لإدخالهما قضية المناهج، وقضية التوحيد بحرب وقعت وانتهت ومضت.. حمد الكوس يتهم المطوع والدويسان ـ وإن لم يسميهما ـ باللعب بالفتنة والسباحة في الماء النتن

زاوية الكتاب

كتب 1284 مشاهدات 0


 


حرب الجهراء فتنة سياسية وليست دينية!الخميس, 8 يوليو 2010
حمد عبدالرحمن الكوس


قضية الإخوان في حرب الجهراء الذين حاربوا أهل الكويت من أشد التلبيس والتدليس نسبتهم لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وهم قد خالفوا منهجه، ورد عليهم أحفاد الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، وهم قوم ليسوا بعلماء وحادوا في النهاية عن منهج السلف، لذا تخلى عنهم بن سعود في النهاية، وقاتلهم، وهناك فئة قليلة لم تدخل في القلاقل والفتن بل التزمت الجادة، ويذكرني من ينبش في أحداث التاريخ لعله يظفر بشيء لكي يثير فيه الاضغان والاحقاد بفعل اليهود في الماضي والحاضر الذين يثيرون الفتن ويوقدون نيرانها ولكن الله يطفئها برحمته وصدق الله إذ يقول: {كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا..}.

ومن المعلوم أن العلامة السلفي الألمعي عبدالعزيز رشيد رحمه الله الذي أسس أول مجلة بتاريخ الكويت، وكان سلفيا حتى النخاع، ومحبا لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، ومع ذلك حاربهم في موقعة الجهراء، وجاء في بعض المصادر أنه عندما سلم أحد شيوخ الإخوان، وهو عثمان بن سليمان رسالة من فيصل الدويش قائد الإخوان الى الشيخ سالم بن مبارك الصباح رحمه الله تتضمن شروطهم للصلح وطلب من الشيخ سالم الرد عليها رسميا بتذييلها بختمه فرفض ذلك لأن رسالة الدويش هذه لم تكن مذيلة بختمه وقال لعالم الإخوان انه سوف يأمر الشيخ عبدالعزيز الرشيد بالجواب على رسالة الدويش هذه ولكن من غير ختم فسأل ابن سليمان: ومن هو الشيخ عبدالعزيز الرشيد؟ هنا ادرك الشيخ عبدالعزيز أن دوره في الكلام قد حان فقال مخاطبا عثمان بن سليمان عالم الإخوان الديني: «أنا عبدالعزيز الرشيد حنبلي المذهب سلفي العقيدة..». فلذا من الجهل ربط هذه الواقعة التي حصلت بأنها حرب عقيدة ومن المعلوم أن آل الصباح كان لهم دور في عودة الحكم لآل سعود في الزمن الاول لم ينكره الملك عبدالعزيز رحمه في خطاباته أثناء هذه الفتنة.

ولقد لخص الشيخ عبدالعزيز الرشيد رأيه بموقعة الجهرة قائلاً: «إن حادثة الجهرة كانت لنا وعلينا..».

وبالنسبة للحرب فالمناوشة وإن بدأت من جنود الشيخ سالم المبارك حماية لثرى الكويت إلا أن الإخوان هم الذين بدأوا شرارة الحرب بعد ذلك، ولذا لم يرد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود في البداية الحرب وقيل إنه أنبهم، وتشير المصادر حسب الموسوعة(ويكيبيديا) نقلا عن المصادر التاريخية أنه إنما أرسل سرية دفاعية بعدما أرسل الشيخ سالم الصباح سرية لإيقاف بناء بعض القرى في مدينة حمض التي بناها، ولذا جاء في رسالة القوات البريطانية، ومنشورها ما يوضح هذا الامر، وأنه كان فلتة ثم اصبح امرا واقعا لا مناص عنه عندما وقعت الحرب.

جاء في نص النشرة البريطانية، وهي وثيقة مهمة لمعرفة الحقائق، والتي ألقيت على جنود الاخوان: «افعالكم هي بعكس إرادة وأوامر الأمير المشار إليه ولا شك أن سعادته سينبهكم بذلك عندما يعلم بأفعالكم فبناء عليه ننبهكم بأنه إذا كررتم هجومكم على مدينة الكويت فحينئذ ستحسبون مجرمي حرب ليس عند شيخ الكويت بل عند الحكومة البريطانية أيضا».

وجاء أيضا في سيرة قائد الاخوان الذين حاربهم في النهاية الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله أنهم تمردوا وطغوا.. فتواجه الإخوان في إحدى الوقعات بقيادة فيصل الدويش وسلطان بن بجاد مع عبدالعزيز آل سعود في روضة السبلة في 29 مارس 1929 وهزم الإخوان وأصيب الدويش بجروح بالغة ونقل إلى الأرطاوية أما سلطان بن بجاد فانهزم إلى هجرة الغطغط.. وبعد انهزام الإخوان في السبلة تقدم عبدالعزيز بجيشه إلى الأرطاوية ونزل بالقرب منها وتبين من جروحه انه على وشك الموت فعفى عنه.. وكانت نهايته، اي قائد الاخوان، انه مات في سجن الرياض عام 1931م.

ختاما:

من هنا نعلم أن من أدخل قضية المناهج، وقضية التوحيد بحرب وقعت وانتهت ومضت إنما هو رجل يلعب بالفتنة ويسبح فيها، ويصطاد بالماء النتن ليحقق مبتغاه بأن يضرب الإخوة الأشقاء في البلدين الشقيقين، وصدق الله إذ يقول: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ. إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ...}، فالله سمى من اختلفوا وتقاتلوا مؤمنين وإخوة لنعلم أن بعض الاقتتال منشؤه الفتنة والتأويل الخاطء والاختلاف في بعض الامور الدنيوية والسياسية الذي قد يتطور الى ما لا تحمد عقباه فالواجب الاصلاح والا نوقظ الفتنة التي مافتئ اهل الفتن يوقظونها بعد عشرات السنين، فتباً وتعساً لمن سلك مسلك اليهود في ايقاد الفتن والمحن..!

الرؤية

تعليقات

اكتب تعليقك