إذا كانت 'السور' تتحمل مسئولية عبارات التحريض الفئوي اليوم، فإن أجواء التحريض بدأت من البرلمان.. والتصحيح يبدأ منه..فيصل الزامل

زاوية الكتاب

كتب 783 مشاهدات 0



أجواء التحريض بدأت من البرلمان.. والتصحيح يبدأ منه

الاثنين 21 ديسمبر 2009 - الأنباء
 

 

عبارات التحريض الفئوي مرفوضة أيا كان مصدرها، وإذا كانت إحدى الفضائيات اليوم تتحمل مسؤولية ذلك التحريض فقد سبقتها فضائية عدد من النواب الذين افتتحوا هذه الممارسة، وتبين لهم اليوم أن إشعال النار لا يوفر أحدا، وأن أجواء الهرج والتهريج تستدرج أصنافا كثيرة من الناس، وبالعكس اذا تغلب الشعور بالمسؤولية ولم يشاهد الناس نوابا يتبادلون الشتائم على النحو المخجل الذي تكرر في جلسات المجلس، وبفعل فاعل أراد لهذه الممارسة أن تزداد لحاجة في نفسه فلما وصل شررها اليه رفع عقيرته بالاحتجاج، ونحن معه في الاستنكار فالإسفاف مرفوض كله! والإصلاح المنشود يبدأ من البرلمان كما قال د.محمد البصيري: «النواب هم الذين قاموا بتخفيف العقوبات في قانون المرئي والمسموع، وستتقدم الحكومة بتعديلاتها عليه».
في نفس السياق، نتمنى من بعض النواب عدم التسرع عندما تصل الى أيديهم معلومة، وأن يتبينوا حتى لا يصيبوا قوما بجهالة، فهم يعرفون الأدوات الصحيحة للتحري والتحقق، وبالتأكيد الصحافة ليست احداها، وهم شركاء في تحمل مسؤولية إدارة الدولة، والفارق كبير بين «رجل الدولة» ورجل الشارع.

موضوع آخر مهم، يتعلق بطريق النويصيب الذي يجمع بين صفتين، فهو طريق سفر سريع جدا، وفي نفس الوقت هو طريق تستخدمه الأسر للوصول الى مناطق سكنية كثيرة، بل ومدن جديدة نشأت ومزارع الوفرة والشاليهات، ما يجعل التعامل معه بالأسلوب الحالي سببا لكثرة الحوادث المميتة نتيجة استخدام الفتحات وسط الطريق للانعطاف، فتتلاقى سيارة تحمل أما وأطفالا مع أخرى قادمة من النويصيب بسرعة ـ كما حدث منذ يومين، ويحدث طوال العام ـ ما يسبب كوارث لا يجوز السكوت عليها، فالمسافر على عجلة من أمره في الذهاب وحتى في الإياب يستخدم سرعات طرق السفر الصحراوية في السعودية، بينما هو قد دخل في مناطق سكنية.

لابد من تحويل تلك المنعطفات إلى طرق علوية، وأحيانا منعطفات سفلية لمرور السيارات العائدة من كل اتجاه، وهو أمر معمول به في دول كثيرة، أذكر أننا كنا في جدل ـ كالعادة ـ عام 1975 حول جدوى إنشاء الجسور للتخفيف من الازدحام عند الدوارات والإشارات، وتسنى لي زيارة السنغال في ذلك العام، وأثناء السير من المطار إلى العاصمة دكار فوجئت بعدد من الجسور التي لم نكن في الكويت قد بدأنا فيها، وعندما رجعت ودار الحديث الجدلي حول «جدوى الجسور، تكلفتها، الأعمال الإنشائية تسبب عرقلة للمرور.. الخ»، تذكرت ما شاهدته في السنغال، وذكرت ذلك لمن يهمه الأمر قائلا «المنافع أكثر بكثير مما تتحدثون عنه، توكلوا على الله واتركوا التردد»، اليوم نكرر نفس المقولة عن شارع النويصيب، سيأتي يوم تلغى فيه كل المنعطفات وتستبدل بجسور أو أنفاق مع ازدياد نشوء المناطق السكنية والخدمية على جانبيه، وكلما تأخر هذا اليوم ازداد عدد الضحايا وترملت أمهات وتيتم أطفال نتيجة تأخر التنفيذ، أسرعوا حتى تزداد الفائدة، وتقل التكلفة الاجتماعية، وحتى المالية.

كلمة أخيرة: تألم العم أحمد الفاضل كثيرا لوفاة رفيق دربه الوالد يرحمهما الله، جاء إلى العزاء متحاملا على نفسه قبل عشرة أيام، قال لي: «أنا بعد وراه، اليوم بأدخل المستشفى»..إنه «جيل يرحل تباعا»، اللهم تغمده برحمتك الواسعة وألهمنا وأهله الصبر والسلوان، وارحم أمواتنا جميعا، آمين.

 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك