الألعاب الإلكترونية قضت على الشعبية

منوعات

فوائدها محدودة، والسمنة وضعف البصر أبرز مضارها

3755 مشاهدات 0



ألعاب بدأت تختفي من الساحة ليحل محلها ألعاب طغت التكنولوجيا عليها، فاختارها الأطفال لأنهم ببساطة وجدوها بعالمهم ولم يجدوا غيرها، والألعاب الشعبية القديمة التي كانت تتميز بالبساطة استطاعت أن تجعل الأطفال أكثر خفة ورشاقة من الوقت الحالي مقارنة بالألعاب الحديثة، التي ساهمت بانتشار السمنة نتيجة جلوس الأطفال في مكان واحد لممارسة لعبة البلي ستيشن والبي أس بي و غيرها من ألعاب الأنترنت المختلفة  دون حراك أو بذل أي مجهود جسدي، و زيادة على هذا أضافوا إليها تناول أصناف متنوعة من الطعام بنفس الوقت الذي يمارسون به اللعبة، متناسين حجم الأثر الذي سيخلفه عليهم،  ورغم ذلك هل نعتبر أن الألعاب الحديثة التي سيطرت عليهم بزمننا الحالي قد جلبت الفائدة العقلية والجسدية لهم؟ أم أنها عكس ذلك.
لقد تميزت الألعاب القديمة مثل 'المقصي' ورمي 'التيل' و 'صيده ما صيده ' و ' كرة العنبر ' و 'الحجلة ' و'حي الميد' وكرة القدم وغيرها من الألعاب ببث روح النشاط و الحيوية في جسد أبناء ذلك الجيل، ولعل في ذلك الوقت ربما كانت المساحات شاسعة أمام منازلهم، مما يسهل عليهم ممارسة مثل هذه الألعاب سواء بالسكة أو الحوش، والارتباط الإجتماعي  بين الجيران يختلف عما هو الآن، وبلا شك أن الأمن والأمان أيضا اختلف والشعور به ليس كالسابق، حيث أصبحت الجريمة بزمننا هذا أمر يحصل بمضاعفات عن ما كان يحدث قديما، حيث لا تلام بعض  الأسر بمنع أطفالهم أو أبنائهم من اللعب مع غيرهم عند باب المنزل، أو حتى الذهاب لأي مكان لدواعي أمنية ولمعرفتهم جيدا بتغير النفوس عن السابق، كما أن تغير نظرة الطفل نفسها تغيرت، حيث نشأ ولم يجد أمامه ما كان موجودا بالسابق عند أقرانه،  الذي انقضى بهم الزمان الجميل وحملوا معهم بساطة الحياة و متعة الألعاب التي كانت في ذلك الوقت، فرأى كل مستلزمات التكنولوجيا والتطور من حوله، فهذا التلفاز يغنيه عن متابعة لأحداث خارج منزله وفي العالم بأسره، كما أن الألعاب القديمة لم تكن مكلفة أما الآن فترى الألعاب التكنولوجية باهظة الثمن وتعتمد على الكهرباء من خلال البطاريات أو غيرها لتستمر بالعمل .
لا بد أن لا نمحو  الألعاب القديمة ونبقيها قدر المستطاع، ونشجع عليها من خلال أبنائنا الكبار الذين مارسوها مسبقا حتى وإن كانت بحدود ضيقة حسب الأجواء المتوفرة لهم، واختيار المناسب منها لوقتنا الحالي، والهدف الأساسي منها هي الحركة الجسدية التي لابد أن تعي الأسر بأهميتها لجسد أبنائهم بدلا من الجلوس لساعات طويلة أمام التلفاز أو ممارسة لعبة البلي الستيشن وغيرها من الألعاب التي باتت أضرارها تطغى على منافعها، بالإضافة للجانب الاجتماعي الذي يساهم بعملية الترابط ما بين الأطفال خاصة ان كانت لعبة جماعية، ولعل بعض الدراسات أوضحت بعض المخاطر من هذه الأمور، حيث ربطت بعامل السمنة وأكدت على حالة الغضب والعنف التي تنتاب بعض الأطفال نتيجة تركيزهم على بعض الألعاب الألكترونية وتمضية وقت طويل معها، ورؤيتهم للعنف الذي يمارس من خلال شاشاتها الصغيرة، فالطفل في بداية خطواته الأولى لابد أن ينمو جسده و يرى من حوله أشياء مفيدة له، تنمي قدراته العقلية  والجسدية، ولا تدفع به لزاوية من السلوكيات السلبية و التي قد يستمدها منها،  و لا نتعذر بالتكنولوجيا الحالية وما توفره لهم بل أيضا الخلل أحيانا بالرقابة والتوجيهات التي يحصل عليها الطفل من أهله، فكلنا نستطيع أن نتمسك بما نرغب به ونحدد الزمن الذي لابد أن يلعب به الطفل  لتلك الألعاب الحديثة، كما أن التنوع فيها هو خير الأمور حتى لا يضطر بعضهم البقاء على نوع واحد من الألعاب و يصبح مدمنا عليها، تظهر عليه نتائجها بعد مرور السنوات وأولها فقدان جزء من البصر، و محاولة قدر الامكان البحث عن الألعاب التي تحرك أجسادهم وعقولهم بنفس الوقت، ولا نكتفي فقط  بالتنويع بالألعاب الالكترونية التي تحرك فقط العقول وهي كثيرة جدا بسبب التطور العلمي الذي نعيشه، فتخرج لنا أجيال غير قادرين على الحركة ويتميزون بالخمول  .
الألعاب القديمة اختفت من قاموس حياة أطفالنا بمساعدتنا، وحتى الدراجات الهوائية تكاد تنقرض بعد استبدالها ب(الستوكر) الذي حل بديلا عن (البالون، وأو سنادة، وbmx تلك الأسماء التي يعرفها جيدا من ترك فترة الطفولة قبل عقدين من الزمان،  فهل من بديل لها يناسب زمننا الحالي ولا تجلب الضرر معها، وتشعرهم بالسعادة والصحة في آن واحد، أم نحاول أن نعيدها لهم أو نطورها ونبقي على الرقابة للحفاظ  على صحتهم وأمنهم دون الشعور بخوف مما يترتب على ذلك؟!. 
  

الآن - تقرير: فوز الظاهر

تعليقات

اكتب تعليقك