في حديث عن دور الرجل أمس واليوم والأسرة..هيام بوشهري ترجو التماس العذر لأنها تري أن زمن الرجال قد انتهي!

زاوية الكتاب

كتب 1514 مشاهدات 0




 
اعذروني فزمن الرجال انتهى 
 
كتب هيام بوشهري

اعذروني أعزائي القراء عندما أكتب.. فأنا لا أعمم وإنما ما أراه من الأغلبية فأعبر...
كان ياما كان، كان آباؤنا وأجدادنا يعملون ليل نهار وفي زمن عدم وجود النفط وحتى ظهوره لكسب الرزق وكسب قوت يومهم لتوفير المستلزمات المنزلية من مأكل ومشرب. قبل أن ينام ويغفو يفكر ماذا سيكون غدا مصيره وكيف سيجلب زيادة من الرزق وعندما يصحو الاب لصلاة الفجر بعد ذلك يتناول الافطار ويتجه للعمل في الساعات الاولى من الصباح سعياً وراء قوته ويرجع المنزل في ساعات متأخرة من النهار. والزوجة تنتظر الزوج على أحر من الجمر لانه تركها في الساعات الاولى من الصباح حتى قبل الغروب وتصوروا الاشتياق الحقيقي النابع من قلب الزوجة للزوج والعكس شعور متبادل بين الطرفين وفي الوقت نفسه يكون دور المرأة المساندة وخدمة البيت وفي نفس الوقت مساعدة الرجل ماديا بعمل أعمال منزلية تخدم الأسرة بأكملها... فالرجل له الدور الرئيسي في سد احتياجات البيت من مأكل ومشرب أما المرأة تكون اليد الثانية لإسعاد الزوج وأبنائها ثم المساعدة إن لزم الأمر... ولذلك كانت العائلة مستقرة اجتماعيا وماديا ووجدانيا...
أعزائي القراء الآن لنتحدث قليلا عن الزمن الجديد والحياة التي لايوجد أي استقرار نفسي ولا اجتماعي ولا مادي وسوف نتحدث بقليل من الإسهاب. تتزوج المرأة برجل وتعتقد أنها ملكت الدنيا بامتلاكها زوج الحاضر والمستقبل وهو بدوره يكون سعيدا بها... وبعد شهور لاندري إلى أي منقلب ينقلبون... الرجل بسيط ومن عائلة بسيطة أو العكس صحيح يكون مقتدرا وكلاهما الآن أصبح سواسية..«الريال» متعود على السهر بالديوانيات ليل نهار والخروج مع أصدقائه دائما والسفر إلى مملكة العجائب «----» لكي يفضفض بطريقته الخاصة والمرأة لاتجد مفرا سوى أن تبقى في المنزل أو أن تذهب خارجا في المقاهي للتحدث ولكي تفضفض عما عندها من مشاكل ودائما تتذمر بعدم وجود الرجل كأن الرجل هو الشيء الوحيد في حياتها وهذا أولا دمار الأسرة اجتماعيا.
المشكلة الآن هو أين ذلك الرجل الذي يجب أن يكون بجوار زوجته وأولاده؟... أصبح البيت فقط مكاناً يزوره للنوم والأكل وللأسف الهروب للبحث عن«وناسته» ولما زوجته تقول له ليش ماتقعد!!! يرد شنو تبيني 24 ساعة قاعد يمك... والمشكلة أنهم مايشوفون بعضهم إلا وقت الغدا إذا كان بعد الريال مومعزوم.... وهذي أول الحياة الزوجية الاجتماعية الريال لاهي عن بيته ويعتقد إن الزوجة راح تنتظره طول العمر...هذولة رجالنا اليوم؟
الآن نشوف الحياة المادية... الرجل يتزوج للبحث عن الاستقرار.... وكذلك الزوجة... بداية الزواج ديون علشان المهر والتأثيث... وبعدين وتمر الأيام وبعد الطفل الأول.... الريال عنده مسؤوليات أخرى غير زوجته وعياله «بين قوسين» وماعنده فلوس لمصرف البيت لأن الريال صار شوية فنكي.. البنطلون الضيق والقميص المخصر«علشان اللزوم» والنظارات والساعة الغالية وموديلات جديدة من قصات الشعر !! ومعاش الريال طار... وساعات الزوجة تسلفة علشان السفرات على كيف كيفه... المرأة تتزوج علشان استقرار اجتماعي ومادي.... صارت الزوجة هي المسؤولة اجتماعيا عن استقرار البيت وثباته.. أما من الناحية المادية فنقول«عليها السلام» مولازم تجمعين؟
راح زمن الرياييل وصارت المرأة هي الرجل وهي الأم في الوقت نفسه بعدما كانت تعتقد أنها سوف تعيش تحت كنف رجل يحميها. ودائما وأبدا أصبح الرجل أول شروطه من المرأة التي سوف يتزوجها أن تكون عاملة حتى لايتحمل مسؤوليتها وإنما هي المرأة التي سوف تقوم بكل الواجبات المنزلية والمصاريف الخاصة بها أي بمعنى أوضح«يكون كل مسؤول عن نفسه».... فالرجل يأخذ بدل زوجية وبدل أطفال حتى يشتري الساعات والنظارات والملابس في حين أن هذه النفقة للبيت.... أما الزوجة وكما يقال لها اصبري فهذا نصيبك.
إذا الناحية المادية وأنا لاأعم ولكن مانراه في الأغلبية أصبحت المرأة هي التي تتحمل كل المسؤولية عن الاستقرار المادي وبالإضافة الناحية الاجتماعية والنفسية. وهنا أوجه سؤالي ما الذي حدث في هذا الزمن؟ وما الذي غير أطباع وأخلاق رجالنا؟ وأرجوكم لاتتعذروا! كانوا قديما يتزوجون في ريعان شبابهم ويعتمد عليهم أباؤنا وأجدادنا،،، والان أصبح يعتمد على والديه حتى عمر الثلاثين من مأكل ومشرب وزواج وصرف وغيرها من مسؤوليات كان يجب أن يقوم به.. والمشكلة يأخي العزيز إذا كنت غير قادر على الزواج وغير قادر على تحمل المسؤؤلية فلماذا تورط بنت الناس معك.. فكان بإمكانك الانتظار حتى أن تصبح قادرا على تحمل المسؤولية ومن ثم ترتبط في الوقت المناسب وبذلك تترك صورة طيبة للأسرة والدعوات.
نرى حالات الطلاق تزايدت بسبب هذه المشاكل الاجتماعية والمادية وأصبحت المشاكل المادية هي السبب الرئيسي لدمار الأسرة بأكملها!!! وبعد ذلك يتحمل الأطفال الأعباء. الرجل يطلق ويطرد الزوجة وابناءه من المنزل وهو يعيش في بيت أعطته الحكومة لإيواء أسرته«أبنائه وزوجته».... وللأسف حتى في المحاكم يتشاجرون من أجل نفقة الأولاد وكأنهم ليسوا بأبنائهم والرجل يريد أن يدفع اقل مايمكن ويحارب المرأة أقصد الزوجة أو الطليقة.... حتى يتسنى له السفر والسهر... هذوله أخواني رجال المستقبل وحاميها..
بودي أن أعرف ماذا سيكون بعد تعلم أبنائهم... سيكونون كما نتوقع؟ مثل الوالد تماما.. أي تعلم عدم الاهتمام بعائلته ويقول«راحتي ووناستي» ماأقول إلا زمن الرياييل خلص؟؟
 

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك