طالبت التيارات السياسية بوقفة جادة

أصدرت منظمة العمل الكويتي تصريحا صحافيا بشأن التقرير السنوي الذي أصدرته منظمة الشفافية الدولية والذي أشار إلى تراجع دولة الكويت مرتبة واحدة عربيا وخمس مراتب على مستوى دول العالم، وفي ما يلي نص التصريح :

تلقت مظلة العمل الكويتي 'معك' تقرير منظمة الشفافية الدولية بمزيد من الأسى والأسف لما تضمنه من معلومات أفادت بأن الفساد في دولة الكويت لا زال مستشريا وتراجعت على أثره عدة مراتب مما كانت عليه في السابق .

ان هذا التقرير يعكس بوضوح تام حالة الفساد التي وصلت إلى كافة الإدارات الحكومية حتى اصبح هذا الفساد جزء لا يتجزأ من هذه الإدارة والإدارات السابقة.

وان كانت دولة الكويت قد وقعت على اتفاقية مكافحة الفساد منذ سنوات إلا أن الحكومات المتعاقبة لم تتحرك بشكل جدي للحد من هذا الداء وكان يجب على تلك الحكومات والحكومة الحالية أن تفعل من بنود الاتفاقية التي وقعت عليها وأهمها انشاء هيئة لمكافحة الفساد وبهذا الصدد نستطيع القول أن الحكومات المتعاقبة لم تكلف نفسها على أقل تقدير بإنشاء هذه الهيئة ليتبين على الأقل جديتها من محاولات الإصلاح التي تحاول أن تقوم بها.

أن الحكومة الحالية والتي يترأسها رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الصباح والذي لقب برئيس وزراء اصلاحي لم يقوم بما بتوجب عليه من تفعيل بنود هذه الاتفاقية ومع ذلك فإن المسؤولية التاريخية والحالية تتحملها السلطة التنفيذية التي خولها الدستور للهيمنة على كافة مصالح الدولة، كما أن السلطة التشريعية تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية تجاه ما يحصل من فساد في كافة الأروقة الحكومية التي خولها الدستور بمراقبتها وإصدار التشريعات اللازمة لحفظ وتنمية المجتمع .

ومن جانب آخر فإن المسؤولية أيضا تتحملها مؤسسات المجتمع المدني المعنية بتنمية المجتمع والحد من المخاطر التي تتربص به ومن ضمنها الفساد لذا نحمل المسؤولية أيضا كافة مؤسسات المجتمع المدني والتيارات السياسية بكافة أطيافها عما حمله التقرير الأخير لمنظمة الشفافية الدولية.

إننا اليوم مطالبون بدق ناقوس الخطر لكافة المسئولين بالدولة ومؤسسات المجتمع المدني والتيارات السياسية لنقف وقفة جادة وحاسمة تجاه ذلك الفساد ويجب أن تتظافر كافة الجهود من أبناء الكويت المخلصين لاستكمال مسيرتهم التي دشنوها في التاسع والعشرين من أغسطس الماضي في جمعية المحامين وأن يرفعوا الصوت عاليا مستنكرين هذا الانحدار الواضح في ترتيب الكويت من خلال مؤشر مدركات الفساد الذي تتبعه منظمة الشفافية الدولية.

ان مستقبلنا ومستقبل الأجيال القادمة أصبح منذ سنوات خلت تعدى مرحلة الخط الاحمر وأصبحنا نواجه مؤسسة فساد منظمة على كافة الصعد في الدولة مما يشير إلى أننا قد دخلنا بمرحلة المحظور والتي ستؤدي بالضرورة إلى انهيار في كافة أروقة الدولة لذا نتطلع في المرحلة القادمة بان تقف كافة القوى الحية والمخلصة للكويت أمام هذا الخطر الداهم الذي سيجرفنا إلى مجاهل لا يعرف مداها إلا الله سبحانه وتعالى.