الشباب في بلدي يبحث عن الواسطة ويؤمن ان العمل والاخلاص لن يؤدي به الى نتيجة.. بوجهة نظر زياد البغدادي

زاوية الكتاب

كتب 623 مشاهدات 0

زياد البغدادي

النهار

زوايا- عاصمة «الشباب» بإدارة «الشياب»

زياد البغدادي

 

يبدو ان العالم قد تعلم الدرس جيدا وادرك ان قيادة المستقبل والتطور لابد ان يكون بايدي الشباب، فهذا ما صنعه التطور التكنولوجي بايدي الشباب في السنوات القليلة الماضية، والذين تحولوا الى اغنى اغنياء العالم في سنوات قليلة بفعل اختراعاتهم وابتكاراتهم، ضاربين بعرض الحائط ما يسمى بالخبرة ومستغنين عن ذوي الخبرة معلنين ثورة حقيقية لكل ماهو تقليدي، وحققوا نجاحا باهرا في تغيير حياة الناس باعلانهم ما يسمى بمواقع التواصل الاجتماعي.

ويبدو ان العالم المتقدم ادرك ضرورة انتقال هذه الثورة وراهن على نجاحها في المجال السياسي، وكانت التجربة الاولى في نجاح رئيس الوزراء الكندي الشاب ترودو والذي لحقه بفترة ليست بكبيرة الرئيس الفرنسي الجديد ماكرون، واعتقد ان السنوات القليلة القادمة ستظهر لنا مزيدا من الاسماء الشابة التي تعبر عن قرارات الشعوب وايمانها ان مستقبلهم سيكون افضل بكثير بايدي هؤلاء الشباب المطلعين والمثقفين والمتسلحين باقوى سلاح في العالم وهو الحماس والاصرار والرغبة الملحة في الانتصار والتغلب على الازمات.

في الايام القليلة الماضية تم اعلان الكويت عاصمة للشباب العربي، ومن حسن الحظ توافق هذا الاعلان مع المقابلة التلفزيونية لسمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك وهو الذي يمثل رأس الهرم للسلطة التنفيذية بعد سمو الامير حفظه الله ورعاه والذي يمثل ابو السلطات جميعا، كانت المقابلة دسمة بالمعلومات ومليئة بالاستنتاجات التي من خلالها استطعت ان استوعب لماذا تنتهج الحكومات المتعاقبة هذه السياسات التي من الواضح جدا انها غير ناضجة، فمازالت عقلية الخبرة السياسية والادارية هي السائدة والمتحكمة في اختيار المسؤولين وخاصة الوزراء كما صرح به سمو رئيس الوزراء.

وهذا الامر في الحقيقة يجعلنا في صدام حقيقي مع جدوى وجود الخبرة في ظل سنوات طويلة من العمل المتواصل، فالسؤال الحقيقي الواجب طرحه هنا، هل يستطيع صاحب الخبرة التي تجاوزت 30 سنة واكثر ان يتحمل مزيدا من المسؤولية وان يقدم مزيدا من التضحيات؟ في الحقيقة المناصب بهذا الفكر الذي نتبعه ينقل المنصب الوزاري من التكليف المرهق الى التشريف والمكافأة مقابل السنوات الطويلة، وهذا يضعنا في مأزق كبير.

في الحقيقة لا اريد الخوض في منصب رئيس السلطة التنفيذية لقناعتي انه اصبح منصبا تشريفيا بعيدا عن المساءلة وخاصة بعد تعهد بعض نواب مجلس الامة بذلك، ولكنني اتحدث عن المناصب الادارية والاشرافية والقيادية، والتي تعتمد وبشكل رئيس على سنوات الخبرة في اختيار مستحقيها. هل نحن وبعد تجربتنا الطويلة في تطبيق هذه القواعد والاجراءات محقين بذلك نسير في الاتجاه الصحيح؟

نحن عاصمة الشباب ولكننا في الحقيقة بادارة «الشياب» الذين نحترمهم ونجلهم ونقدرهم ولكن في الحقيقة هم يقفون عاجزين امام التطوير والتغيير وصناعة المستقبل، هذا ما اعترف به الغرب التواق لمستقبل افضل، فمتى نعي ذلك ونتوقف عن الحديث عن البوم والماضي الجميل؟

خاتمة:

الشباب في بلدي يائس تعيس سلبي جدا، فهو يبحث عن الواسطة ويؤمن ان العمل والاخلاص لن يؤدي به الى نتيجة ملموسة ومؤثرة على حياته في الغالب، هو عاجز عن التطور فهو يحكم بعقلية مرؤوسيه الذين لا يهمهم الا الحفاظ على كراسيهم.

ويستمر الاحباط ويتجلى في طلبات الاسكان المتراكمة التي افقدت الشباب استقرارهم الاجتماعي بغياب منزل الاحلام وكذلك تكدس طلبات التوظيف وناهيك عن البديل الاستراتيجي الذي قد يضيف قليلا من العدالة المعدومة في سلم الرواتب الحكومية.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك