السعدون: الحل في تغيير النظام الانتخابي

محليات وبرلمان

الداخلية تلاحق مرشحين في دوائر انتخابية معينة وتتغاضى عما يحدث في دوائر أخرى

2258 مشاهدات 0


استضافت رابطة الأدباء النائب السابق أحمد السعدون في لقاء مفتوح مساء أمس حيث تطرق إلى الوضع السياسي في الكويت وشخّص العديد من المشكلات التي تعاني منها البلاد، بدأ السعدون حديثه حول المجلس التأسيسي ونشأة الدستور مشيدا بدور الشعب الكويتي في تحقيق هذا الانجاز، وقال بأن الأساس في أي ممارسة سياسية وجود علاقة تكامل وتعاون بين الحكومة والبرلمان، ولكن هذا يتطلب رجال دولة قادرين على العطاء ومواجهة الصعاب، ولو كانت لدينا حكومة قادرة على الانجاز لما وصلت الأمور إلى هذا الوضع السيئ.

 وأضاف السعدون بأن حل مجلس الأمة ثلاث مرات خلال فترة بسيطة أمر كبير وهو وضع أوصلنا إليه ضعف الحكومة وترددها وخوفها من المواجهة واستجابتها لأي تهديد، وقال صحيح أن هناك أطراف لا تؤمن بالديمقراطية وتسعى إلى القضاء على هذه المكتسبات الدستورية ومع الأسف وجدت لها بعض المؤيدين ممن أصبحوا يطالبون بوقف الدستور وحل مجلس الأمة حلا غير دستوري، ولكن علينا أن نعرف بأن هذه الأصوات قليلة ولا تمثل رأي الشعب الكويتي الذي لا يخاف ولا يخشى شيئا ولا يقبل أي بديل عن الدستور. 
وأكمل السعدون حديثه قائلا بأننا نملك في الكويت كل مقومات الدولة النموذجية، فمشاريع التنمية الكبيرة تحتاج موارد مالية وطاقات بشرية ونحن نمتلك كل هذا ولكن مشكلتنا في إدارة هذه الأموال وتوجيه هذه الطاقات البشرية بصورة سليمة، لدينا قوانين تنظم العلاقة في كل شيء حتى على مستوى الحكم ولكن المشكلة دائما ترتبط بالتنفيذ وهذا هو دور الحكومة.

 وانتقد السعدون من يهاجم مجلس الأمة ويتهمه بتعطيل التنمية وأنه لم ينجز شيء قائلا بأن المجلس أنجز العديد من القوانين بل وأجبر الحكومة على مشاريع تنموية وهذا وضع غريب لا نراه إلا في الكويت، فهل يعقل أن يجبر البرلمان الحكومة على بناء جامعة بقانون وهل هناك دولة في العالم يجبرها البرلمان على بناء مستشفى بقانون؟ وبالرغم من وجود التشريع لا تزال هذه المشاريع مجمدة ولم تنفذ الحكومة بناء الجامعة بل والأغرب أن يتم وضع حجر الأساس لمستشفى جابر قبل توقيع القعود وهذه مخالفة صريحة.

مشيرا الى أن الوضع لا يحتاج كل هذا التأزيم فالمسألة واضحة بدون حكومة قوية وقادرة على الانجاز لن نحقق شيء وسوف يستمر الوضع كما هو من الجمود والتأزيم.
كما تطرق السعدون إلى موضوع حقوق المرأة السياسية قائلا بأن الحكومة كانت قوية في هذا الموضوع ولذلك تحقق هذا الانجاز، أما مسألة وصول المرأة للبرلمان فهذا مرتبط بالواقع الاجتماعي وتقبل الناخبين للمرأة وأضاف بأنني أعتقد أن المرأة لن تصل للبرلمان إلا من خلال نظام القوائم الانتخابية، وأكمل بأن النظام الانتخابي الحالي والذي يقوم على الترشيح الفردي نظام له العديد من السلبيات إذ أن 50 عضو يعني 50 حزب سياسي فهل توجد دولة بالعالم تدار بهذا الشكل؟ وأضاف السعدون بأن الحل الأفضل في تغيير النظام الانتخابي لتصبح الكويت كلها دائرة انتخابية واحدة وفقا لنظام القوائم الانتخابية كما هو معمول به في تركيا على سبيل المثال بحيث تضم كل قائمة انتخابية ممثلين عن كل فئات المجتمع الكويتي وبمختلف شرائحه ويصبح الطرح شاملا لكل الكويتيين ومن أجل الكويت وليس من أجل طائفة أو قبيلة أو فئة، كما أننا سنضمن وصول الأفضل ومحاربة ظاهرة شراء الأصوات التي أصبحت متفشية بشكل كبير وتمارس بصورة علنية، كما انتقد السعدون ما أسماه بالانتقائية في عمل وزارة الداخلية التي تغمض عين وتفتح عين أمام ما يحدث، فالداخلية تلاحق مرشحين في دوائر انتخابية معينة وتتغاضى عما يحدث في دوائر أخرى.
كما قال بأن الوضع سوف يزداد سوء إذا لم تأت حكومة قادرة على الانجاز وقادرة على المواجهة بلا خوف ولا تردد، وتطرق إلى بعض المشاريع التي وصفها بأنها مجرد أمثلة لتقصير الحكومة مثل مشروع المساكن البديلة للمساكن الشعبية والذي تم تصميمه بنظام B.O.T ولا يكلف الحكومة أية مبالغ وقال أنجزنا المشروع وكان يفترض أن تبدأ الحكومة منذ عام 2007 بالتنفيذ ولكن هناك أطراف متنفذة سعت إلى تعطيل المشروع لأنهم يريدون أن يحصلوا على المشروع لهم فقط ولا يريدون لأهل الكويت أن يستفيدوا من نصيبهم وهو 50% من الأسهم. كما انتقد السعدون قانون الاستقرار الاقتصادي مؤكدا على أن المجلس القادم سوف يعيد هذا القانون وبأثر رجعي سواء كنا موجودين أم غير موجودين لأنه غير منصف ولا يخدم سوى فئة قليلة من أبناء الكويت.
واختتم السعدون حديثه بالقول بأن هناك أطراف تسعى إلى وأد الديمقراطية، وأطراف تسعى لمصالحها الشخصية الضيقة ونحن نقول بأننا بحاجة لرئيس وزراء قوي ولديه رؤية سياسية لكيفية إدارة الدولة ثم يختار وزراء يتصفون بالنزاهة ورجال دولة يضعون نصب أعينهم مصلحة الكويت ويضعون تصوراتهم التي تتبلور في برنامج عمل ويبدؤا بالتنفيذ، وهذا الكلام قلناه للشيخ ناصر المحمد عندما كلّف برئاسة الوزراء عام 2006 . وأضاف بأن بعض الأشخاص تسببوا في هذا الوضع المأساوي وعلى الرغم من الوضع سوداوي ولكن هذا لن يجعلنا نتشائم تماما فالأمل موجود خاصة بجيل الشباب.

الآن:محرر الدائرة الثالثة

تعليقات

اكتب تعليقك