أزمة الليرة التركية هي أزمة سياسية تغذيها الدول الغربية من أجل الضغط على تركيا للتوقف عن ممارسة سيادتها ..برأي سلطان الخلف

الانباء

تبارك الله أحسن الخالقين

سلطان الخلف

النجوم مخلوقات عظيمة تولد وتموت وهي تملأ السماء بأعدادها الخيالية وتعيش أعمارا مديدة تصل إلى بلايين السنين.

ولعظمتها فقد أقسم الله بها في سور عديدة منها سورة النجم (والنجم إذا هوى).

وهي تضيء السماء في الليل وتضفي عليها جمالا وروعة فتحرك قرائح الشعراء ويستأنس بها الناس ويعتمد الإنسان عليها في أسفاره أثناء الليل في قوله تعالى (وبالنجم هم يهتدون). وقد أقسم الله تعالى بمواقعها (فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم).

فالنجم تراه متلألئا في السماء وفي موقعه الأصلي بعد ولادته منذ ملايين السنين وكأنك تعود بالزمان إلى الوراء وأنت في الحاضر فتعيش خيالا علميا ممتعا.

وتولد النجوم من تجمع سحب الغبار الكوني وتزود بالطاقة من خلال الإندماج النووي لغاز الهيدروجين وهو مصدر الضوء المنبعث من النجوم ومن شمسنا التي هي أقرب النجوم إلينا.

وتموت النجوم عند مرحلة الكهولة بعد إتمامها عملية الإندماج النووي واستهلاكها لغاز الهيدروجين، حيث تنهار كتلتها إلى المركز خلال فترة زمنية قصيرة يصاحبها انفجار عظيم ووميض ضوئي شديد يضيء فضاء المجرة وهو ما شد انتباه علماء الكونيات والفلك وحتى الهواة إلى رصد هذه الظاهرة العجيبة التي تصاحب موت النجم وانطماس ضوئه وتحوله إلى جسم معتم.

وموت النجم لا يعني تلاشيه أو انعدامه حيث تظل كتلته تسبح في الفضاء الخارجي ويستحيل كشفه إلا عندما يتحول إلى ثقب أسود (black hole) حسب المصطلح العلمي الحديث وهو كتلة معتمة ذات وزن هائل مركزة في حيز صغير تمتاز بقوة جاذبية عظيمة قادرة على ابتلاع الطبقات الخارجية لأي نجم قريب أو أي سحب كونية مجاورة بل وحتى الضوء لا يمكنه الإفلات منه سواء كان منبعثا من داخله أو مارا من خارجه.

ويرصد العلماء الثقوب السوداء من خلال تأثيراتها المباشرة على النجوم المحيطة بها وإشعاعاتها السينية التي تقذف بها إلى الخارج حيث يظهر الثقب الأسود على شاكلة قرص يدور بسرعة حلزونية هائلة مبتلعا مادته ومخلفات الكون حوله ودافعا بها نحو مركزه.

وكان اكتشاف أول ثقب أسود في العام 1971.

وقد أشار القرآن الكريم إلى ظاهرة اختفاء النجوم في النهار قبل بزوغها في الليل بكلمة (الخنس) في سورة التكوير(فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس) وغيابها عند بزوغ الصبح (بالكنس) مثل الظباء تدخل في كناسها أي بيوتها. وهذا التفسير الغالب في كتب التفسير المشهورة والمتداولة لدى المسلمين.

لكن ذلك لا يمنع التوسع في التفسير عند ظهور آيات ربانية قد تكون غائبة على السابقين من علماء التفسير، تضفي معاني جديدة وتدعم إعجاز القرآن العلمي كما جاء في سورة فصلت (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق)

والآفاق كما يراها بعض المفسرين الآيات التي في السماء والأرض.

وعلى ذلك يرى بعض المشتغلين بالإعجاز العلمي للقرآن كالدكتور زغلول النجار وغيره أن الآية (فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس) تشير كذلك إلى ظاهرة الثقب الأسود الذي هو عبارة عن نجم قد خنس أي فقد ضوءه ودخل في العتمة وصار يكنس ما حوله من سحب الفضاء الكوني ومخلفاته. حقا إنه إعجاز قرآني (فتبارك الله أحسن الخالقين).

> > >

محاولات إعادة تركيا إلى حظيرة الخلافة العلمانية العسكرية مستمرة طالما هناك تطلع شعبي مخلص للحفاظ على مكتسباته الديموقراطية وسيادة قراره.

بعد فشل الانقلاب العسكري منذ سنتين أصاب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لوثة وإحباط شديدان من ذلك الفشل، وكان لابد من محاولات أخرى من أجل احتواء تركيا وإعادتها للوصاية الغربية. ومما زاد في جنونهم هو تبكير الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية والتي ستدخل تركيا على إثرها مرحلة جديدة بثوب رئاسي تختلف عن سابقتها.

ولعل أزمة الليرة التركية الحالية هي (أزمة سياسية تغذيها الدول الغربية وبخاصة الولايات المتحدة حسب - قول الخبير الاقتصادي الأميركي جيمس ريكارد - أكثر منها أزمة نقدية أو مالية) من أجل الضغط على تركيا للتوقف عن ممارسة سيادتها وإخضاعها للشروط والأوامر الغربية والتأثير على الناخب التركي تجاه حزب العدالة والتنمية الذي حقق نجاحات باهرة في سياساته الاقتصادية والتنموية ويرفض الانصياع للوصاية الغربية وسياساتها المدمرة في التعامل مع أزمات المنطقة. تركيا تتمتع باقتصاد قوي وثقة المستثمر الغربي، وهو ما يجعلها قادرة على مواجهة الانخفاض المفتعل لليرة.