ماذا بعد حرب تحرير الموصل؟.. يتسائل سلطان الخلف

زاوية الكتاب

كتب 542 مشاهدات 0

سلطان الخلف

الانباء

فكرة- ماذا بعد حرب تحرير الموصل؟

سلطان الخلف

 

رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أعلن تحرير الموصل من تنظيم داعش رغم أن القادة العسكريين الأميركيين الذين قادوا معركة تحرير المدينة لم يعلنوا انتهاء الحرب بشكل رسمي. وقد رأينا مشاهد مفجعة تعكس الدمار الذي حل بهذه المدينة التاريخية الكبرى التي تأتي من حيث الأهمية بعد بغداد، ومن معاناة أهالي الموصل الذين عاشوا أياما عصيبة بين فكي «داعش» والتحالف الدولي مع الجيش العراقي وميليشيات الحشد الشعبي (الشيعي). فقد كان هدف الحرب تحرير الموصل من «داعش» بأي ثمن دونما اعتبار للمدنيين الذين سقط منهم عشرات الآلاف قتلى تحت الأنقاض أو أثناء هروبهم من جحيم الحرب، وهو ما دعا منظمات حقوق الإنسان إلى المطالبة بفتح تحقيق حول ما لاقاه سكان الموصل من ويلات هذه الحرب التي لم يفرق القصف الجوي والأرضي بين داعشي ومدني موصلي بمن فيهم الأطفال والنساء.

ما حدث للموصل من دمار ومآس إنسانية يذكرنا بما حل بمدينة حلب السورية التاريخية من قتل ودمار وحشيين على أيدي قوات تحالف البعث الطائفي - الروسي لإخراج مسلحي المعارضة السورية التي تطالب بالإصلاحات السياسية.

ومع ما تعانيه الحكومة العراقية من صراع سياسي ومن عقد طائفية وفساد مستشر في المؤسسات الرسمية وخدمات متدنية ومعدل بطالة عالي وباختصار هو ما قاله وزير الخارجية الأميركي السابق بيكر لوزير الخارجية العراقي طارق حنا عزيز قبل تحرير الكويت (سنعيد العراق مائة عام للوراء) فإنه من الصعب تصور إعادة بناء مدينة الموصل وعودة أكثر من مليون من سكانها النازحين الذين باتوا يعيشون لاجئين في الخيام بعد أن تحولت منازلهم وممتلكاتهم إلى حطام.

لعل الرئيس الأميركي ترامب خلال حملته الانتخابية قد أجاب بشكل مباشر عن لغز «داعش» عندما صرح بشكل علني بأن إدارة أوباما هي وراء قيام تنظيم داعش وأنها زرعت الفوضى في الشرق الأوسط وهي شهادة لا يمكن الاستهانة بها من مرشح رئاسي مطلع على خفايا السياسة الأميركية. وهذا دليل على أن السياسة الأميركية في منطقتنا العربية لم تكن بناءة وتعمل على تكريس تفاقم أزماتنا السياسية وتتسم بالضبابية واللامبالاة بنتائجها الكارثية. وكما يرى كثير من المراقبين فإن التداعيات المأساوية التي يشهدها العراق حاليا مردها إقامة نظام طائفي في العراق قائم على الإقصاء والتهميش ليكون نواة فوضى في منطقتنا العربية. ولعل أكثر المستفيدين من هذه الفوضى هم الصهاينة والنظام الإيراني والشركات الغربية والأميركية التي تستعد لاقتناص عقود إعادة البناء والتي تقدر بمليارات الدولارات التي ستدفع دولنا الخليجية النصيب الأوفر منها.

> > >

لا تزال فضائح دعم روسيا لترامب في حملته الانتخابية تشغل الرأي العام الأميركي بل والعالم. فبعد طرد ترامب لمدير مكتب التحقيقات الفيدرالية كومي لثنيه عن التحقيق في الأمر، ظهرت الآن قضية اتصال ابنه بالمحامية الروسية التي قدمت له معلومات مفيدة تضر بمنافسة أبيه المرشحة الرئاسية هيلاري كلينتون. ويستغرب الناس من أن بلدا مثل الولايات المتحدة تحدث فيه هذه الأمور التي تمس سيادته حتى ان أحد أعضاء الكونغرس الأميركي صرح متهكما «ربما من الأفضل أن نضع صناديق اقتراعنا في موسكو!». التدخل الروسي بدأ يتضح أكثر وبدأ بعض الساسة الأميركيين يتحدثون عن إقالة ترامب لعدم مصداقيته كرئيس ولعلاقاته المشبوهة بروسيا.

> > >

كالعادة، عندما يصوت المجتمع الدولي في غير صالح الصهاينة يعلق مسؤولوهم بطريقة غير مسؤولة وجنونية. فقد صرح نتنياهو بعد نجاح تصويت اليونسكو بتصنيف مدينة الخليل تراثا إنسانيا بأنه «قرار سخيف»! أما مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هيلي فلم تكن أكثر اتزانا وعقلانية عندما قالت «إهانة للتاريخ»! لا يمكن أن تكون الولايات المتحدة راعية للسلام في الشرق الأوسط وفي الوقت نفسه منحازة بشكل أعمى للسياسة الصهيونية العنصرية.

الانباء

تعليقات

اكتب تعليقك