سنان الأحمد احدى بطلات «قافلة الحرية».. وصفها كاتب أردني بأنها كويتية من غزة.. وليد الطبطبائي ينقل المقالة ويبدأ بها سلسلة مقالاته عن القافلة

زاوية الكتاب

كتب 2697 مشاهدات 0





أم عمر.. كويتية من غزة

 
كتب د.وليد الطبطبائى

سأكتب في الأيام المقبلة ان شاء الله سلسلة مقالات حول تجربتنا في «قافلة الحرية» التي انتهت ولله الحمد بمكاسب سياسية وإعلامية كبيرة لأهل غزة وقضيتهم العادلة، ولكن لفت نظري أثناء عبورنا الى الاردن عائدين الى الوطن مقال نشرته صحيفة «الدستور» الاردنية عدد الاربعاء تحت عنوان «أم عمر.. كويتية من غزة» للكاتب ماهر أبوطير، أحببت ان اعيد نشره في زاويتي في «الوطن»، وأم عمر المذكورة في المقال ليست سوى الأخت الفاضلة سنان الأحمد احدى بطلات «قافلة الحرية»، وفيما يلي نص المقال:
???
دمعت عيناي حزناً على «أم عمر» وهي كويتية، حين جاءتني معلومة، البارحة، انها من بين أسرى سفن الحرية.
«ام عمر» كويتية فاضلة، اكاد اسميها احيانا بأنها كويتية من مدينة الكرك، او كويتية من مدينة عجلون، وفي حالات اخرى كويتية من مخيم الحسين، وحين ذهبت الى المطار لاستقبالها ذات يوم في رمضان، كانت قد جاءت بعد ان قرأت سلسلة «الحالات الانسانية» التي تنشرها سيدة الصحف الاردنية «الدستور»: فجاءت لتساعد الناس في رمضان.
وصلت يومها قبل الافطار بقليل، وحين كنا في الطريق الى عمان، كان همها وشغلها الاول، ان آخذها الى اكبر عدد من البيوت في عمان، وخارج عمان، لمساعدة الناس، امضينا افطارنا ومعها نجلها واخت كويتية اخرى، وصديق اردني عزيز كان حلقة الوصل بيني وبينها في الكويت اساسا، وما ان انهينا الافطار حتى رتبنا لان تكون جولتنا بعد صلاة التراويح.
تشققت قدماي وانا ألهث معها في مخيم الحسين وصويلح، من بيت الى بيت، دخلنا عشرات بيوت الايتام المحتاجين حقا، كانت تساعدهم بلهفة بالغة، وكأنهم اهلها، ومن بيتها، واخذتها يومها ومن معنا، الى فقير يعيش في كهف في باطن جبل، وكانت الساعة تقترب من الثانية ليلا، حتى كدت ابكي من التعب، وهي لا تتعب، ولا انسى ابدا غضبها لله على حالة الرجل، الذي نقلته واستأجرت له بيتا.
ذات القصة تكررت في الكرك، حين ذهبنا الى الكرك، فعلت الذي فعلته، واكثر، ومن بيت الى بيت، لا تطلب من الناس شهرة، وقد جلبت معها ايضا مساعدات عينية وزعتها مع المالية، تلك هي اخت العرب، وابنتهم، التي على مدى ايام متواصلة جعلتني اصوم رمضان وكأنه عدة شهور في شهر واحد، من فرط التعب، وبقيت لايام جالت في عمان والكرك وعجلون على ذات الطريقة، توزع مالا لله، من مالها، ومن مال الاهل في الكويت.
دمعت عيناي لاجلها حين عرفت انها اسيرة هناك في فلسطين المحتلة، ابنة العرب، التي جاءت مع الشجعان في السفن لاجل غزة، واكاد اتخيلها اليوم، واتمنى لو اكون معهم، لارفع من معنوياتها، او لاطلب منها ومنهم رفع معنوياتي أنا، لأن من هناك سعداء حقا، والتعساء فقط هم مثلي اولئك الذين ينامون مثل عابري السبيل ويتفرجون على قضايا الامة، ويزمون شفاههم قهرا.
لم تكن «ام عمر» ارهابية كما يقولون، ولم تكن تمول الارهاب، ابنة العرب التي لها قلب من نور، تبحث عن المظلومين والفقراء والايتام، في كل مكان، وتزور كل عام بلدا او بلدين عربيين او مسلمين، لمساعدة الناس، في رمضان وغيره، ويسعى المرء معها سعي الباحث عن رضى ربه، لان هذه هي التجارة الرابحة، فعن اي ارهاب يتحدثون.
لأم عمر من اهلها في الكرك وعجلون وصويلح ومخيم الحسين، لأم عمر ولكل واحد من اسرى القافلة حبنا واحترامنا لانهم علمونا فقط ألا تغيير يجري ونحن جلوس في بيوتنا، وان هناك في هذه الامة العظيمة نبضا وقلبا لا يتوقف عن الخفقان، حتى يشاء الله امرا كان مفعولا.
ابرهة وفيله، لا يعلمون اننا كلنا ابناء «أم عمر»! .

د.وليد الطبطبائي
 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك