يوشك الغزو العراقي أن ينضم للأساطير التي نرويها لأبنائنا قبل النوم، مثل أم السعف والليف وحمارة القايلة..علي الذايدي مستنكرا

حديث المدينة 
نسيت الغزو، وسأتزوج عراقية 
 
كتب علي الذايدي

< بنظرة حكومية ثاقبة استبدلنا مصطلح الغزو العراقي بمصطلح الغزو الصدامي ولكننا لم ننس الغزو.
< بعد سقوط نظام صدام أمددنا جنوب العراق بالمياه بينما بعض مناطق الكويت تعاني من انقطاعها ولكننا لم ننس الغزو.
< افتتحنا سفارة في كل البلدان التي ساندت الغزو العراقي لبلادنا ولكننا لم ننس الغزو.
< الصندوق الكويتي للتنمية بنى جامعة في اليمن، ومنح السلطة الفلسطينية مئات الملايين من الدولارات، وأمددنا الأردن بمنح نفطية هائلة لتعويض نقص النفط العراقي ولكننا لم ننس الغزو.
< يدخل لبلادنا كل يوم مئات العراقيين بطريقة رسمية وعبر جميع منافذنا البرية والبحرية والجوية ولكننا لم ننس الغزو.
< بعد سقوط نظام صدام حسين بدأ موسم التزاوج عندنا، فهجمنا على العراقيات طلبا للزواج وكأن النساء لا توجد إلا هناك ولكننا لم ننس الغزو.
< الإدارة العامة للجنسية والجوازات تعج بطلبات العراقيات اللاتي تزوجن من كويتيين طلبا للحصول على جنسية البلد الذي رقصت أمهاتهن فرحا باجتياح قوات بلادهن له قبل 19 عاما ولكننا لم ننس الغزو.
< لدواعي القومية العربية فرحنا كثيرا عندما حصل منتخب العراق على كأس آسيا لكرة القدم في نسخته الأخيرة ولكننا لم ننس الغزو.
<  الحكومة الكويتية بصدد إسقاط جميع المطالبات المالية تجاه العراق سواء ما كانت ديونا سابقة أو تعويضات نتيجة الغزو ولكننا لم ننس الغزو.
< حكومتنا الرشيدة تتفاوض مع حكومة العراق الحالية حول الحدود بين البلدين الشقيقين، وقد تم إغلاق هذا الملف بشكل نهائي أيام النظام السابق ولكن احتراما لحكومة العراق الحالية نعيد فتحه مجددا،  ولكننا لم ننس الغزو.
وبعد كل هذا ندعي وبكل صفاقة بوسائل إعلامنا المختلفة أننا لم ننس الغزو.
لقد أصبح الكويتيون الذين ما زالوا يذكرون الغزو العراقي قلة وأندر من دب الباندا لدرجة أننا سنستعين بهيئات الأمم المتحدة لضمهم لبرنامج حماية الكائنات الحية المعرضة للانقراض،ويوشك الغزو العراقي بكل تداعياته أن ينضم للأساطير التي نرويها لأبنائنا قبل النوم، مثل أم السعف والليف وحمارة القايلة.
واسمحوا لي أن أختم هذا المقال بسؤال لجميع الكويتيين:
هل يوجد كويتي ما يزال يذكر الغزو العراقي؟