عبد الأمير التركي يحذر الحكومة أنها لو عادت مرة أخرى لسياسة التنازلات والمهادنة سنفقد مصداقيتها الشعب الكويتي

زاوية الكتاب

كتب 392 مشاهدات 0




هل تتخطى الحكومة سياسة المهادنة؟    
عبد الأمير التركي
بعد الصخب العارم الذي‮ ‬صم آذان الوطن الكويتي‮ ‬ومواطنيه،‮ ‬من ملحمة التأزيم،‮ ‬والانفلات السياسي،‮ ‬الى تراجيديا سيل الاستجوابات المأساوية،‮ ‬الى خرافات تجول الجان على شاكلة قطط سوداء في‮ ‬قاعة عبدالله السالم بمجلس الأمة،‮ ‬وسط هذا الصخب المضحك المبكي،‮ ‬صدر المرسوم السامي‮ ‬بحل مجلس الأمة‮ ‬غير المأسوف على شبابه،‮ ‬واشتعلت المعارك الانتخابية من جديد بأعلى درجات البرودة،‮ ‬وانتهت الى ما انتهت اليه بنتائج قدرية لا دخل فيها لحسن الاختيارأ وعدمه،‮ ‬ونحن هنا نحرص أشد الحرص على عدم الخوض في‮ ‬هذا الحدث الأسطوري‮ ‬في‮ ‬الوقت الحاضر،‮ ‬وانتظرنا ولادة الحكومة حتى أطلت علينا بوجوه أعضائها،‮ ‬ونحن هنا أيضا لا نريد ان نتعرض لها لا من قريب ولا من بعيد،‮ ‬ولا نستطيع ان نستبق الأحداث بالحكم عليها إلا بعد ان تبدأ عملها،‮ ‬ولكن لا بد للحكومة ان تعي‮ ‬وتفهم ان الربان اتخذ قراره بحل مجلس الأمة حلا دستوريا،‮ ‬بسبب انفلات عيار المجلس وإصراره على المهاترات والتجاوزات،‮ ‬وان الحكومة لو عادت مرة أخرى لسياسة التنازلات والمهادنة سنفقد مصداقيتها الشعب الكويتي‮ ‬وستستثمر المعارضة سياسة التنازلات والمهاونة وتعمل على تحويلها من مجرد هزيمة في‮ ‬جولة الى انتصار كامل في‮ ‬معركة بأكملها،‮ ‬ومرة أخرى فالسلطة التنفيذية على المحك‮ - ‬مهما امتلكت من نسبة الأعضاء الموالين لها‮ - ‬ولا نعني‮ ‬السلطة التنفيذية أشخاصا وإنما سيادتها وتمثيلها للشعب الكويتي،‮ ‬والخيارات أمام سمو رئيس مجلس الوزراء واضحة وضوح الشمس،‮ ‬وأي‮ ‬نوع من التنازلات للمعارضة سيقود كويتنا الى الفرقة والتناحر والانفلات وتفريخ كل عناصر الفتنة الأهلية والدينية والطائفية والقبلية،‮ ‬علما ان هذا المناخ حين‮ ‬يسود فلن تكون جميع أطراف صراعه كويتية،‮ ‬بل ستصبح حتما مرتعا للتدخلات الخارجية،‮ ‬والمثال ما حدث في‮ ‬لبنان في‮ ‬السبعينات وما حدث في‮ ‬الصومال وفي‮ ‬الجزائر والبوسنة في‮ ‬التسعينات‮.‬
ان دفاع السلطة التنفيذية عن مصداقيتها هو‮  ‬تمسكها بمبدأ‮  ‬ان لا‮ ‬يعلو صوت على صوت الكويت،‮ ‬فالوطن لا‮ ‬يكون ولن‮ ‬يكون بالانحناء والتراجع للعاصفة المقبلة لأنها ليست الأخيرة ولن تكون،‮ ‬وفي‮ ‬جعبة المعارضة وبكل أطيافها الكثير،‮ ‬الكثير،‮ ‬ولن تهدأ،‮ ‬فبمواجهتها بكل ما تتطلب المواجهة من حسم وحزم وقوة وبغير ذلك أخشى على السلطة التنفيذية،‮ ‬وهي‮ ‬هنا الكويت،‮ ‬ان تكون قد أضاعت على نفسها فرصة استثمار الظرف لقيادة حركة تصحيح كاملة،‮ ‬وقد لا تجد نفسها بنفس درجة الاستعداد في‮ ‬ظروف مقبلة ستتقدم فيها أساليب المعارضة وتتفتح شهيتها للمنازلة اذا ما أهدتها السلطة التنفيذية ورقة التنازلات في‮ ‬هذه المرحلة‮.‬
نعم نحن لم نزل في‮ ‬مفترق طرق،‮ ‬والملف ما زال مفتوحا‮.‬
 

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك