د.عصام الفليج يشبه حريق الجهراء بحريق المسجد الأقصي، متمنيا ألا ننساه كما نسينا حريق الأقصي

زاوية الكتاب

كتب 390 مشاهدات 0





آن الأوان 
 د.عصام عبداللطيف الفليج 

 من حريق الجهراء إلى حريق المسجد الأقصى 

وأنا أتأمل حريق «عرس الجهراء» والفاجعة الكبرى بموت أكثر من 45 امرأة وطفلاً، واصابة أكثر من مائة، مر على مخيلتي حريق «المسجد الأقصى» ونحن نعيش ذكراه الأربعين، حيث أقبل الأسترالي مايكل دينس على حرق المسجد الأقصى في 21 أغسطس 1969م وسط حماية الجيش اليهودي، وتم اعتقاله ومحاكمته صوريا، وصدر حكم بأنه معتوه وابعاده الى بلده!

الاهتمام بحريق الجهراء استمر عدة أيام، وبلغ أعلى مدى باهتمام كبير من سمو الأمير حفظه الله وبمكرمات أميرية، ووصل الاهتمام الى خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بنقل المصابات السعوديات، وهذه لفتة تعاونية راقية.

والمأمول ألا تمر هذه الحادثة مرور الكرام كسابقاتها مثل حريق مستشفى الجهراء السابق وقاعة الأفراح.. وغيرها، وينبغي عدم الهروب من المسؤولية وتحميل المواطن كل المسؤولية، وانما ينبغي على اللجنة المكلفة بالتحقيق النزول الى الميدان ودراسة الواقع من جميع جوانبه.

كما أتمنى الاهتمام بالجانب النفسي والاجتماعي.. فالحدث جلل، وأقترح في ذلك التنسيق مع مكتب الانماء الاجتماعي والأمانة العامة للأوقاف بهذا الشأن، وترتيب رحلة لمدة أسبوع لزيارة المسجد النبوي ثم أداء مناسك العمرة وسط رعاية نفسية واجتماعية ومرافقة مشايخ وواعظات لرفع الجانب المعنوي.

أقول ذلك حتى لا تمر الأيام وننسى قضية «حرائق الجهراء» كما نسي الكثير حريق «المسجد الأقصى» دون معالجة حقيقية للواقع المؤلم.

وللتاريخ.. فقد شب حريق ضخم في الجناح الشرقي للمسجد الأقصى، وأتت النيران على كامل محتويات الجناح، كما هدد الحريق قبة المسجد الأثرية المصنوعة من الفضة الخالصة. وقد جاءت النيران - كما أوردتها المواقع الالكترونية - على ثلاثة مواضع وهي :

الأول : في مسجد «عمر» الواقع في الزاوية الجنوبية الشرقية للمسجد الأقصى، والذي قام الخليفة «عبدالملك بن مروان» باعادة بنائه سنة 692م، بعد أن هدمته الزلازل.

الثاني : في منبر «صلاح الدين الأيوبي» التاريخي والمحراب.

الثالث : في النافذة العلوية الواقعة في الزاوية الجنوبية الغربية من المسجد الأقصى، وترتفع عن أرضية المسجد حوالي عشرة أمتار، وكان حريق هذه النافذة من الخارج وليس من الداخل.

وقامت سلطات الاحتلال الصهيوني بقطع المياه عن المنطقة المحيطة بالمسجد في نفس يوم الحريق، وتعمَّدت سيارات الاطفاء التابعة لبلدية القدس - التي يسيطر عليها الاحتلال- التأخير؛ حتى لا تشارك في اطفاء الحريق، وسبقتها سيارات الاطفاء العربية من الخليل ورام الله رغم بعدها وساهمت في اطفاء الحريق.

ورغم الحريق وآثاره فقد أدى آلاف المسلمين في اليوم التالي صلاة الجمعة في الساحة الخارجية للمسجد الأقصى، و كان من تداعيات الحريق عقد أول مؤتمر قمة اسلامي في الرباط بالمغرب.

لقد مضى أربعون عاما على حريق المسجد الأقصى وآلاف الشهداء، والنتيجة تهاون القيادات الفلسطينية عن حقوق الأرض والشعب وحق المسلمين بأرض فلسطين، ومضت أربعة أيام على حريق الجهراء.. وآمل ألا ننسى تلك الكارثة، فالدعاء أول سلاح، ومواجهة الواقع وعلاجه ميدانيا دون مزايدات سياسية نيابية حكومية هما الحل، وليطلع المتنفذون منها، وليدعوا الناس بحالهم.

***

قال الامام الشافعي : «لما عفوت ولم أحقد على أحد.. أرحت نفسي من همّ العداوات».
 

 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك