خلال انطلاق ملتقى تعزيز الصحة النفسية بالجامعة العربية المفتوحة

محليات وبرلمان

الحميدان : المجتمع يحتاج إلى قناعة بطلب الاستشارة النفسية والعلاج النفسي عند الحاجة

843 مشاهدات 0

الدكتور عايد الحميدان

يعلن مكتب العلاقات العامة والإعلام والأنشطة الطلابية بالجامعة العربية المفتوحة بالكويت انطلاق فعاليات ملتقى تعزيز الصحة النفسية بالتعاون مع وزارة الصحة ذلك خلال المحاضرة التي ألقاها عضو فريق العمل وخبير المخدرات والمؤثرات العقلية عربياً وأجنبيا الدكتور عايد الحميدان بعنوان (صحتك النفسية تستاهل) بحضور أعضاء هيئة التدريس والطلبة في كافتيريا الجامعة.
 بدوره  قال الدكتور الحميدان  أن البرنامج الوطني هو لدعم الصحة بصفة عامة بين أفراد المجتمع وخاصة ًالصحة النفسية حتى يتطور الوعي  مشيرا أن فريق عمل البرنامج الوطني لتعزيز الصحة النفسية ومكافحة الإدمان أعيد تشكيله في عام 2008 ويترأسه الفريق الوكيل المساعد للرعاية الصحية الدكتور / قيس الدويري ويعاونه أعضاء من ذوي الرأي والخبرة ممثلين لوزارات الإعلام والصحة والداخلية والتربية والهيئة العامة للشباب والرياضة وجمعية الصحفيين.
وذكر  د.الحميدان معنى الصحة النفسية قائلا هي حالة من الاتزان النفسي تتجلى بكامل شخصية الفرد والتخطيط لمستقبله وحل مشكلاته والتكيف مع الواقع وما فيه من معايير اجتماعية والتمتع بالحياة بصورة مباشرة دون التجاوز على حريات الآخرين ، وعند وجود طارئ على الصحة النفسية أو شعوره بشيء ما يتجه إلى المختص للبحث في أسباب الخلل أو الطارئ الجديد حتى يعاد له اتزانه مشيرا أن العلماء في تعريف الصحة النفسية والمرض النفسي وهذه بعض التعريفات  الصحة النفسية هي القدرة على الحب والعمل (أي حب الفرد لنفسه وللآخرين وعلى أن يعمل عملا بناء يستمد منه البقاء لنفسه وللآخرين), والمرض  النفسي هو كراهية النفس والآخرين والعجز عن الانجاز والركود وفي أشد  حالاته يتمثل بالرغبة في الوصول إلى الموت .
كما أن العلماء فيهم من اعتبر أن المرض النفسي هو عدم التوافق الداخلي ورأى أن الصحة النفسية هي التوافق الداخلي بين مكونات النفس من جزء فطري هو الغرائز (الهو) وجزء مكتسب من البيئة الخارجية( الأنا الأعلى )، هذا التعريف له أصول إسلامية فالنفس الأمارة بالسوء تقابل الغرائز والنفس  اللوامة تقابل الأنا الأعلى ، وحين يتحقق التوازن والتوافق بين النفس الأمارة  بالسوء والنفس اللوامة تتحقق الطمأنينة للإنسان ويوصف بأنه نفس مطمئنة .
وأضاف د.الحميدان أن فلسفة البرنامج تركز على  تعزيز النظرة الإيجابية للمجتمع لمفهوم الصحة النفسية وتوضيح الآثار الضارة للأمراض النفسية وكيفية الاكتشاف المبكر لها والتلاحم والتنسيق مع أجهزة ووزارات الدولة المعنية لتنفيذ برنامج لتعزيز الصحة النفسية و دعم خدمات الرعاية الصحية النفسية ( الوقائية – العلاجية – التأهيلية ).
أما فيما يخص أهداف البرنامج فقال د.الحميدان  تتركز في تعزيز مفهوم الصحة النفسية لدى أفراد المجتمع وإيجاد آلية للتعامل مع الأعراض بإيجابية من خلال تثقيف أفراد المجتمع نظراً لأهمية الصحة النفسية والدفع باتجاه إيجاد الوعي الوقائي لتعزيز الصحة النفسية وجمع المعلومات المتعلقة بأهم الأعراض والأمراض النفسية وتحويل المعلومات التي تم تجميعها عن الصحة النفسية إلى برامج معتمدة للتنفيذ وقابلة للتطبيق والتركيز على المعلومات الإيجابية المتوفرة عن الصحة النفسية لطرح مبادرة التفاؤل كقاعدة لحملة برنامج تعزيز الصحة النفسية.
وبين د.الحميدان أن للبرنامج رؤية  هي أن يتعايش الفرد في المجتمع مع مفهوم الصحة النفسية بشكل اعتيادي , وتكون القناعة بطلب الاستشارة النفسية والعلاج النفسي عند الحاجة مشيرا  أن الارتقاء بمفهوم الصحة النفسية لدى المجتمع الكويتي بمختلف شرائحه وفئاته والتعامل مع الأعراض النفسية بإيجابية للصحة النفسية  يجب أن يكون رؤية للجميع  حيث أن الصحة لا تكتمل بدون الصحة النفسية فهي  تتجلى أهمية الصحة النفسية في تعريف الصحة الوارد في دستور منظمة الصحة العالمية: 'الصحة هي حالة من اكتمال السلامة بدنياً وعقلياً واجتماعياً، لا مجرّد انعدام المرض أو العجز'. والصحة النفسية جزء لا يتجزّأ من هذا التعريف.
وذكر د.الحميدان أن الصحة النفسية ليست مجرد انعدام الاضطرابات النفسية حيث يمثّل مفهوم الصحة النفسية حالة من العافية يمكن فيها للفرد تكريس قدراته الخاصة والتكيّف مع أنواع الإجهاد العادية والعمل بتفان وفعالية والإسهام في مجتمعه. كما أنها تمثّل الصحة النفسية، حسب هذا التعريف الإيجابي، الأساس اللازم لضمان العافية للفرد والمجتمع وتمكينهما من تأدية وظائفهما بشكل فعال. وهناك اتساقاً بين هذا المفهوم الأساسي للصحة النفسية والتفاسير الواسعة التي تُعطى لهذا المجال في مختلف الثقافات. مؤكدا ان الصحة النفسية تشمل عملية تعزيز الصحة النفسية استراتيجيات كثيرة ترمي جميعاً إلى التأثير بصورة إيجابية في الصحة النفسية. وتنطوي تلك العملية، شأنها شأن جميع عمليات تعزيز الصحة، على اتخاذ إجراءات تسعى إلى تهيئة ظروف العيش والبيئات المناسبة لدعم الصحة النفسية وتمكين الناس من اعتماد أنماط حياة صحية والحفاظ عليها. ويشمل ذلك اتخاذ طائفة من الإجراءات التي تزيد من حظوظ عدد أكبر من الناس في التمتع بمستوى أحسن من الصحة النفسية.
وبين د.الحميدان أن الصحة النفسية ترتبط بالسلوك حيث  يحدث تفاعل بين المشاكل الصحية النفسية والاجتماعية والسلوكية يزيد من آثارها على سلوك الفرد وعافيته.ويزداد انتشار إدمان المواد والعنف وإساءة معاملة النساء والأطفال من جهة، وانتشار المشاكل الصحية مثل الإيدز والعدوى بفيروسه والاكتئاب والقلق من جهة أخرى، كما تزداد صعوبة التكيّف مع تلك العوامل في ظروف ارتفاع نسبة البطالة وانخفاض الدخل ومحدودية التعليم وبيئات العمل المجهدة والتمييز القائم على نوع الجنس والاستبعاد الاجتماعي وأنماط الحياة غير الصحية وانتهاكات حقوق الإنسان. مشددا أن تدعيم أهمية تعزيز الصحة النفسية وتوضيح أهدافها لا ينبغي أن تركّز السياسات الوطنية للصحة النفسية اهتمامها على اضطرابات الصحة النفسية فحسب، بل ينبغي لها أيضاً الاعتراف بالقضايا الواسعة النطاق المتعلقة بتعزيز الصحة النفسية، والعمل على معالجتها. ومن تلك القضايا العوامل الاجتماعية الاقتصادية والبيئية المبيّنة أعلاه، فضلاً عن قضية السلوكيات . وتتطلب هذه العملية دمج مسألة تعزيز الصحة النفسية في السياسات والبرامج على مستوى الحكومة والقطاعات الأخرى، بما في ذلك التعليم والعمل والعدالة والنقل والبيئة والإسكان والرعاية الاجتماعية وكذلك قطاع الصحة. و من الجهات التي تحظى بأهمية خاصة الأشخاص المعنيون باتخاذ القرارات الحكومية على المستويين المحلي والوطني، الذين تؤثّر قراراتهم في الصحة النفسية بطرق عدة قد يجهلونها.
وكشف د.الحميدان أن هناك تدخلات عالية المردود تعمل على تعزيز الصحة النفسية ومنها بعض من التدخلات المسندة بالبيّانات التي تنطوي على تكاليف زهيدة وتحدث آثاراً كبيرة في مجال تعزيز الصحة النفسية منها تدخلات في مرحلة الطفولة المبكّرة ( مثل زيارة الحوامل في البيوت والتدخلات النفسانية-الاجتماعية في المرحلة السابقة للالتحاق بالمدرسة والجمع بين تدخلات التغذية و التدخلات النفسية- الاجتماعية بين الفئات المحرومة) وتقديم الدعم اللازم إلى الأطفال ( مثل برامج بناء المهارات وبرامج تنمية الأطفال والشباب) كما انها تقوم على تمكين المرأة في المجال الاجتماعي الاقتصادي( مثل تحسين استفادتها من التعليم وخطط الائتمان المصغّر ) وكذلك تقديم الدعم الاجتماعي اللازم إلى المسنين ( مثل مبادرات المحاباة والمراكز النهارية والمجتمعية الخاصة بالمسنين ) فالبرامج التي تستهدف الفئات المستضعفة ، بما في ذلك الأقليات والسكان الأصليون والمهاجرون والأشخاص المتضرّرون بسبب النزاعات والكوارث   (التدخلات النفسانية-الاجتماعية التي تعقب الكوارث) وكذلك الأنشطة الرامية إلى تعزيز الصحة النفسية في المدارس (مثل البرامج الداعمة للتغيّرات الإيكولوجية في المدارس، والمدارس الملائمة للأطفال) والأنشطة الرامية إلى تعزيز الصحة النفسية في أماكن العمل (مثل برامج الوقاية من الإجهاد) وسياسات الإسكان ( مثل تحسين المساكن )  وبرامج الوقاية من العنف (مثل مبادرات خفارة المجتمعات المحلية) و برامج التنمية المجتمعية (مثل مبادرات ’المجتمعات المحلية الواعية‘، والتنمية الريفية المتكاملة.

الآن - فالح الشامري

تعليقات

اكتب تعليقك