بعد قراءته لنص الإستجواب بـ((الآن))، خضير العنزي للطاحوس: ضيع صيدته بعجاجته !

رأي ونص 

ضيع الطاحوس صيدته بعجاجته! 

كتب خضير العنزي : 

 
العاقل من اتعظ بغيره، فمثل هذه العنتريات قد مارسناها من قبل، ومن المناسب ان نعترف بخطأ التسرع، فكثير من الفرص وحل المشاكل تكمن في ثنايا الحكمة والضغط الايجابي. لقد قرأت مادة الاستجواب في جريدة الالكترونية التي سبقت الجميع في نشر مسودته، وتألمت كثيرا لفداحة الوضع الصحي الذي كان بسبب البيئة الملوثة. فمن الواضح ان هناك ارقاما علمية استند إليها الاخ النائب خالد الطاحوس، بالنسبة إلى نوعية الامراض واعداد المصابين. الا ان مشاعر التعاطف لا يجب ان تدفعنا الى القفز الى استجواب محكوم عليه بالفشل. فمثلما سكان ام الهيمان هم اهله، كذلك هم اهل وشعب سمو الشيخ ناصر المحمد، وحرصه لا يقل عن حرص الاخ الطاحوس. فالقضايا التي تتعلق بصحة الناس يتشارك في الاهتمام بها الجميع، لكن في ثنايا هذه المبادئ العامة تفاصيل فنية وقانونية كثيرة. فمن السهل جدا استدرار عاطفة الناس، ومن السهل شحن النفوس وتهييج الشارع، الا ان المزايدة على ارواح الناس مثلما زايد من قبل على حاجاتهم ومشاكلهم زملاء له، ولم يثبت انها اتت بنتيجة سوى مزيد من السذج صدقوا تلك الشعارات، ولم يفرزوا بين الغوغائية وحكم المنطق والعقل.
أنا هنا لا أقلل ولا أشكك في نوايا الاخ الطاحوس، فما قام به دستوري إلا انه يفتقد المواءمة السياسية، وباعتقادي انه ينطبق عليه المثل «من ضيع صيدته بعجاجته» فقد كان ناجحا في الضغط على الحكومة للاهتمام بالوضع البيئي، وتحركاته مع زملاء له دفع مؤسسات بيئية وبحثية الى جعل قضية البيئة، محل اهتمام رسمي وشعبي، وباشرت اجهزة رسمية واخرى شعبية في البحث عن حلول، ربما من بينها تثمين منطقة ام الهيمان (ضاحية علي صباح السالم) ونقلها الى منطقة اخرى، بل يمكن في البحث اننا نصل الى تقارير بيئية قديمة تحذر من انشاء منطقة، فنعرف ذلك المسؤول الذي تجاوز هذه التقارير الخطيرة، وأمر بإنشاء تلك المدينة السكنية، ففي ذلك معرفة وحل.
البداية كانت موفقة وجيدة في ظل تجاوب رسمي وشعبي، الا ان قطع الطريق على الحل الجاد بمكاسب سياسية اعتقد ان الاخ الطاحوس دفع اليها من دون رغبة منه، قد حول القضية من بيئية تتعلق بصحة الناس الى سياسية هدفها تسجيل النقاط، عندها سيحشد كل فريق لتحقيق انتصار له في معركته السياسية، فتضيع البيئة وصحة الناس مثلما ضاع من قبل حل مشاكل وزارة الصحة باستجواب وزيرين، فأقول مثلما بدأت.. العاقل من اتعظ بغيره!

خضير العنزي