لا مصافحة ولا تقبيل ولا تجمعات..شعار المرحلة الخنزيرية فحوي مقالة مطلق مساعد العجمي

زاوية الكتاب

كتب 873 مشاهدات 0





شعار المرحلة الخنزيرية

عاد شعار اللاءات الثلاث فأطل برأسه علينا من جديد بعد عقود من الزمن.. وفي هذه المرة ليس من بوابة السياسة وقمة الخرطوم الشهيرة.. بل من بوابة مرض إنفلونزا الخنازير ولاءاتها الثلاث أيضاً: لا مصافحة ولا تقبيل ولا تجمعات.. ومن هنا اكتشفنا أن بعض العادات والتقاليد.. «وثوابت الأمة» يمكن أن تكون مصدر خطر في ظل الأوبئة والجوائح.. بل هي كذلك بالفعل، ويمكن، بل لا بد من تجميد أو إلغاء العمل بمقتضاها إلى أن يرتفع الوباء عن الناس.. فإذا طالت المدة وتأخّر لقاح هذا الوباء الذي ننتظره جميعاً مستورداً ومعلباً وجاهزاً -كما هي جميع احتياجاتنا من السلع والخدمات- فقد ننسى هذه العادات والتقاليد والثوابت.. وقد نعتبرها جزءاً من تاريخ مضى وانقضى فلا نعود لها مجدداً!
وبمناسبة الحديث عن إنفلونزا الخنازير، هنالك إشاعات كثيرة تتردد بين الناس، ومنها أن الطعوم ضد هذا المرض قد لا تصل في المواعيد التي ضربها بعض المسؤولين لدينا وكأنهم يملكون مصانع هذه الأدوية ويديرون إنتاجها وتجارتها، وأن الشحنة الأولى من هذه الطعوم ستذهب لذوي الحظوة والواسطة والنفوذ.. ولن يكون للعامة منها نصيب، وهنالك من يدعي أن الكويت موبوءة بمرض إنفلونزا الخنازير أكثر من غيرها من الدول إذا أخذت النسبة والتناسب في عدد السكان وعدد حالات الإصابة.. ولا نعرف حتى الآن سبب كثافة الإصابات لدينا إذا كان هذا الادعاء صحيحاً.. ونرجو ألا يكون كذلك حتى لا نلجأ لنظرية المؤامرة بحثا عن تفسير مقنع!
وهنالك من يبشرنا أو يحذرنا من المرحلة الأسوأ من مراحل هذا المرض مع حلول فصل الخريف وفيروساته التي سوف تتحد مع فيروسات إنفلونزا الخنازير لتنتج فيروسات أقوى وأشد شراسة مما ينذر بموسم خريف مزعج ومقلق وخطير.. والله يستر!
والآن هنالك حديث عن تأجيل بدء العام الدراسي، وأنا أميل لهذا الرأي، ولن يضيرنا تأجيل الدراسة في مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا شهراً أو شهرين تعوض من إجازة الصيف القادم!
وسوف ننتظر بفارغ الصبر -وأمرنا لله- جلسة مجلس الأمة الخنازيرية الطارئة في السابع عشر من شهر سبتمبر، إذا كتب لها الانعقاد لكي نتعرف على خطط وزارة الصحة لمواجهة وباء إنفلونزا الخنازير.. وإذا اتضح أن هذه الخطط «لك عليها» فلن نعارض استجواب وزير الصحة.. وسوف نؤيد مطالب النواب باعتماد خطة شاملة لتطعيم جميع المواطنين في الخارج.. وبالذات في الدول التي سوف توفر هذا التطعيم قبل غيرها.. ونرجو من العلي القدير أن يرفع عن الجميع البلاء والوباء، وأن يسخر لنا صناع الدواء من الأصدقاء والأعداء إنه على كل شيء قدير!

 

أوان

تعليقات

اكتب تعليقك