قراءة أولية في نتائج الانتخابات

محليات وبرلمان

وصول المرأة ونكبة الإخوان وتراجع السلف ومراوحة الشعبي وتعزيز المدني

7095 مشاهدات 0


 لا شك بأن نتائج هذه الانتخابات ليست بالنتائج العادية، ولا شك بأن العام 2009 سيدخل التاريخ الكويتي من أوسع أبوابه بعد ظهور النتائج النهائية، ولعل أبرز ملاحظة على هذه النتائج هي وصول المرأة وبقوة نسبية مقارنة بالغياب التام لها منذ ممارسة حقها الانتخابي في التصويت والترشيح العام 2006. فبعد غياب تام، وصل أربع نساء يمثلن ما نسبته 8% من تركيبة المجلس. بل لوحظ أن المرأة جاءت في مراكز متقدمة: معصومة الأولى في الدائرة الأولى وأسيل بالمركز الثاني في الدائرة الثالثة؟

 كما يمكن تسجيل الملاحظات الأولية العامة على النتائج وقراءة في نتائج كل دائرة على حدة:
عودة 'المأزمين وخصومهم':
 عاد النواب الذين أطلقت عليهم بعض وسائل الإعلام 'بالمأزمين: فيصل المسلم، وليد الطبطبائي، ضيف الله بورميه ومسلم البراك ومحمد هايف. كما عاد من كان في مواجهة هؤلاء النواب وتصدى لهم وحاول منعهم من ممارسة حقهم في الاستجواب مثل علي الراشد، بل عاد أيضا من طالب بحل مجلس الأمة حلا غير دستوري مثل السيد القلاف.
نجاح المعتقلين:
فاز اثنان من ثلاثة مرشحين تم اعتقالهم بسبب ما قالوه في ندوات انتخابية، ولم ينجح الثالث (خليفه الخرافي) لأنه آثر الانسحاب قبل بدء الانتخابات، لكن خالد الطاحوس وضيف الله بورميه الذي اعتقلا في أمن الدولة قد نجحا في دائرتيهما مما يؤكد أن اعتقالهما عزز من فرص نجاحهما في الفوز.
نجاح 'الكويتيين الشيعة' على حساب 'الشيعة الكويتيين':
من الملاحظ أن خمسة من أصل تسعة نواب من الطائفة الشيعية قد وصلوا إلى قبة البرلمان بشعارات وطنية وتنموية وبشكل مستقل لا طائفي، والخمسة هم:
 رولا دشتي ومعصومة مبارك وفيصل الدويسان وحسن جوهر وعدنان المطوع، فهؤلاء خاضوا الانتخابات مستقليتن وبأطروحات وطنية عامة، بينما تراجع عدد من شكلوا قوائم شيعية طائفية وأوصلوا أربعة مرشحين فقط هم: حسين القلاف وعدنان عبدالصمد وصالح عاشور ويوسف الزلزله، بل جاء عدنان عبدالصمد 'زعيم قائمة الإئتلاف' في المركز الأخير بينما حلت معصومة المبارك في المركز الأول.
 ويتضح من ذلك أن من أوصل الخمسة من 'الكويتيين الشيعة' هي أصوات كويتية من الطائفتين لم تكن تنظر إلى مذهب المرشح بل إلى مواقفه وأطروحاته.
نكبة الإخوان وتراجع السلف:
 لعل الخاسر الأكبر من هذه الانتخابات هي الحركة الدستورية الإسلامية (حدس) فقط تراجعوا من ستة نواب في مجلس 2006 إلى ثلاثة في مجلس 2008، ثم واحد فقط في مجلس 2009 هو جمعان الحربش الذي لم يكن العامل الحزبي وحده طريقه للنجاح. معروف أن الصواغ العازمي قريب من الحركة الدستورية لكنه سيحرص على الارتباط بالقبيلة التي أوصلته 'فرعيا' قبل الحزب وإلا أصبح مصيره مصير جمعان الحبيشي ومبارك صنيدح.
 أما السلف الذين كانوا من القوة في المجلس الماضي بحيث أنهم اعترضوا على تعيين الشيخ ناصر المحمد رئيسا للوزراء، ودفعوا بزعيمهم خالد السلطان لمنصب نائب الرئيس، فقد تراجعت قوتهم وأخفق العميري بالثانية ومحمد الكندري بالأولى وجاء السلطان بمواقع متأخرة بالثانية، وجاء علي العمير بالمركز العاشر في الثالثة.

سقوط أسطورة الفرعية:
 أسقط نجاح مسلم البراك وضيف الله بورمية للمرة الثانية على التوالي أسطورة حتمية الفرعية للنجاح في انتخابات مجلس الأمة، فقد أخرجت الوعلان وعبدالله بن شرفان في الانتخابات الماضية وأخرجت ماجد موسى وخالد العدوة في هذه الانتخابات.
خروج المليفي ولاري وعبدالواحد والعدوة والعبدجادر:
 كانت أكبر المفاجآت خروج النائب أحمد المليفي، ولعل أحد أسباب إخفاقه في الانتخابات هو تراجعه عن مسألة استجواب رئيس الوزراء في مصروفات مكتبه، وهي المسألة التي أثارها المليفي بكل جدارة في الانتخابات الماضية، ثم تراجع عن متابعتها بعدما هدد باستجواب رئيس الوزراء، ثم اجل الاستجواب، وهو ما أعطى انطباعا بالتردد لدى المليفي أو قبوله بصفقة ما حول نزع الجنسيات من بعض من منحوا إياها بمراسيم سابقة.
 أما خروج أحمد لاري، فهو بالدرجة الأولى بسبب تواضع أداءه وربما ارتباطه بصورة زميله في القائمة – عدنان عبدالصمد الذي حل أخيرا في المركز العاشر وكاد أن يخفق.
 كان لغياب عبدالواحد العوضي إعلاميا دورا أساسيا في خروجه من الانتخابات، كما أن الورقة التي كتبها ونشرتها الصحافة أثرت عليه في الندوات وربما لم يتعامل معها كأزمة إعلامية بالشكل المطلوب مبكرا. (أنظر http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?nid=29016&cid=43

 أما خروج العدوة فيبدو أنه كان ضحية أسطورة قدرة العجمان على إيصال أربعة مرشحين عن طريق الاتنخابات الفرعية، وهي وَهْم ثبت عدم صحته بالانتخابات الماضية بخروج عبدالله بن شرفان وبخروج خالد العدوة في هذه الانتخابات.
 أما محمد العبدالجادر فلم يمنح الفرصة الكافية لإثبات جدارته لقصر عمر المجلس الماضي، وربما كان لنزول عبدالله النيباري الاتنخابات في نفس الدائرة أثر كبير على إخفاقهما معا.
هل التيار المدني هو الرابح الأكبر؟
 لو استعرضنا خارطة المجلس الحالية لأمكن القول بأن الانطباع الأولي يوحي بنجاح كبير للتيار المدني، وذلك بوصول أربعة نساء للمجلس، صحيح بأن أصوات التيار المدني وحده لم توصلهن، ولكن الأصح هو أن المساندة والمطالبة والدعاية المدنية كانت وراء نجاحهن، بينما عادى التيار الديني المرشحات النساء وشن عليهن حملة من الشائعات والتلفيقات التي جاءت نتائجها على عكس ما يشتهي التيار الديني.
 وباستعراض النواب الجدد يمكن القول أن هناك من هو محسوب على التيار المدني صراحة ومن هو قريب منه، وهم:
-رولا دشتي
-عبدالرحمن العنجري
-أسيل العوضي
-معصومه المبارك
-عبدالله الرومي.
-صالح الملا
وقريبون منهم:
-مرزوق الغانم
-سلوى الجسار
-ناجي العبدالهادي
التكتل الشعبي:
عاد إلى المجلس قائد التكتل أحمد السعدون وصوته النائب مسلم البراك، وقد ينضم إليهم خالد الطاحوس بعدما خرج الحبيني من خلال الانتخابات الفرعية. وقد تحاول الكتلة اتساع عدد أعضائها وربما العمل على إدخال عنصر نسائي بينها.

الخلاصة:
انتخابات 2009 صنعت تاريخا أوصل المرأة، وتراجع فيها السلف والشيعة السياسية وتحطم الإخوان وتعزز التيار المدني.، وبقي الشعبي على حاله.

الآن

تعليقات

اكتب تعليقك