فيحان العازمي يكتب.. تسييس المؤسسات التعليمية إلى أين؟

زاوية الكتاب

كتب 476 مشاهدات 0

فيحان العازمي

النهار

إضاءات- تسييس المؤسسات التعليمية إلى أين؟

فيحان العازمي

 

لا يختلف اثنان على أن أي عملية لتسييس المؤسسات التعليمية سيخضع للمزاج السياسي لدى السياسيين الذين لا يضعون أي اعتبارات للابعاد الأكاديمية والتعليمية لتلك المسألة الحيوية، والذين في الغالب يجارون آراءهم وفق المعطيات السياسية والتي لا تخدم الرؤى التعليمية في أغلب الأحيان، على الرغم من أنها يجب أن تكون شاملة، وأهم من ذلك وجود المناخ المهيأة والاستقرار الإداري لتنفيذها.

ولا شك أن أحد المؤسسات التعليمية الكبيرة في الكويت والتي استغلت وخضعت لهذا المزاج السياسي لسنوات عديدة هي الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب. هذا المزاج السياسي الذي أعطى للعديد من قراراتها الصبغة السياسية وعلى اساسها ربما حدثت بعض الإخفاقات التي اثقلت بكاهل الهيئة لسنوات بدون حلول جذرية، وكانت أحدثت صدمة للعديد من مديري الهيئة المتلاحقين بعدم قدرتهم على حلها أو التطوير نظرا لثقل هذه المشاكل. ومنذ اربعة سنوات تابعنا مشكلة القبول في الهيئة والتي نتج عنها تنحية عميد القبول والتسجيل وعلى اثرها استقال مديرها العام السابق. إلى أن جاء وتولى الدكتور أحمد الاثري إدارة الهيئة في زمن كانت الهيئة فيها مثقلة بالعديد من المشاكل وتحتاج الى الخروج من عدة أزمات وقد أخذ على عاتقه معالجة عملية القبول والتسجيل بطريقة  احترافية حتى أوصل الفريق الذي يقود هذه الانظمة الى أعلى مستويات الاحترافية بشهادة المؤسسات الأكاديمية العالمية التي أثنت على احترافية فريق نظام القبول والتسجيل الفني وتكنولوجيا المعلومات والاداري منها، واستمرت عملية القبول والتسجيل في الهيئة والتي كانت تعاني من عدة مشاكل باستمرار قبل تولي الادارة الحالية ، إلا انها أصبحت تسير بسلاسة ويسر ولا زالت الإدارة تعمل على وضع العديد من الحلول لها.

وأكثر ما تميزت  بها الإدارة الحالية للهيئة هو وضع خطة طموحة جدا تتبنى ثلاثة محاور رئيسة وهي: الاستثمار بتكنولوجيا المعلومات لتطوير العمل الاداري والاكاديمي، وضبط جودة العمل الاداري، والاعتماد الاكاديمي لبرامج الهيئة لضبط جودة التعليم، وذلك بجتنب الخطط التنموية والتي تركزت في أغلبها على التطوير والتوسع في مباني الهيئة.

وتعتبر هذه المحاور مرتكزات رئيسة كانت الهيئة في حاجة لها ولأول مرة يتم التركيز عليها بشكل استراتيجي ووفق خطة زمنية وبالفعل فقد تحققت إنجازات متميزة في هذه المحاور والتي أصبحت ظاهرة جلية للعيان من خلال متابعتنا ومشاهدتنا للوضع التعليمي والأكاديمي في التطبيقي.

وكما هو معلوم بأن أي عمل تطويري لا بد له من فريق يدعمه، إلا انه للأسف  كالمعتاد فإن أي عمل نجح  تجد من يعيقه أو يكون معارضاً له، هذا ما يحدث في التطبيقي بصفة خاصة، فعلى الرغم من ضخامة الانجازات التي حققتها إدارة التطبيقي ومازالت مستمرة خلال الاربع سنوات الماضية والتي تسعى الى تحقيق النطق السامي لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الصباح في تنمية ثروة الكويت من خلال تسلح ابنائنا الطلبة بجودة التعليم ونقل نظامنا التعليمي نقلة نوعية شاملة. وبحسب النطق السامي لصاحب السمو أمير البلاد «إن ثروة الكويت الحقيقية في أبنائها وهي ثروة لا تعادلها أي ثروة فهم عماد المستقبل وأمل الوطن وعلى سواعدهم تبنى الإنجازات وتحقق الطموحات وعليهم أن يتسلحوا بسلاح العلم الحديث في عصر الثورة المعلوماتية، الذي تتسابق فيه الأمم لتأخذ لها مكاناً في مسيرة التقدم . ولذلك فلا بد أن يكون لنا نصيباً من هذا التطور من خلال نقلة نوعية في نظامنا التعليمي»

إن الانجازات التي تمت في الهيئة خلال السنوات الاربع من الصعب احصائها في مقال واحد لكن نستذكر منها: تقليل المخالفات الى ادنى حد في تاريخ الهيئة وتحويل الهيئة من هيئة غير متعاونه الى هيئة متعاونه، وتنفيذ اكثر من 100 مشروع الكتروني حيث تميزت الهيئة بها ووضعتها بمصاف المؤسسات التعليمية العالمية والمتميزة بهذا المجال وقد نالت التطبيقي جائزة الشرق الأوسط الـ 21 لتميز الحكومة والمدن الذكية في مجال التعليم الالكتروني.

ومن اهم الانجازات التي سعت ادارة الهيئة التركيز عليها هي ادخال جميع المعاهد التسعة على نظام واحد خلال ستة أشهر فقط وهذا التحدي لم تستطع أياً من الادارات السابقة حتى مجرد البدء فيه. واعتماد 47 برنامج أكاديمي وتدريبي واعتماد قطاع الشؤون الادارية والمالية وحصولها على شهادة الاعتماد من ISO90001:2015 وجار اعتماد برامج وقطاعات اخرى، وكذلك اعتماد مركز تقنية المعلومات لحماية المعلومات بنظام ISO27001. وتطوير العمل الإداري بميكنة الاعمال وجار حل اغلب المشاكل الادارية من خلال ميكنتها لتسريع وضبط جودة الاعمال التي سوف نرى نتائجها بداية السنة الدراسية القادمة.

ومن اهم النتائج التي ظهرت خلال السنوات السابقة هو الاستثمار الامثل للموارد البشرية التي من خلالها توفير زيادة ملحوظة بالساعات التدريسية.

وغيرها من الانجازات الكبيرة التي لا يسعنا ذكرها في هذا المقال من مؤتمرات علمية وثقافية والتي ساهم فيها منتسبي وموظفي الهيئة والتي لم يسبق لها مثيل سابقا.

وبالحديث عن كل تلك الانجازات لا يعني أن الهيئة خالية من مشاكل، بالطبع لا.. هناك العديد من المشاكل والتحديات التي نعلم بها ونسمع عنها ولكن ما نعلمه جيداً بانه تم ايجاد الحلول لها سواء ادارية أو آلية وأغلبها جاهزة للانطلاق من الإدارة، ومن المؤكد ان المرحلة القادمة لإدارة التطبيقي تعتبر مرحلة مهمة جدا لاستكمال هذه الاعمال التي سعى بها الأثري وجميع العاملين الى وضع الحلول وتطوير الاليات لتنفيذها وهم قادرون على تنفيذها وهي مرحلة جني ثمار الاعمال التي تمت خلال الاربع سنوات السابقة، مرحلة ايجاد الحلول الشاملة وربط جميع الانظمة بشكل متكامل لاستكمال خطة التطوير.

لكن للأسف يبدو أن المزاج السياسي لبعض السياسيين لا يعجبه هذا النجاح المتميز ويفضل ابقاء الوضع كما هو عليه حيث انه المستفيد من الوضع الحالي لتمرير أجندته.

ان المرحلة القادمة للتطبيقي مرحلة تنفيذ وليست تخطيط وهذه المرحلة تتطلب رجل دولة قادر على تنفيذها بدعم سياسي متميز ومن نتائجها نستطيع الحكم على الادارة بالنجاح من عدمه.

وكما قلت للاسف فان العديد ممن يقوم بمهاجمة الهيئة يرى الجزء الفارغ من الكوب ويغفل الجزء الكبير المليء بالانجازات التي إن رأت النور قريبا بإذن الله سوف تساهم في نقل الهيئة نقلة نوعية.

لذا نطالب القيادة السياسية بدعم ادارة الهيئة الحالية بقيادة مديرها العام الدكتور أحمد الاثري بالدعم السياسي والمالي لميزانيتها لكي تنهض بمستوى برامجها العلمية والتدريبية ومستوى طلابها حيث ان الهيئة تعتبر صرحاً تعليمياً متميزاً ليس على مستوى الكويت بل على مستوى المنطقة كما كانت الكويت سباقة بالتعليم الاكاديمي من خلال جامعة الكويت فالهيئة لا تقل اهمية في مجال التعليم التطبيقي والتدريب وتعتبر أحد مصادر الموارد البشرية التي تزود سوق العمل لتحقيق رؤية صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك