ميرڤت وديع حداد: ظلٌّ ظليل

فن وثقافة

الآن 811 مشاهدات 0


وعلى ضفّة مدينتي ..ركضتُ إثري .. وتدفقتُ بأزقّتها التي لا يمكن أن يُقبَضَ على إلتمامها .. كنتُ مشدوهةً بكل شيء يمتدُّ إلى ماء عينيّ ويدلُّني عليّ .. وحيدةٌ أحدّثُ نفسي بصوتٍ مسموعٍ دون أن أعبأَ بالمارّة حولي ..

لطالما كان النهارُ في مدينتي يحرسُني ويضمُّ كفيّ وأنا أجتاز الإشارات المرورية..

وفي بيتِنا العتيق لا أدري من كان يقتنصُ ذاكرتي ..أنا أم تلك اللوحات الجميلة ..وفي الصالةِ الكبرى امتّدتْ عيناي في كل الجهات.. وعلى ما يبدو حدّق بي حوض ماء كبير كانت الأسماك يوماً تضجُّ فيه بالحياة .. كلّ شيء كانَ كما عهدته.. مُرتباً وأنيقاً .. إذْ كانَ لعائلتي قدرة عجيبة على ابتكار اللحظات السعيدة.. تماماً كَضحكاتهم العالقة ببابِ ذاكرتي..

هكذا أبدو ..حينَما يشاكسُني الحنين ..وحينَما تُعييني حيلة الفقد .. إذْ لا فكاكَ مني حين أصغي لوقع خطواتي ..وحينَ يتهادى إليّ ظلٌّ ظليل ..حتى قبل أن ينتهي الكلام ..وقبل أن أضعَ رأسي في وسادتي ،،

تعليقات

اكتب تعليقك