بعد الجاسم والفضالة، سعود العصفور يتوقع انقسام أصحاب الرأي إلى قسمين، قسمٌ يسبّح صباح مساء بجلالة الحكومة، وقسمٌ آخر يتوزع ما بين عنبر 2 وعنبر 3 وعنبر التوقيف والحبس الاحتياطي

زاوية الكتاب

كتب 1588 مشاهدات 0





    
سعود عبدالعزيز العصفور / بصراحة / التركة الفاسدة
بالأمس محمد الجاسم، ولا يزال مهدداً بالعودة إلى السجن في سبتمبر المقبل، واليوم الأمين العام للتحالف الوطني الديموقراطي خالد الفضالة، ذلك الشاب الكويتي الوطني الذي طبق على أرض الواقع مبادئ الوحدة الوطنية واثبت صدقه مع ما ينادي به، وغداً ذلك الكاتب الثالث وبعد غد كاتبٌ رابع وهكذا حتى ينقسم أصحاب الرأي في الكويت إلى قسمين، قسمٌ يسبّح صباح مساء بجلالة الحكومة وعظمتها وانجازاتها، وقسمٌ آخر يتوزع ما بين عنبر 2 وعنبر 3 وعنبر التوقيف والحبس الاحتياطي.
إلى أين تريدون أن تذهبوا بالكويت وبنا؟ إلى الهاوية؟ إلى الوراء؟ إلى الانغلاق؟ إلى التعسف؟ إلى القمع؟ إلى تحويلنا إلى طوابير طويلة من المنافقين والمطبلين؟ لماذا كل هذه القضايا ضد أصحاب الرأي والمعارضين؟ هل هي نتيجة طبيعية لانعدام الثقة في الأداء والقدرة على إقناع الآخرين بالحقائق فكان البديل الأوحد هو إرهابهم بقوة القانون و«الجرجرة» بالمحاكم و«الرمي» في السجون؟ إذا كنتم تعتقدون أنكم بذلك تقللون من النقد الذي تتلقونه كسلطة تنفيذية وتمنعون الآخرين من «تشويه» صورتكم كما تعتقدون، فأنتم مخطئون بالثلاثة، وما عليكم إلا تكليف احدى جهات البحث الجادة لمعرفة كيف هي شعبية الحكومة قبل بدئها برفع القضايا على الكتاب والناشطين وبعد ذلك، وستصدمون بمقدار أمتعاض الشارع الكويتي من سياسة الملاحقة والتهديد بالملاحقات القانونية، وستجدون ما لا يسركم من نتائج.
ثم تعالوا معنا نسأل المواطنين في الشارع، من منكم يتذكر أسما واحداً فقط من أسماء محامي الحكومات السابقة؟ لقد كانوا يعملون، ومن يعمل لا بد أن يخطئ، فهل كانوا بلا منتقدين أو معارضين؟ كيف استطاعوا أن يقطعوا كل تلك السنوات الطويلة والحافلة بالأحداث والمصاعب من دون أن يرفعوا قضية واحدة ضد كاتب أو ناشط أو صاحب رأي؟ لماذا لم نر محاميهم يخرجون علينا ما بين لحظة وأخرى مهددين بالويل والثبور وعظائم الأمور؟ بينما نحن الآن، وحتى أطفالنا في مدارسهم، يعرفون من هو محامي الحكومة، الذي أصبح ينافس الفنانين والسياسيين في ظهوره الإعلامي. أدعوكم إلى طرح هذه الأسئلة والإجابة عنها لتعرفوا أنكم تؤسسون لمرحلة سيعتبرها التاريخ أسوأ مراحل الحريات في الكويت. فهل هذه هي التركة التي تريدون أن يتذكركم بها الشعب الكويتي؟

سؤال طرحه كثير من المدوّنين في الإنترنت: «لماذا خالد الفضالة؟». ببساطة لأنه يمثل بنهجه وخطه الوطني تهديداً جدياً لقوى الفساد والإفساد، ولم يكن ممكناً لهم «التفاهم» معه، لذلك كان ولا بد أن يحاولوا قتل ذلك النهج والخط في المهد، ولكن من رأى ما حدث في الأندلس والنزهة قبل أيام، يجب أن يتأكد من أن ما يهدفون إليه لن يصلوه ولو بالإحلام. لماذا خالد الفضالة؟ لأنه خالد الفضالة.


سعود عبدالعزيز العصفور

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك