الكندري: الطفل النشيط مثمر وجاد والكسول متقاعس ومتثاقل

شباب و جامعات

656 مشاهدات 0


أكدت الأستاذ المشارك في كلية التربية الأساسية د.لطيفة الكندري أن الكسل  ضد النشاط والإنتاج والعطاء فالطفل النشيط هو المثمر الجاد أما الكسول فهو المتقاعس المتثاقل في أداء أعمال نافعة, وان الطفل بفطرته الزكية طموح مثابر ودائب السعي لا تكسله المكاسل ولا تكبله المشاغل ومهما كانت الحواجز فلا يخضع لسلطان الكسل لأنه يهدد حريته ويجره للتعاسة .
وأضافت الكندري في محاضرة بعنوان 'الكسل والمزاجية'  نظمتها الجمعية الكويتية لاختلافات التعلم ضمن فعاليات الموسم الثقافي التعلم بحضور رئيسة الجمعية آمال الساير والمدير التنفيذي للجمعية نورية العميري ،  إن خطورة الكسل أسرع وأوسع وأضمن طريقة للفشل لأنه مؤشر شؤم ويقود إلى البطالة الظاهرة والمقنعة وذريعة للانحرافات السلوكية. إن عاقبة استمراء واستمرار الكسل مخاطر لا حصر لها مثل التسرب الدراسي، والاعتماد على الغير، وكثرة النوم والشرب والأكل، وإهمال البيئة، والابتعاد عن تحمل المسئوليات، وإتباع الشهوات، وغياب الأهداف وترك الطموح وهي أخلاقيات ضارة تفسد طبيعة الفرد وتشوه شخصيته فيستسلم للسكون، وتتردى ملكاته.
وقالت الكندري إن أسباب الكسل تعود الى السآمة من كثرة أو صعوبة الواجبات وقلة الحوافز وقديما قالوا 'التَّشْدِيدَ مُوَصِّلٌ لِلْمَلالَةِ وَالْكَسَلِ' والجهل بطريقة انجاز المهام بصورة صحيحة والخوف من النقد و إن المواقف المحبطة تسبب الكسل فالطفل الذي يحاول أن يقرأ كلمة لا يعرفها أمام أخيه بصورة خاطئة ثم يصوبه الأخ بطريقة هزلية تؤثر سلبا على عطشه للاستكشاف، ولهذا فإن البيئة العائلية ذات المناخ المحبط لا تدعو إلى التعلم والحركة وتقمع المحاولات الجادة بالنقد اللاذع وان الاعتقاد الخاطئ بأن قيم العمل هي قيود أخلاقية تمنعه من أن يكون حرا، أو أنه عاجز عن أداء المهام وكذلك جهل الأسرة أو المدرسة بطبيعة الطفل وطرائق تشجيعه لتنمية مواهبه بحيوية ونشاط إضافة الى النوم المتأخر ليلا من أسباب كسل الأطفال نهارا وتأجيل الأعمال يسبب تكدسها، والتكدس يقود إلى التقاعس في الانجاز والتقليل من مكانة الفرد من خلال كلمات أو نظرات الاستخفاف والسخرية وفتور أحد الوالدين وعدم تحمله للمسئوليات مما يوجد ضغط سالب على إنتاجية أفراد الأسرة فالطفل الطموح يحتاج إلى بيئة اجتماعية ملائمة و لا شك أن معظم الممارسات المذمومة تتغذى على خلفية هشة متذبذبة تعاني من غياب النموذج الصالح؛ فالقدوة الحسنة أصل من أصول الإصلاح والحد من القدرات الإبداعية والقيادية للطفل في انجاز الأعمال بطريقته الخاصة حيث تقوم السلطة الوالدية أو المدرسية بإرغامه على أداء واجبات لا يحبها، أو لا يحسن عملها، أو تطلب منه في أوقات غير ملائمة بالاضافة الى ضعف المتابعة والتذكير حيث يود المعلم أو الوالد من الصغير أن يؤدي ما يطلب منه بمجرد كلمة توجيه، أو لفتة تشجيع والتكنولوجيا الحديثة وأنماط المعيشة حديثا (التلفاز- الحاسب الآلي - الوجبات السريعة- دور السينما- الاعتماد على الخدم....) قد تجعل البعض يؤثر الدعة ويدمن على عادات مضرة وكثرة الأكل الجالبة للأسقام والموجبة للخمول وفي المثل العربي 'الشبع مكسلة' وكذلك قلة مساحات التشجيع والحوار والإقناع وتتسم مناهجنا الدراسية غالبا بالجمود لأنها تعتمد على حفظ الدروس، والاختبارات التقليدية، والوسائل التعليمية المحدودة، والمواقف التربوية المقيدة في أسوار المدرسة. هل منازلنا ومدارسنا - بجميع أنظمتها وآلياتها - جاذبة ومؤهلة لطرد سموم الملل؟ هل نعطي أطفالنا وشبابنا القدر اللازم من الحرية لإنجاز الأعمال بعد مناقشتها وعلى أساس التشاور، وفي ضوء الاختيار ليكون المطلوب متفقا مع ميولهم، مسايرا لمواهبهم، مراعيا لظروفهم .
الوقاية والعلاج
وعددت الكندري عددا من طرق الوقاية فقالت إن الدين الإسلامي دين نشاط وكفاح ولهذا ترد كلمات القرآن الكريم في جنبات الآيات وهي تحث حثا على السعي في مناكب الأرض بصورة ملحوظة بل تتجدد كلمة السعي في الآية الواحدة لتنبيهنا إلى أهمية العمل كما في قوله تعالى 'وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً' (الإسراء ، الآية: 19). وحق بنا أن نردد كلمة السعي في أسماع ونفوس الأطفال ونثيبهم إذا سعوا في تجويد أعمالهم، ولا ريب أن سيرة المصطفي صلى الله عليه وسلم مشرقة أروع مثال للمؤمن الدائب السعي فما كان يفرغ من عمل وفق هذا المنظور الراقي يسعى المربون في كل عصر إلى علاج آفة الكسل لئلا تعتادها النفس لأن أسبابها كثيرة ومغرية، ومظاهرها واضحة ومتشعبة، ومخاطرها متنوعة ومهلكة ولهذا درسوا الطفل الكسول كي ينَفَضَ عَنْهُ غُبَارَ الكَسَل فلا تكسله المكاسل، ولا تضعفه المثبطات ويواصل نشاطه دون دخول سجن الكسل والتواني. إن طلب العلم طلبا حثيثا هو الشُّغل الشَّاغل للمجتمع المسلم، صغيره وكبيره، غنيه وفقيره، فهو مجتمع ينبذ كل مظاهر الكسل جملة وتفصيلا فالحياة عبادة وعلم وعمل. ويجدر بنا أن نتحاشى الوقوع في شبكة البرمجة السلبية لأطفالنا؛ مما يعني تجنب العبارات السلبية فلا نكرر في أسماع البنين والبنات كلمات التوبيخ القاسية مثل: أنت دائما كسول، أخوك خير منه لأنه نشيط، أنت لا تحب العمل وتتهرب منه يوميا، أنت طبعك كثرة النوم والعبث... هذه الكلمات الثقيلة قد تنفع في بعض الأوقات ولكنها غالبا تضر. نريد أن نطرد الكسل دون أن نخسر الطفل، ونريد أن نصلح لا أن نجرح، ولكننا ساعة الغضب نتلفظ بكلمات مشينة تهدم ولا تبني، مع أنه يمكننا أن نوصل نفس الرسالة التي ننشدها بصيغة أسهل على السمع وأقرب إلى القلب كأن نقول نِعم الغلام أنت لو أنت اعتدلت في لعبك أو نومك أو أكلك أو مشاهدتك للتلفاز.
 
 

الآن: فالح الشامري

تعليقات

اكتب تعليقك