ما هو الأشد من حرق المصحف ؟!

زاوية الكتاب

كتب 1520 مشاهدات 0


في مقالة خاصة لجريدتي أقول : والله إن ما يحدث اليوم من المسلمين للقرآن لهو أشد وأنكى من حرق تيري جونز للقرآن نفسه , فهجران القرآن وتجميد أحكامه وتمييعها ولمزها بالتهكم والإستهزاء وطمس أوامر الله فيه وتحوير الآيات القطعيات عن مقاصدها الواضحات كإنكار الحجاب وغيره والمواريث وعلى أيدي مسلمين - ركز معي , على أيدي مسلمين -  لهو أطم من فعلة تيري جونز النصراني .
 
فتيري جونز أقصى ما فعل هو حرقه للمصحف قاصداً بذلك إهانته , وهذا منكر باتفاق , وهذا سيزيد من رصيد الباحثين عن حقيقة الدين الإسلام وهو خير لنا بإذن الله , وأيضاً حرق المصحف الذي تتعذر الاستفادة منه لا شيء فيه , وإنَّ حرق تيري جونز للمصاحف معلن للعيان ويعرفه الجميع وما زادنا إلا إيماناً وتثبيتاً وتسليماً , ولكن ما قولنا فيمن يطمس أحكام القرآن ويستهزئ بها ويهجرها وهو يعتقد أنه على خير , ويُنكر الحجاب ويُنكر حكم الله في الميراث , ويرمي أهل القرآن برسومه وأفلامه ومقالاته ومسلسلاته ولايترك حكما إلا وجعل منه مقام سخرية, وتجد في أسفل المقالة أو تتر المسلسل اسمه محمد وعبدالله وأحمد وكلها أسامٍ دالة على إسلامه , فهذا شر مكانا وأضل سبيلا من تيري جونز وغيره .
 
 فلا توخشوا من تيري جونز فعداءه معلوم , واخشوا من أبناء جلدتنا ممن اتخذوا آيات الله لعباً ولهواً وغيروا وبدلوا دين الله , واخشوا ممن اتخذ آيات الله هزواً , واخشوا ممن قال فيهم ربنا { قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون , لاتعتذروا , قد كفرتم بعد إيمانكم }  .
  
تيري جونز لم يحلل ما حرَّم الله وهو مسلم وجلب برجله وخيله وماله على السُنة والقرآن وعقيدة المسلمين وأنشأ الصحف والقنوات لمحاربة الله ومتسلحاً بما أنزله الله , بل إن تيري كفر بالله وأعلنها مدوية وقال أنا كافر بالذي آمنت بهِ بنو إسماعيل , عدنانيهم وقحطانيهم , ومن آمن بعدهم من بعض الأعجمين , ولكن أن يؤمن أحدهم ويكون معول هدمٍ لأحكام الإسلام وتمييعها فهذا أشد أطم وأعظم من فعل تيري جونز المكشوف كفره وسعيه  , أما من كان من بني جلدتنا وديننا , فهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً , وحبط ما صنعوا وباطل ماكانوا يصنعون .
 
  
شهر رمضان مرَّ ولم تكد تخلو قناة إلا وبها صوراً لأهل القرآن ملؤها الإستهزاء , وصوراً أخرى فيها تبديل لدين الله والمعتقد المنجي من النار , فخرج طاش ماطاش ليقرر وحدة الأديان , وخرج أحد الكتَّاب من أرباب المجابيس ليقرر رؤية لم يسبقه فيها أحد من العالمين , جنَّهم وإنسهم , ومن بعض ما عرض إنكاره التزواج على حقيقته في الجنة  وأن الأنبياء لا يعبدون الله خشية وخوفاً منه , بل حباً فيه فقط وأن الخشية من عذابه لا مكان لها عندهم , وهذا اعتقاد باطل , فاعتقاد المسلمين على أنهم يدعونه خوفاً وطمعا , وأن الإنسان يعيش بين أجنحة الخوف والرجاء والمحبة , فعند المعصية يغلب الخوف من عذابه سبحانه , وعند الإستغفار يغلب الرجاء فيه , وعند العبادة يغلب المحبة , وقام هذا البائس بالتلبيس على الناس وألقى الشبه التي هي ليست شبه في حقيقتها ولكن لضعف العلم فينا هذا اليوم أصبحت من الشبه .
 
 
فأيهما أشد يا فلذات كبدي , أهو تيري جونز أم هؤلاء ممن اندسوا بيننا ويتكلمون بألسنتنا وهدموا ديننا وبدلوا دينهمُ الحق ! سمران يحييكم

الآن - رأي: عبد الله المطيري (سمران)

تعليقات

اكتب تعليقك