الشيعة متضررون من المناهج، لأن الموضوع، برأى د.حسن عباس يتعلق باتهام مباشر وتهوين وتكفير لعقيدة طائفة بأكملها

زاوية الكتاب

كتب 1616 مشاهدات 0



 
 


د. حسن عبدالله عباس / تعديل المناهج من جديد!
 د. حسن عبد الله عباس 

 
 
لم تنته فرقعة المناهج إلى الآن ما يعني أن التهديدات، سواء تلك المطالبة بالتعديل أو المحذرة منه، ما زالت قائمة، وبانتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة. فالنواب الشيعة، وبشكل خاص عدنان المطوع، وصالح عاشور، يراقبان تحركات وزارة التربية والوزيرة موضي الحمود بخصوص هذا الموضوع، في حين أن النواب الإسلاميين، وتحديداً لجنة الظواهر السلبية، يتابعون ما بين الشيعة والحمود وأصابعهم على زناد الاستجواب في ما لو فعلت الوزيرة ما يوتر الأجواء «الوردية» التي تربطهم بها.
بداية، لا شك أن الشيعة متضررون من هذه المناهج، بغض النظر عن التهم التي تُكال للنائبين صاحبي الصوت المرتفع المطوع وعاشور بأنهما يثيران الطائفية، فحتى المعتدلين أصحاب الصوت المنخفض غير راضين لأن الموضوع يتعلق باتهام مباشر وتهوين وتكفير لعقيدة طائفة بأكملها. بل وحتى مع فرضية التشكك بأن ما يُطرح في اسئلة اختبار الفصلين التاسع والعاشر، أو ما يُدرس في هذه المناهج هل هي حقاً تقصد الشيعة أم تقصد فريقاً آخر، تظل شبهة تكفير الشيعة قائمة على اعتبار أنها أسئلة ومنهج دراسي ظاهره وكما صيغت مادتها التعليمية والاسئلة التابعة لها قريبة جداً لما عليه شيعة الكويت، وبالتالي يرون أنهم هم المستهدفون بصريح العبارات المكتوبة، وبصريح الأسئلة التي سُئل عنها طلبتنا جميعاً. لهذا فإن القطاع الشيعي متأذ منها بعيداً عن مقدار صوت المعارضة، فإن كان صوت النائبين مرتفعاً ومسموعاً لدى وسائل الاعلام، يوجد من صوته لم يُسمع واحتفظ به لنفسه من باب أن معالجة المسألة لا تكمن بالإعلام ولكن من وراء الكواليس وفي الغرف المغلقة.
على النقيض من ذلك نرى أن نواب لجنة الظواهر السلبية تناقش موضوع المناهج والأسئلة من زاوية أخرى تماماً، ومن باب «الوحدة الوطنية»! فنواب الظواهر السلبية أكدوا أكثر من مرة بأن الوحدة الوطنية مهمة وهم بصدد دراسة من يعرض هذه الوحدة للخطر في لجنتهم! بمعنى أن تحرك «الكويتيين» الشيعة ضمن الإطار القانوني، وضمن حقوق المواطنة الحقة التي أقرها الدستور الذي بدوره كفل لهم حرية التعبد والاعتقاد، وجعلهم سواسية لهم الحقوق والواجبات نفسها، هذه المطالبات القاضية بدفع الضرر عنهم تُعد ظاهرة دخيلة على المجتمع الكويتي، وظاهرة لم تسمع بها لجنة «الظواهر السلبية» من قبل وتريد أن تدرسها وتعالج مسبباتها وآثارها!
لو تركنا تعريف الأخوة في الظواهر السلبية وما يقصدونه من هذه المظاهر، لو تركناهم جانباً وركزنا على موضوع الوحدة الوطنية لقلنا ان مناهج التدريس هي السور الأول، وهي من تقع عليها مسؤولية توطيد عُرى هذه الوحدة. وبالتالي يجب أن يتركز المنهج التدريسي لنظام التعليم العام على ما يتفق عليه أبناء الوطن لا على ما يفرقهم. فالعقائد المشتركة بين السنة والشيعة كثيرة وهي ما يجب أن يتركز حولها الحديث والنقاش، أما الاصرار على الاختلافات، فأظنها تعالج كالتالي: الإصرار يستوجب معه إصرار الفريق المقابل بتدريس عقائدهم وذلك من باب المساواة، أو أن يدرس الحد الأدنى من المشتركات، ويُترك أمر التخصص والتعمق بعقيدة كل طائفة إلى مدارس تخصصية تابعة لكل فرقة. لكن الشيء المؤكد أنه لا يجوز أن تدرس مناهج وضعتها الحكومة للشعب بجميع فئاته توجب إثارة الكراهية بين أبناء هذا الوطن!


د. حسن عبدالله عباس

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك