عبدالهادي الجميل يعتبر مايحدث من حملات تخوين على وقع شبكة التجسس الحالية شبيها بتلك التى أعقبت تأبين مغنية

زاوية الكتاب

كتب 1658 مشاهدات 0


 

 

 


 
 
 

فتنةٌ تلد أخرى! 
 
كتب عبدالهادي الجميل
عندما لا يجد الصحفي مصدرا رسميا يستقي منه المعلومات حول حدثٍ ما، فإنه يقوم بصنع قصّته الخاصة حول الحدث، وغالبا ما تكون بعض تفاصيلها خيالية أو غير دقيقة.
يومان مرّا على اكتشاف” خليّة التجسس الإيرانية”، ولم نسمع من الحكومة أي نفي أو تأكيد، ما حدا بالصحف والقنوات الفضائية لأن تتفنن في اختراع قصصها الخاصة حول القضية. فلم يجد الناس بدّا من تصديق هذه القصص التي يختلط فيها الخيال بالواقع، والكذب بالحقيقة.
حكومتنا كانت في غيبوبة عميقة، لم تستفق منها إلاّ بعد مرور 48 ساعة، فصرّح الناطق الرسمي”محمد البصيري” تصريحا غريبا يشبه هلاوس المستفيق من الغيبوبة!!! تصريح “لا له راس ولا كرياس، وما ينعرف له وجه من قفا”.
استغل البعض، الغيبوبة الحكومية وما تلاها من هلاوس، كي يشن حملات التشكيك والتخوين في وطنية وولاء أبناء فئة كريمة من فئات المجتمع الكويتي لمجرد انتمائهم للطائفة الشيعية!!
ما يحدث الآن يذكّرني بحملات التخوين التي واكبت أحداث” تأبين مغنية”، ويذكّرني أيضا بحملات التشكيك في ولاء ووطنية أبناء القبائل. ومن يدري غدا أي فئة أخرى سيتم تخوينها؟!!
مجتمعنا أصبح مجتمعا متطرفا جدا. كل فئة تخوّن الفئة الأخرى، وكل طائفة تعادي الطائفة الثانية، وكل طبقة تحارب الطبقة الأخرى!!
ما أن يقع حادث ما، حتى تتجّه أصابع الاتهام إلى الطائفة والقبيلة والطبقة. فنحن لم نعد قادرين على فصل التصرفات الفردية عن الأصول والطوائف!!
خلال تجمّع “العقيلة” الشهير، قال النائب”حسن جوهر” مخاطبا الجماهير الغاضبة: “إن ما تتعرّض له القبائل من تشكيك وتخوين، ليس إلاّ حلقة جديدة في مسلسل استهداف مكوّنات الشعب الكويتي، عبر خطة مُعدّة مسبقا، ابتدأت بالهجوم على الشيعة”.
يجب أن يتصدّى العقلاء لهذه الفتنة الجديدة. ويجب على من ساءه الهجوم على أبناء القبائل، ألاّ يصمت تجاه الهجوم على أبناء الطائفة الشيعية. لا بد من التصدّي لحملات التشكيك في وطنية وولاء وانتماء أبناء هذا الوطن كافة.
أما بخصوص المعلومات الصحفية التي تسربت من جلسات التحقيق مع أعضاء”خلية التجسس”، فالقضاء –وحده- هو الفيصل فيها. ولعلنا نذكر جميعا، فضيحة اعتراف المقيم المصري بقتل الفتاة الباكستانية، وقيامه بتمثيل الجريمة التي لم تحدث أصلا.
وأختم مقالتي بهذه النكتة:
تم عمل مسابقة بين أجهزة الاستخبارات الأميركية والبريطانية واستخبارات إحدى الدول العربية، لمعرفة الجهاز الأفضل، فتم إطلاق غزال في الصحراء وطلبوا من الأميركان الإمساك به، فأتوا به بعد ساعتين، ثم أطلقوا غزالا آخر، فأتت به الاستخبارات البريطانية بعد 6 ساعات، ثم أطلقوا غزالا ثالثا، فانطلقت الاستخبارات العربية في إثره، فلا رجعوا ولا رجع الغزال. وبعد 3 أيام من الانتظار بحث عنهم منظّمو المسابقة، فوجدوهم يعذّبون حمارا ويطالبونه بالاعتراف بأنه غزال!!
ويقال بأنه اعترف ثم أسلم الروح.
 

 

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك