د.هيلة المكيمي ترى فى تابعية البدون ذات الألوان الخمسة تخلفا إلى الوراء، وتوجها خطيرا لن يحل المشكلة

زاوية الكتاب

كتب 1316 مشاهدات 0


 



حياد إيجابي
تابعية البدون.. تخلف للوراء!
د. هيلة حمد المكيمي 

 
لا يختلف اثنان على جدية الشيخ جابر الخالد وزير الداخلية في مساعيه من أجل حل مشكلة البدون، بل قد يكون من بين الوزراء القلائل الذين أتوا على الداخلية ويحملون الكثير من الجدية تجاه ضرورة الانتهاء من هذا الملف، وهذا ما يدفعنا الى المزيد من التفاعل في هذا الملف الحساس المرتبط بالأمن السياسي والاجتماعي للدولة.

فقد استمعت اخيرا اللجنة المشكلة لحل قضية البدون في المجلس الاعلى للتخطيط لمقترحات وزارة الداخلية لحل قضية البدون والتي تضمنت اعطاء التابعية لأفراد البدون، وعلى ما يبدو ان الداخلية تنظر لحلول المجتمع من منظور الاشارة الحمراء، لهذا فقد تم تقسيم فئات البدون الى ألوان عدة تشمل الحمراء والصفراء والخضراء مضافا لها اللونان الازرق والابيض! بحيث يرفع الوزير تقريرا سنويا لمن يستحق الجنسية من البدون، بالاضافة الى حقوق الزواج من الكويتيين وعقود الزواج والميلاد والعمل في السلك العسكري، وهي حلول ليست واقعية بل ستساهم في المزيد من عرقلة المشكلة بالرغم من بساطتها.

المصطلح الجديد يتنافى مع هوية الدولة المدنية ودولة المؤسسات، في حين يوجد في دولة الافراد والزعامات والقبائل، وقد تمثل الصراع السياسي الاخير في صراع فرض الهيمنة ما بين الحكومة والقبيلة والذي كان سببا رئيسا لفشل خمس حكومات سابقة، وبالتالي ما هو هدف وزارة الداخلية في السعي من أجل تعزيز المزيد من المفاهيم القبلية في حين تسعى في الظاهر لمحاربتها! ولمن سيكون هؤلاء تابعين؟ وهل سيكونون جزءا من الصراع الاقليمي ما بين الدول المجاورة؟

لا نعلم من اين أتت الوزارة بالخمس فئات، في حين الكل يعلم ان هناك ثلاث فئات رئيسة، حيث الاولى تستحق التجنيس وهي التي تحمل احصاء 65 في حين تعطل تجنيسها بسبب تقاعس الحكومة آنذاك حيث دخول فئة السبعينيات ومزدوجي الجنسية لحسابات سياسية، وهناك فئة ما بعد الستينيات والتي مكثت في الكويت لفترة طويلة، وهناك الفئة الاخيرة المندسة كجزء من الصراع الاقليمي في التدخلات في الشؤون الداخلية.

ان تبني مصطلح التابعية ذي الالوان الخمسة، هو توجه خطير لن يساهم في اغلاق هذا الملف بصورة نهائية، بل يعني الابقاء عليه مفتوحا ليكون محلا للتجاذب السياسي الخطير بفعل زيادة اعداد التابعين والمريدين للدولة! على الحكومة ان تتحلى بجرأة الارادة السياسية وتجنيس من يستحق بفعل الشهادات الثبوتية بمن فيهم ابناء الكويتية من البدون وغير الكويتيين ممن تنطبق عليهم الشروط، اما البقية، فقد آن أوان تطبيق معايير الدولة الحديثة في ايجاد فئة الاقامة الدائمة التي تكفل جميع الحقوق المدنية باستثناء التجنيس والمشاركة السياسية، وهي الفئة التي تحصل على ما يسمى بالبطاقة الخضراء بدلا من التابعية. اما العاملون الحاليون في السلك العسكري فلابد من تجنيس البدون منهم، كونهم يعملون في أماكن مهمة في الدولة، اما فتح هذا الباب لمصراعيه لمن سيحمل لقب التابعية، فهذا يذكرنا بتخبط الكويت في فترة ما قبل الغزو.

اما الفئات المندسة تحت مسمى البدون او غيرهم فلا مكان لهم في هذا المجتمع، وهذا هو دور الحكومة الحقيقي بدلا من افساح المجال واسعا لهم عبر التابعية والألوان الخمسة.

 

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك