ندوة 'دور المرأة في الإعلام'

مقالات وأخبار أرشيفية

2959 مشاهدات 0


أكد رئيس تحرير 'الصباح' د.بركات الهديبان على ضرورة إقامة جسور الحوار بين الإعلام العربي والإعلام الغربي وكذلك بين المفكرين والعلماء والمثقفين من الجانبين لتكريس وترسيخ ما يسمى بـ”حوار الحضارات” لأن ذلك كفيل بتصحيح الكثير من المفاهيم لدى الجانبين وإزالة سوء الفهم الذي ينشأ في كثير من الأحيان نتيجة لغياب المعلومات والحقائق.

وشدد د.الهديبان خلال الندوة الثقافية التي نظمها معهد الأكاديمية الامريكية للعلوم والتكنولوجيا بعنوان «دور المرأة في الإعلام وحقوقها في الموروث الحضاري الإنساني» والتي عقدت بمشاركة عميد كلية الإعلام في جامعة كنساس ستي بالولايات المتحدة الأمريكية الدكتورة آنجيلا باورز وبحضور الملحق الثقافي في السفارة الأمريكية لدى الكويت، على ضرورة إلتزام الصحف بالموضوعية والمصداقية في نقل وتداول الأخبار والتقارير وأن تلعب دورا في التقريب بين الدول والشعوب لا في التباعد بينهما.

وأكد أن الإعلام الكويتي يتمتع بقدر كبير من الحرية لدرجة أن الصحافة الكويتية باتت تحتل المركز الأول على المستوى العربي في مجال الحريات غير أن هناك بعض الأطراف المؤزمة التي تحاول تضييق الحريات على الإعلام بشكل خفي بحيث يظهر هؤلاء كداعمين لحرية الصحافة أمام العلن بينما يحاربون تلك الحريات ويحاولون النيل منها في الخفاء والاروقة.

وقال د.الهديبان أن غياب الحقائق والمعلومات بين الشعوب ينشأ عنه نوع من الفراغ وحسب نظرية «ملء الفراغ» فإنه يتم ملئه بالشائعات وأنصاف الحقائق والأوهام والأكاذيب في بعض الأحيان  مؤكدا على أن ذلك ليس مسؤولية جانب واحد وإنما مسؤولية الجميع في الشرق والغرب معا.

ولفت إلى أن المرأة لاقت معاناة جسيمة على مختلف عصور الحضارة الإنسانية في سبيل الحصول على حقوقها الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية حيث اعتبرتها بعض المجتمعات القديمة بأنها متاع للرجل وحرمتها بعض المجتمعات من حقوق الإرث والتعليم والمتاجرة،مؤكدا على أن الإعلام يلعب دورا كبيرا الأن في انتشار المفاهيم السائدة عن المرأة العربية والمسلمة وعن المجتمعات العربية والإسلامية عموما.

وأشار د.الهديبان إلى أن الإعلام الغربي اعتمد نظرة نمطية لمجتمعاتنا بشكل عام إلى حد أنه ترسخ في أذهان الغربيين أن مجتمعاتنا الإسلامية والخليجية خاصة لا تزيد عن كونها بيئات صحراوية ظهر فيها النفط ،وأصبح لدى أهلها مال وفير ينفقونه بسفه وتبذير على ملذاتهم وترفهم وكمالياتهم،مؤكداً على أن هذه نظرة نمطية لا أساس لها من الصحة وهي بالتالي تؤثر على نظرة الشعوب الغربية إلى المرأة في مجتمعاتنا ويتصورون أن الرجال يسجنونها في البيت ولا يسمحون لها بالخروج ويضطهدونها ويحرمونها من كل الحقوق.

واستدرك : هذا بالطبع ليس صحيحا بدليل أن بعض الغربيين الذين أتيح لهم أن يقيموا لفترات معينة في الدول العربية أدركوا خطأ هذه النظرة النمطية ومجافاتها التامة للحقيقة ورأوا أن المرأة لدينا تتمتع تقريبا بكامل الحقوق التي تتمتع بها نظيراتها في الغرب  على الرغم من أنه ربما يختلف الأمر في السياق الإقليمي المتعلق بالمظهر وطريقة الملبس حيث نرى أن مجتمعاتنا الإسلامية أكثر محافظة والتزاما باللباس المحتشم.

ونوه الهديبان بترتيب الإسلام لحقوق المرأة وواجباتها كزوجة وأم وابنة وجعل لها حقوقا وافية في النفقة والتربية والرعاية الكاملة وتعليمها أرقى تعليم وتأهيلها لتنال أرفع الدرجات.

وشدد على أن الإسلام لم يحجب عن المرأة أي عمل يؤديه الرجل ما دامت قادرة على ادائه.

وأكد الهديبان على أن الكويت سارت على النهج الإسلامي المستنير ومنحت المرأة حقوقها السياسية فأصبحت الآن تشارك في الانتخابات والترشح لعضوية مجلس الأمة ،مشيراًَ إلى وجود أربع نائبات في المجلس الكويتي وأن لهن حضور مهم جدا وفاعل بشكل كبير في الجانبين الرقابي والتشريعي داخل البرلمان،قائلا ان ذلك يدل على وعي المجتمع الكويتي وإيمانه بحقوق المرأة وقدراتها

واستشهد بحصول عضو مجلس الأمة الدكتورة معصومة المبارك على المركز الأول في دائرتها وتفوقها على الرجال بعدد كبير جدا من الأصوات تجاوز الـ 14 ألف صوتا .

وفي ختام حديثه دعا د.الهديبان ضيفة الندوة عميد كلية الإعلام في جامعة كنساس ستي بالولايات المتحدة الأمريكية الدكتورة آنجيلا باورز  من خلال موقعها إلى إيصال هذه الرسالة للمجتمع الأمريكي بكل مؤسساته لتحقيق أقصى درجات الاستفادة بين الحضارات وتقليص فرص الإختلاف بينهما بما يعود بالنفع على البشرية بأكملها ،معبراً عن سعادته بانعقاد هذه الندوة بالتزامن مع الاحتفال العالمي بيوم المرأة وكذا يوم احتفال الشعب الامريكي  باستقلال الولايات المتحدة الامريكية،إذ هنأ السفارة الأمريكية بهذه المناسبة السعيدة.

من جانبها استهلت عميد كلية الإعلام في جامعة كنساس ستي بالولايات المتحدة الأمريكية الدكتورة آنجيلا باورز  كلمتها بالشكر الجزيل لرئيس تحرير جريدة الصباح د.بركات الهديبان على تقديمه الرائع لها،مؤكدة أنها ستقوم بتلبية طلبه في نقل رسالته إلى الشعب الامريكي وتقريب وجهات النظر بين الحضارتين.

وشددت باورز على أن النساء يلعبن دوراً هاما جداً في المجتمع كما أن لهن دور واضح في تطور أي حضارة،مشددة على أن أي مجتمع لا يوجد للنساء دور فيه فهو مجتمع غير متطور ويفتقد الحضارة.

وعبرت عن تقديرها للدور الذي تقوم به المرأة المسلمة،مؤكدة أنها مؤمنة تماماً بأن للنساء المسلمات دور بارز في بلدانهن.

 وقالت د. باورز أعي أيضاً أن المرأة العربية قد تتمتع احياناً بالحرية أكثر مما تمتع بها المرأة الامريكية،فضلاً عن أن هناك تشابهاً في أوضاع المرأة من حيث العادات والتقاليد في المجتمعات رغم اختلافها.

وتطرقت د.باورز إلى حياتها العملية بعد إنهاء دراستها وشرحت كيفية وصولها إلى هذا المركز القيادي الهام،مشددة على أن تحقيقها النجاح في الإعلام فتح أمامها الآفاق لمواضيع حقوق المرأة التي لم تكن تشغل بالها قبل ذلك بقدر ما كانت تفكر في النجاح واستغلال قدراتها للوصول إلى ما تصبوا إليه.

وشددت في ختام حديثها على الاهتمام بالكوادر البشرية التي يمكن من خلالها بناء البلدان وضمان نمائها وتطورها متمنية أن تكون سببا في التفاعل وتبادل الآراء والأفكار بين طلابها في الجامعة بأمريكا وبين الطلاب في الكويت وأن تتحقق شراكات متميزة بين الطرفين.

 

لمحات من الندوة

 

 أبدت د.باورز إعجابها بزي الطالبات الكويتيات في الأكاديمية متمنية أن ترتدي نفس الزي ودعتهن لزيارتها في جامعة كنساس ووعدتهن بأنها إذا تحقق ذلك ستستقبلهن بالزي الكويتي .

 ردا على سؤال وجهته احدى الطالبات حول حصول المرأة الامريكية على كافة حقوقها فعليا، قالت باورز على المستوى الرسمي صحيح حصلت على حقوقها كاملة ولكن مع وجود عدد كبير جدا من  الرجال في المناصب القيادية لا زال أمامها مشواراً طويلاً مع الرجال الذين يحرمونها من ذلك .

 ردا على سؤال من طالبة أخرى حول مدى أفضلية المرأة الامريكية عن الرجل الأمريكي في بعض الحقوق  علقت باورز أن الوضع تماما مثل وضعكن في الكويت وأن المرأة هي التي تدير المنزل.

 أكدت الدكتورة أن تساوي المرأة الامريكية مع الرجل الأمريكي في الحقوق والواجبات مستقبلاً يعتمد على قدرات المرأة.

الآن - محرر المحليات

تعليقات

اكتب تعليقك