ليلى والذيب

زاوية الكتاب

كتب 1369 مشاهدات 0

أحمد يوسف

كان يا مكان في قديم الزمان ليس بالقديم جداً من الآن, كانت جدة  ليلى تعاني من مرض  ما، مما حال  بأم ليلى أن توصي ابنتها بزيارة الجدة  حاملة معها قطعة (( الكيكه )) كهدية للجدة المريضة ، طبعاً كانت ليلى مندفعة ونشيطة وغير متيقظة لوصايا الأم ذات (( الخبرة )) في تلك الحياة ، واستمعت في طريقها للذئب وغيرت طريق الرحلة ، وفي نفس الوقت كان الذئب على موعد مع افتراس ضحيته (( الجدة )) ذات التاريخ الطويل المعتق، وأيضاً لم تكفيه كل تلك (( الوليمة )) بل أراد أن ينال الصيد الأسهل وهي ليلى و (( الكيكه )).

وصلت  ليلى لبيت الجدة واكتشفت  الأمر بعد فوات الأوان وكعادة المظلوم الضعيف يريد من أهل القرية أن ينصروه فما كان منها سوى أن صرخت تستغيث بأهل قريتها لكن .. دون مجيب !!

كان الجميع في صمت دائم ولم يعوا أبداً  حجم الخطر المحيط بهم وهم أن أدركوا ذلك تداعوا بسرعة  لعقد جلسة استشارية للتفاوض وطرح الآراء حول كيفية ردة  الفعل التي يجب  أن تكون.

ويستمر عقد الجلسات في كل مرة وتتعالى  أصوات المعارضين  وأبواق المثبطين والمتزمتين ويتخافت صوت الحق شيئاً فشيئاً حتى  يكاد لا يسمع.

نعم هذه المرة اختلف  السيناريو ولم  يمت الذئب حتى  الآن, ومازالت ليلى والكل يسمعها تصرخ بأعلى صوت لكي  تتخلص من الذئب  الجشع ولم تدرك أن السر في جشعه هو أن ينال منها ومن (( الكيكه )).

مازلت أطرح ذلك السؤال.. هل كان طباخ أم ليلى ممتازاً لهذه الدرجة كي يتلهف عليه الكل يريد أن ينال حصته؟

أم  انه رأى في (( طباخها )) صيداً سهلاً يشبع به شهواته ورغبته.

والسؤال الآخر.. لماذا يصر  أهل القرية أن يعاونوا  الذئب في صمتهم  لكي ينال من ليلى وكيكتها ولا تكون لهم الوقفة الجادة الصارمة ضد كل من تسول له نفسه (( العبث )) بجمال ليلى ونعمة الله عليها.

ما  يثير الدهشة أيضاً  أن الذئب لم يعد  ذلك المخلوق البشع  في تلك القصة ،  ولم يعد أبداً  قبيح المنظر والطلة ، بل أصبح متعطراً (( متزكرتاً )) بحلة جديدة تفوح منه أنسام العطر والياسمين ووسامته ألهمت العديد لتأييد موقفه والتصفيق له في كل بطولة من بطولاته المشبوهة.

أتمنى أن يتيقن الجميع أن الذئب وإن كان  بـ(( ستايل جديد )) فهو في الحقيقة ذئب لم ولن تتغير صفاته ليشابه في حسناته الخيل أو الجمل.

الآن - رأي: أحمد يوسف

تعليقات

اكتب تعليقك