تيسير الرشيدان يثمن موقف مجموعة 26 في قلقها على ضياع ثروات الوطن، والتساهل في تطبيق القوانين

زاوية الكتاب

كتب 1276 مشاهدات 0





 «مجموعة 26» ولا نفط إلى الأبد 

كتب تيسير عبدالعزيز الرشيدان : 

 
الإبحار العشوائي أو «سماري» كما نقول، هو الوصف الصحيح من الإخوة مجموعة 26 المحترمين لحال البلد، والمطالبة بعدم هدر واستنزاف الثروة القومية الوحيدة (النفط) أمر لابد منه لتبقى الكويت لأجيالنا القادمة. لأن مدخول النفط لا يكاد يفي بالمصاريف والالتزامات الكبيرة، وبالتالي نحتاج بشدة إلى مصادر أخرى للتمويل، ولقد تكلمنا عن ذلك في مقالات سابقة. والخصخصة التي أيدناها مشروطة بقوانين محاربة الفساد، وحماية الموظف الكويتي وقانون من «أين لك هذا؟».
حتى لا تصبح الخصخصة كما يريد البعض تقسيما للثروة ومحاصصة وهبات لمواقف سياسية. ومسؤولية الدولة كبيرة لتطبيق القوانين، ولو بالقوة، وأولا على أعضائها و«حبايبها»، ثم على باقي المجتمع، حتى تكون قدوة.
فلقد أصبحت تكاليف كثير من المشاريع الحكومية بسعر عشرة أمثالها في أي دولة أخرى، لأن بعض المستفيدين لا يقبلون بأقل من عدة أضعاف الربح، كما أن التنمية لا تعني الهدر والصرف بسرعة، ولكن البناء المنظم الذي له مردود اقتصادي واجتماعي يستفيد منه الوطن والمواطن.
وكثير من الدول التي سبقتنا لم يكن لديها نفط، ولكن لديها العقول المنتجة والإرادة لبناء الوطن، وذمة نظيفة طورتها لتصب في مصلحة بلدانها ومستقبلها، ومثال على ذلك سلطنة ماليزيا، ومساحتها 329 ألف كم2، وعدد سكانها 24 مليون نسمة، عاصمتها كوالالمبور، وعملتها الرنجيت = 90 فلسا كويتيا، وكانت تعتمد على الزراعة فقط، وبعد الخطة المستقبلية التي وضعها رئيس الوزراء مهاتير محمد، وهي على 3 محاور: «الصناعة والزراعة والسياحة»، أصبحت تنمو %10 سنويا، ووصلت إلى صناعة السيارات، بالإضافة إلى الأجهزة الإلكترونية والصناعات التحويلية، وعلى خطاها فيتنام، وعدد سكانها 80 مليون نسمة، أما نحن (3.6 ملايين نسمة)، فتنطفئ الكهرباء لدينا كل صيف، والازدحام 24 ساعة وكل يوم.
   ونحن نشارك إخواننا في مجموعة 26 قلقها على ضياع ثروات الوطن، والتساهل في تطبيق القوانين، خصوصا أن تراجع موقع الكويت في مدركات الفساد (من 35 في سنة 2003م إلى 66 في سنة 2009) دليل على استشراء آفة الفساد، وعدم جدية السلطة التنفيذية لتطبيق القوانين.
 وأخيرا نتمنى الانتباه إلى بعض مشروعات القوانين التي تنذر بمزيد من الاستنزاف، على حساب الأجيال القادمة، فالنفط طاقة ناضبة، وعمرها قصير، وقد يتقدم العالم، ويستغني عنها، أو يقلل كثيرا من قيمتها.
 تيسير عبدالعزيز الرشيدان

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك