(تحديث1) روما تحتضن نهائي أبطال أوروبا

رياضة

مانشستر يسعى للحفاظ على لقبه والبرشا نحو 'ثلاثية تاريخية'

2051 مشاهدات 0


الليلة، وتحديدا عند الساعة التاسعة وخمسة أربعين دقيقة بتوقيت مكة المكرمة تتجه أنظار الملايين من عشاق الساحرة المستديرة صوب ملعب الأولمبيكو بالعاصمة الإيطالية روما، هذا الملعب الذي سيحتضن المباراة النهائية لبطولة دوري أبطال أوربا للأندية البطلة 2009 بين بطل الإنكليز فريق مانشستر يونايتد وبطل الأسبان فريق المقاطعة الكتلونية بالإقليم المتمرد جنوب إسبانيا فريق برشلونة في مباراة يصعب التكهن بنتيجتها في نهائي وصفه النقاد والمحللين بالنهائي الحلم لما يمتلكه الفريقان من مواهب ونجوم كبار في جميع المراكز، فإذا كان البرسا يريد الوصول إلى اللقب وتحقيق الثلاثية التاريخية بعد إحرازهم لقب 'الليغا' وكأس الملك بقيادة مدربهم الشاب جوزيف بين جوارديولا فأن العجوز الاسكتلندي السير أليكس فيرغسون المتوج بالبطولة المحلية مع فريقه هذا الموسم لن يرضى بالاستلام فهو الآخر يسعى لدخول التاريخ كأول مدرب يقود فريقه للحصول على الكأس للمرة الثانية على التوالي والثالثة بتاريخه كمدرب للفريق بعدما حققها عام1999 على حساب بايرن ميونخ الألماني وعام 2008 على حساب مواطنه تشيسلي.
الفريق الكتلوني نادي برشلونة سيدخل اللقاء منقوصا من خدمات ست لاعبين بينهم أربعة مدافعين وهم الفرنسي أبيدال والبرازيلي داني ألفيس بداعي الإيقاف والأرجنتيني ميليتو والمكسيكي رفائيل ماركيز بداعي الإصابة، وتبقى الشكوك تحوم حول جاهزية هنري واينيستا ،أما الفريق الإنكليزي فسيدخل اللقاء محروما فقط من خدمات لاعبه فليتشر بسبب البطاقات الملونة .
جميع العوامل التي ذكرتها ساعدت في تألق البرشا هذا الموسم ولا ننسى أن عناصر الفريق فرضت نفسها بقوة بفضل تألق الثلاثي المرعب ميسي وأيتو وهنري والفنانان سافي وأنيستا ، قوة برشلونة هذا الموسم مكنته من دك مرمى فرق اسبانيا أجمع برباعيات وخماسيات حتى أن ريال مدريد و فالنسيا لم يسلما من السداسيات التي فازت بها ، وفي ضل تغريد البرشا خارج السرب حسمت الليغا في الأسبوع الخامس والثلاثين ولم تكتفي بذلك فقد فازت مؤخراً على بلباو برباعية في نهائي الكأس الأسباني .
أما مشوار في عصبة الأبطال هو حصولها على المركز الأول من خلال مجموعتها تأهلت على أثرها إلى الدور الثاني لتقابل ليون الفرنسي وكانت نتائج المبارتين هو التعادل الأيجابي بهدف لكل فريق في المباراة الأولى بفرنسا قبل أن تفوز البرشا في النوكامب برباعية مقابل هدفين ، لتقابل العملاق البافاري البايرن في دور الثمانية   في مبارتين   شهدت التألق البرشلوني في المباراة الأولى ترجمها برباعية نظيفة في اسبانيا وتعادلت معها بهدف لهدف في المانيا ، أما اللقاءان الذي جمع برشلونة بتشلسي في الدور النصف النهائي فهو بحد ذاه يحتاج الى موضوعاً مطولاً فسيناريو المبارتين بدأ بالتعادل السلبي في الذهاب بالنوكامب أما الإياب الذي جمعهما في الستامفورد بريدج شهد هدف للأيسيان في دقائق المباراة الأولى حتى الرمق الأخير مما جعل الجماهير تتفاءل بوصول البلوز إلى النهائي الحلم بالاولمبيكو إلا أن النجم انيستا رفض ذلك وأحرز هدف التعادل في الدقيقة الثانية والتسعين ليصل البرشا الى النهائي .
أما الشياطين الحمر فهم لم يختلفوا عن البرشا فهم أسياد انجلترا وأسياد العالم هذا الموسم ، ومن موسم الى أخر يقدم لنا العجوز فيرغسون براهين كثيرة تثبت لنا أنه الأفضل بين المدربين في العالم و تمسك إدارة المان يونايتد لم يأتي من فراغ بل للمجهود الجبار الذي يبذله للفريق وللمعطيات التي لم تتوقف من خلال ثلاثة وعشرين عاماً ، ولعل الثلاثة مواسم الأخيرة من البريمرليغ خير دليل فقد بدأها بقوة الموسم ماقبل الماضي بثبات في مستواه الفني وترابط خطوط الفريق وتألق الثنائي المرعب الظاهرة رونالدو والفتى الذهبي وأين روني ، وفي الموسم الماضي لم تكن بداية المات يونايتد قوية إلا أن سرعان ما نظم فيرغسون صفوفه و بدأت رحلة الدفاع عن اللقب إلى أن أحرزها للمرة الثانية على التوالي ولم تكن بطولة الدوري هي الوحيدة فقد فاز بلقب دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي بعد فوزه على البلوز تشلسي بركلات الجزاء ، ومن خلال هذا الموسم أتفق جميع متتبعي البريمرليغ على أن سوف يكون الدوري لصالح الريدز ليفربول وذلك للفارق الشاسع الذي أصبح بين الفريقين في نهاية الدور الأول من الدوري الذي وصل الى عشر نقاط ، ألا أن تردي نتائج الريدز أعطت الدافع المعنوي للشياطين الحمر الذين ساروا في الطريق الصحيح حتى حسموا الدوري قبيل نهايته ، ولم تكن أيضاً هذه البطولة هي الوحيدة فقد فاز المان بكأس العالم للأندية وكأس انجلترا .
ومشوار مانشستر يونايتد في دوري الأبطال هذا الموسم هو تصدره لمجموعته وبالتالي صعد الى الدور الثاني ليكون مشواره إلى النهائي في غاية الصعوبة بدأها بالنيازوري انتر ميلان زعيم ايطاليا خلال الأربع سنوات الأخيرة تعادلا في السان سيرو تعادلاً سلبياً  وفازوا عليهم في الأولترافورد بهدفين نظيفين ، وفي الدور الربع نهائي قابل مانشستر عقدته في دوري الأبطال وهو فريق بورتو البرتغالي الذي تعادل معه في مباراة رائعة بانجلترا بهدفين لهدفين إلا أن الصاروخ الذي أرسله رونالدو في مرمى بورتو جعل مانشستر في الدور النصف نهائي ، ومن خلال الدور النصف النهائي ألتقى المان مع غريمه أرسنال في مبارتين جميلتين فاز على أرضه بهدف وعلى أرض ارسنال فاز بثلاثة أهداف لهدف في مباراة تألق فيها الثلاثي رونالدو وروني والكوري بارك.
أخيراً فنحن على موعد مع المباراة الأقوى من حيث سمعة الفريقين الكبيرة والأجمل من حيث الفنيات والأروع من حيث الأداء ، تلك المباراة التي ستكون محط أنظار العالم أجمع وسوف تكون روما هي الفيصل والمقياس الحقيقي للفريق الأجدر هذا العام ولا ننسى أنه هذا اللقاء هو كلاكيت ثاني مره على التوالي بعد لقاءهما الموسم الماضي في الدور الرباعي الذي صعد على أثره الشياطين الحمر الى النهائي ، فهل سيحتفل البرشا بالثلاثية هذا الموسم أو سيحتفل مانشستر يونايتد بالرباعية.

الآن - أحمد الكندري

تعليقات

اكتب تعليقك