفة الوقيان والدكتور سليمان الشطي والراحل أحمد السقاف الذي وقعت لي مع حادثة لا تُنسى، فقد كان لدي حينها وشاح أحمر أضعه حول عنقي في الشتاء، ولاحظت أن السقاف يرحمه الله كلما شاهدني بالوشاح الأحمر يصد وجهه قليلاً عني، وذات يوم اتصل بي وكنتُ أعمل في القبس ودعاني إلى منزله، فلبيت الدعوة بشغف لمكانته وعلمه وشخصه الذي له حضور عميق في النفوس. وفي منزله بالشويخ استقبلني عند الباب ودخلنا دار الضيافة، ثم أسرّ لي بأمر خاص ومهذب جداً، قال لي يومها إنه لا يحب رؤيتي بالوشاح الأحمر لأنه لون الشيوعيين الذين لا تتفق أفكاره مع أفكارهم، فأجبته بأنني أحترم رؤيته للموضوع، لكنني لست منتمياً إليهم ولا لأي حزب آخر، فأنا شخص مستقل أُنتج أفكاري بنفسي ولا آخذ الأفكار الجاهزة والمعلبة من أي حزب كان. رد السقاف بتهذيب أكثر بأنه مع ذلك يتضايق عندما يراني في رابطة الأدباء مرتدياً هذا الوشاح، ثم مد يده إلى كيس بجانبه، وقدمه لي قائلاً بأنه هدية أحضرها لي من لندن وهي عبارة عن وشاح لونه البني.

احتراماً لرغبته لم أرتدِ وشاحي الأحمر مرة أخرى، ولكنني في الوقت نفسه لم أرتدِ الوشاح الذي قدمه لي لا لشيء سوى لأنني لا أحب اللون البني أعتبره لون المكاتب التقليدية والصرامة. ولكن احتفظت بالوشاحين أكثر من عشرين عاماً إلى أن أعاد د. عادل العبدالمغني حكاية الوشاحين قبل فترة أمام بعض أعضاء الرابطة، فقدمت الوشاح الأحمر له هدية.

لذلك فالزمن يمضي سريعاً كاللقاءات التي تجمعنا بمن نحب، ومبروك للرابطة مجلسها الجديد ويستحق الوشاح الأزرق لون.. التفاؤل.

 

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك