الهيمنة الروسية على الغاز 'انتهت'

الاقتصاد الآن

دول الخليج الأقل تضررا وخسارة مكانتها غير متوقعه

1550 مشاهدات 0


 

الغاز الصخري أو مايسمى ب ال (Shale Gas) أو الغاز الطبيعي المستخرج من الصخور وهو مصدر غير تقليدي للغاز الطبيعي، وهذا هو الفرق الأساسي الوحيد بين الغاز الطبيعي والصخري أي طريقة الإستخراج من مابين طبقات الصخور السوداء، والغاز الطبيعي يكون موجود عادة في مكامن داخل سطح الأرض وتكون سهلة الإنتاج، في حين ان الغاز الصخري موجود منذ وجود النفط، الا ان اكتشاف النفط والغاز الطبيعي غطى على التبحر والتعمق في انتاج الغاز الصخري.

و أصبح هذا الغاز أو'الوقود الأحفوري ' مصدر حديث الشركات النفطية العالمية وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية ليحتل مابين 15الى 20% من انتاج الغاز الطبيعي، ومن المتوقع ان يتضاعف الى 4 مرات خلال السنوات المقبلة، ليصل الى نسبة تتجاوز ال 30% . في حين من المتوقع ان يصل اجمالي احتياطي الولايات المتحدة الأمريكية من الغاز الصخري من 240 ترليون قدم مكعب في نهاية عام 2007 الى مايفوق ال 2000 ترليون، أي مايكفي لاستهلاك امريكا لمدة 100 سنة قادمة.

والغاز الصخري تماما شبيه بالصخور والرمال النفطية، والمتواجدة منها في  بعض الدول العربية وكندا النفطية، الا أن كلفة انتاح البرميل الواحد من الصخور النفطية قد تزيد عن ال80 % ، الأمر الذي ساهم لعدم تتشجع الشركات النفطية في المضي قدما في تطوير النفوط الرملية، وقد توقفت شركة شل من الإستثمار في انتاج النفوط الرملية في كندا تماما.

أوروبا هي الأسعد على الاطلاق في اكتشاف هذا الغاز لتنهي اعتمادها الكلي على استيراد الغاز الروسي، ومن تهديداتها السنوية برفع الاسعار أو قطع الامدادات عنها مثلما حدث في عامي 2005 و2008. وتعتبر بولنده من الدول الواعدة في تطوير صناعة الغاز الصخري، حيث اتفقت مع أكثر من 14 شركة عالمية لتطوير وانتاج الغاز الأحفوري، ومن ثم تصديره الى باقي الدول الأوربية المجاورة، لتقلل استيرادها للغاز من روسيا والجزائر و نيجيريا، ومن المتوقع ان يكون احتياط بولنده من الغاز الطبيعي مابين 2 ترليون متر مكعب الى أكثر من 3 ترليونات، واستعانت أوروبا بالشركات الأجنبية المختلفة أمر ضروري، حيث ان انتاج الغاز الطبيعي من الصخور الزيتية هي صناعة حديثة لها ولابد من الاعتماد على تجارب الشركات الأمريكية في هذا المجال.

في الوقت الحالي التركيز الأهم ينصب على زيادة انتاج الغاز الصخري بكل سرعة ممكنة،  دون الاهتمام في المرحلة الحالية بتكاليف ومصاريف الإنتاج بالرغم من الانخفاض في اسعار الغاز الطبيعي والكساد العالمي السائد، جراء انخفاض الطلب العالمي على الغازالطبيعي، حتى تستطيع هذه الدول من الوصول الى معدل انتاج ثابت واحتياطي مؤكد ومن ثم التفكير في البدائل الاخرى، مع امكانية الإعتماد الكامل على هذا المصدر الجديد للطاقة.

ومن المؤكد أن هذا الاكتشاف الجديد سيخفف الضغط والطلب العالمي على الغاز من روسيا ودول منطقة الخليج العربي ومن دول شمال افريقيا، ولكن يمثل في نفس الوقت بدائل جديدة للدول المستهلكة والدول المصدرة للغاز، حيث سيكون التحدي والمنافسة شديدة في الحد في زيادة تكاليف انتاج المتر المكعب من الغاز الطبيعي، ويجب ان يكون منافسا لبقية الدول الاخرى المنتجة للغاز الصخري، ومن دون شك ستكون دول منطقة الخليج العربي الأقل كلفة ومن غير المتوقع ان تخسر مكانتها في تصدير الغاز الى الخارج عكس روسيا مثلا، ويتوجب عليها ان تكون أكثر تنازلا وتفهما للدول الأوربية المستهلكة للغاز، لأن القبضة الحديدية على دول الاتحاد السوفيتي سابقا قد انتهت بوجود البديل الناجح وهو الغاز الصخري .
 

الآن: كامل عبدالله الحرمي - كاتب ومحلل نفطي

تعليقات

اكتب تعليقك