بعد مقابلته مع صاحب السمو أمير البلاد .. أحمد الشحومي يقول 'صبرك يا صاحب السمو هو الجدار الذي نحتمي به ونلجأ اليه ونستظل بظله، فالصبر على الديموقراطية بأحزانها أفضل بكثير من تدميرها الى الابد'

زاوية الكتاب

كتب 1175 مشاهدات 0


 

سامحنا يا طويل العمر

أكتب مقالي وقد خرجت للتوّ من مكتب صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، أكتبه متأثرا بولي الامر وحزنه الذي طغى على كلمات اللقاء ولحظاته.
وجدتك يا والد الجميع متألما لما يحدث من تناوش سياسي عنيف على ساحتنا المحلية، ومتسائلا: الى متى؟!

ونحن معك نتساءل ولا نحمل المسؤولية لطرف دون طرف، بل نظنها، كما تفضلت سموك، مسؤولية الجميع دون تمييز.

ولقد عتبت عليّ سموك لاني احمل مسؤولية القلم الذي أكتب به، وعتبك على العين والراس.

ايها القلب الكبير، نحمد الله ان الامور بين يديك وفي عهدتك وتحت سطوتك ورأيك وحلمك، ولو انها بعيدة عنك لكنا اليوم نضع ايدينا على قلوبنا.

والديموقراطية التي نتغنى ونفتخر ونعتز بها تمر بمنعطف اظنه رغم قسوته نتيجة تراكمية لاحداث كثيرة قد اكون دون شك او غرور او تعال احد اطرافها يوما من الايام.

وصبرك يا صاحب السمو هو الجدار الذي نحتمي به ونلجأ اليه ونستظل بظله، فالصبر على الديموقراطية بأحزانها أفضل بكثير من تدميرها الى الابد.

أقر يا صاحب السمو بأننا لا نرى الامور كما تراها ولذلك نخطئ ولا نجد سوى الاعتذار عن الخطأ.

وأقر كذلك بأن حبنا لهذا الوطن يدفعنا احيانا للمواجهة والاستبسال من اجل مواقف سياسية يتسم بعضها بالشدة والعنف، خصوصا اذا تعلقت بالمال العام او بمصالح الدولة العليا وبمصالح هذا الشعب.

ولكني أقر ايضا بأن كل هذه الهموم التي نراها ونتعامل معها هي مجرد مشاهد في الصورة الكاملة التي لديك، والتي نأسف انها اليوم وبلا شك في اسوأ صورها.

ايها القلب الكبير نحن نفخر بك زعيما وأبا وقائدا ووليا للامر، وبايعناك على السمع والطاعة لاننا نؤمن بأنك الأمين المؤتمن وبأنك الدليل والسبيل لنا للنجاة احيانا من تبعات اخطائنا السياسية.

نعم نحن في الصحافة وككتاب مقالات نكتب احيانا وكأننا نسكب الزيت على النار، ولكننا يا والد الجميع، والله يعلم، نقصد حماية هذا البلد فنخطئ بحقه.

يا والدي، الابناء يختلفون ويتصارعون احيانا واهدافهم شتى، ولكن الاب ينظر دائما للجميع بنظرة واحدة ثابتة ومتساوية.

واليوم لا اكتب تحليلا لسموك فأنت اقدر وأكبر من ذلك، ولكني متأثرا بحزنك كتبت معتذرا عن نفسي وعن قلمي وعن الآخرين.

ولعل النصيحة تفيد قبل فوات أوانها، والرأي المفيد يسمع قبل فوات وقته وحينه، فالامور بحاجة لتهدئة مهما بلغت عظمتها، بحاجة من الصادقين بمجلس الامة بالذات لوقفة مع النفس قبل ان يتحول الحزن الى قرار لم يعشقه ابدا ذلك القلب الكبير.

يا والدي.. سامحنا.

 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك