ردا على مقالة الدعيج باعتبار الجويهل سجين رأي..حمد نايف العنزي يستغرب المقارنة بين الجاسم وهذا الجويهل؟!

زاوية الكتاب

كتب 1383 مشاهدات 0




 
الدعيج والجويهل... وحرية الرأي!
حمد نايف العنزي
 
دافع الزميل الأستاذ 'عبداللطيف الدعيج' عن حق 'الجويهل' في التعبير عن رأيه، واعتبر احتجازه خطأً، فكل ذنب الجويهل أنه عبّر فقط عن رأيه في النائب مسلم البراك، ثم تساءل قائلا 'هل الديمقراطية تبيح للزميل الجاسم التعرض للشيخ ناصر المحمد بينما تحرم على السيد الجويهل انتقاد مسلم البراك؟!'.

نحن بالطبع لا نختلف من حيث المبدأ مع زميلنا بأن حرية الرأي مكفولة للجميع، وأن من حق الجويهل أن يبدي رأيه بالأشخاص والأفكار بحرية تامة، ومهما كان هذا الرأي من وجهة نظرنا سخيفاً وساذجاً أو حتى وقحاً، فلا مانع من أن يعبر عنه، فنحن في دولة دستورية تبيح للجميع التعبير عن رأيه، وإن كانت هناك إساءة لشخص ما ناتجة عن هذا الرأي فالقضاء سيكون هو الفيصل في مثل هذه الأمور.

لكن الوضع يا أستاذنا مختلف تماماً في قضية الجويهل، فالأمر لم يكن إساءة شخصية لمسلم البراك، ولو كان كذلك لما نتج عنه كل هذا الرفض والغضب الجماهيري، ولاكتفي مسلم البراك برفع قضية ضد الجويهل كما يفعل دائماً مع من يسيء إلى شخصه، لكن ما حصل هو أن 'السيد' الجويهل- كما حرصت على تسميته- قد دأب منذ فترة ليست بالقصيرة على الانتقاص والتحقير والتشكيك في ولاء فئة هي الأكبر في المجتمع الكويتي واستمر في إطلاق تصنيفاته البغيضة عليهم 'لفو' 'قيز' 'هيلق' 'حبربش' في إيحاء واضح بأن هذه الفئة من المواطنين لا تنتمي إلى الوطن وأنهم طارئون عليه، ولم ينسَ في كل مرة يهينهم أن يختم حديثه بأنه يحترمهم ويقدرهم وأنه لا يقصد بكلامه سوى مزدوجي الجنسية منهم، وكأن ازدواج الجنسية مقتصر على هذه الفئة فقط!

يا سيدي... القضية ليست نقد الجويهل للبراك كما حاولت أن تصورها في مقالك، القضية هي أن يقدم 'جويهل' لا مكان له من الإعراب على امتهان كرامات المواطنين، ويحرّض على كراهيتهم والطعن في ولائهم ومواطنتهم بإسفاف واضح وسخرية لاذعة، وأن يقابل هذا الطرح بصمت متعمد من الحكومة ومن مدّعي الحفاظ على الوحدة الوطنية، حتى بلغ السيل الزبى ولم يعد للصبر مكان في قلوب الناس مع ما تلفظ به هذا الجويهل عبر قناته التي أسماها 'السور'... واللبيب من الإشارة يفهم المقصود بهذه التسمية، إلا إذا كان هذا اللبيب ينوي 'الاستعباط والاستغباء'!

ثم بالله عليك قل لنا ما وجه المقارنة التي ذكرتها بين الأستاذ محمد عبدالقادر الجاسم وهذا الجويهل؟!

الجاسم رجل مثقف وسياسي محنك ينتقد أداء سمو رئيس مجلس الوزراء ولا يتعرض لشخصه أو يشكك في ولائه أو وطنيته، كل ما في الأمر أنه يرى أن الرئيس غير قادر على إدارة الأمور، وأن حكوماته التي شكلها لم تكن على مستوى الطموح، نعم، ربما يخون التعبير قلم محمد الجاسم أحياناً في إيصال أفكاره، لكنه دائماً يتكلم بدافع وطني يبتغي منه المصلحة العامة، وقد رأى سمو مجلس الوزراء فيما يقوله الجاسم ما يسيء إليه 'شخصيا' فلجأ إلى القضاء ليقول كلمته، الأمر العجيب هنا يا أستاذنا أنك تضع النقد الموضوعي والمحترم للجاسم في نفس مرتبة البذاءة والإسفاف والاتهامات بعدم الولاء والانتماء لمئات الآلاف من المواطنين في خطاب الجويهل... وأن الأمر في الحالتين 'حرية رأي'!

خلاص يا سيدي... ما رأيك أن يفتح كل منا قناة فضائية لنسُب ونشتم ونتهم بعضنا بعضاً في الوطنية، ولينخر كل منا بسفينة الوطن قدر المستطاع، ولتغرق بكل من فيها بحجة حرية الرأي والتعبير؟!

القضية أكبر من حرية رأي، فهناك أيادٍ خفية تحرك هذه الدمى الجويهلية لغاية في نفسها، وإلا بالله عليك قل لي كيف لدمية كهذه أن تحصل على مستندات سرية مثل سجلات الجنسية وبيانات البدون التي فشل نواب مجلس الأمة على مدى سنوات في الحصول عليها؟ من الذي زوّده بها؟ ولأي حاجة وغرض؟ هذا ما ينبغي أن تتساءل عنه بشدة، لأن القضية ليست قضية حرية رأي ولا ينبغي لعاقل أن ينظر إليها بهذه البساطة!

نعم... كلنا مثلك متخوفون من أن تستغل الحكومة الظروف لتحجر على الحريات وتضع المزيد من القيود على الآراء، لكن صدقني، الانفلات الزائد عن الحد في التعبير عن الرأي في مجتمعات تعيش مرحلة الطفولة الفكرية، ومؤهلة للدخول في حروب أهلية لأهون الأسباب، أشد خطراً بكثير من فرض مزيد من القيود على حرية التعبير!
 
 
 
 

الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك