ضاري المطيري يري فى الرياضة اليوم وهم زائف ومخدر غربي لتخدير الشعوب

زاوية الكتاب

كتب 1322 مشاهدات 0




وهم الرياضة الزائف !
 
الجمعة 9 أبريل 2010 - الأنباء

الرياضة، الـــوضع الرياضي، الوعي الرياضي، مصطلحات يكثر تكرارها، يتفاخر بها البعض، وينشدها البعض الآخر، وبعض أبناء وطني يندب حظه لتردي وضعنا الرياضي، وبعض نوابنا هداه الله اختلطت عليه الأولويات ولم يجد قضية يحمل همها سوى الأزمة الرياضية، ومستعد أن يتنازل عن حقوق المواطن ويوقف حدود الله لكن لا يوقف النشاط الرياضي، فما ماهية وحقيقة هذه الرياضة يا ترى؟ فمن اسمها سأظن أنها عبارة عن نشاط حركي وذهني يمنح الصحة للجسم والروح، أو أنها نقيض السمنة والخمول والضعف، أو أنها تمرين عملي يشجع صاحبه على تحمل طعم الهزيمة ومواصلة المشوار بكل إصرار، أو على الأقل هي مجرد لعبة مسلية بريئة تروح على النفس.
لكن عندما تفتح التلفاز لترى ما يسمى بالرياضة فماذا ترى؟ أنا أجيبك بدون مبالغة: سترى مدربا يسحب السيجارة وينفث الدخان من أنفه وأذنيه، ويتحسر ويشد ما تبقى من شعرات رأسه كالمجنون، ومن خلفه سترى جماهير تغني وتطبل من بداية المبارة إلى نهايتها وكأنها في صالة أفراح «ومع الخيلة يا شقرة»، ومن أمامه سترى لاعبين أحسنهم حالا وأقلهم سوءا الذي ينطح خصمه برأسه، وإلا فإن السائد والمعهود هو التكسير والسباب والعراك، وأخيرا نهاية كثير منهم السقوط في مستنقع المخدرات.

وأكثر أركان هذه الرياضة ضررا هو المشاهد المغبون، ذلك الجثة الهامدة المنتصبة أمام التلفاز لساعات طويلة بلا حراك أو نشاط، فقط يتوزع عمله بين فتح بيبسي وأكل «فصفص»، ويختمها بطلب وجبة سريعة كلها دهون لعل وعسى يفش غله فيها، ويريح أعصابه المشدودة والتالفة من متابعة المباريات.

وأما ما يسمى بالروح الرياضية فنسمع عنها ولا نراها، ويكفينا برهانا ما أحدثته كرة القدم من نزاعات بين بلدين شقيقين عربيين إسلاميين هما الجزائر ومصر، ومؤخرا ما حصل في مباراة النصر السعودي والوصل الإماراتي، ومع هذا أقول ما أجمل كرة القدم التي ألفناها في الصغر ولعبناها في المدرسة وفي الساحات والحدائق، فلا تطاحن ولا تحايل ولا إنذارات ولا.. ولا..، بل كلها روح أخوية بين الجيران والأصحاب.

ما يسمى بالرياضة مع الأسف استغلها الغرب لتخدير الشعوب وإلهائها، فنحن لا نرى رياضة بالمعنى الصحيح، وإنما نراها تحولت سلعة تجارية استهلاكية، الرياضة أدخلوها عندنا في دهاليز السياسة، وفي الغرب أدخلوها أوكار الميسر والمراهنات، ومؤخرا أغروا بعض الفتيات بألعاب خشنة وغير محتشمة تخالف أنوثة المرأة، وإلا ماذا نفسر تسليط الضوء على كرة القدم النسائية الفاشلة في الكويت والملاكمة النسائية في بلدان عربية أخرى دون الرياضات الأخرى.

أخيرا، الإنسان بفطرته يحب الانتماء ويبحث عن القدوات، ولذلك أطفالنا وناشئتنا يتحيرون أي الفرق المحلية أو العالمية يشجعون، فترى بعضهم يرتدي قمصان نواد أوربية تحمل شعار الصليب الواضح، أو مموهة بأسماء لاعبين غربيين ذوي أرشيف أخلاقي سيئ جدا، مع ذلك هل منا من لفت انتباه أولاده إلى الفريق الفذ الذي لم ولن يأتي التاريخ بمثله؟ إنه فريق العشرة المبشرين بالجنة، أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والزبير وطلحة وعبدالرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وأبوعبيدة وسعيد بن زيد رضي الله عنهم أجمعين، وفي الحديث النبوي: «المرء مع من أحب».
 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك