مبارك القناعي ينعيه ويروى قصة استكتابه بعد إعادة إحياء مجلة البعثة في القاهرة، والتى كان الصالح من مؤسسيها

زاوية الكتاب

كتب 2076 مشاهدات 0



 محمد مساعد الصالح.. «واليأس المبكر»!

 
كتب مبارك القناعي

  
 
 

 
 

 
نكتب هذه السطور قبل ذهابنا الى مقبرة الصليبيخات لدفن وتوديع شيخ الكتاب العم محمد مساعد الصالح «أبو طلال» الذي وافته المنية بعد رحلة مع المرض سبق وتطرق لمغامراته معها في مقالاته اليومية بالزميلة القبس لاسيما في الاشهر والسنوات الاخيرة.
ولا شك أيضاً ان الحديث عن «أبو طلال» وهو أحد رواد العمل الصحافي في الكويت قد لا تكفيه مقاله أو حتى صفحة في أي من الصحف، فهو شخص كان يكتب ويكتب ويكتب ومارس الكتابة حتى أصبح شيخها وأحد أعمدتها ومن الاكيد أننا سنفقد قفشاتك.. وخطك الساخر الجاد الهادف «يا أبا طلال».
عندما كنت أدرس في جمهورية مصر العربية في عام 2000 وكنا مجموعة من الطلبة وراودتنا فكرة اصدار مجلة البعثة التي سبق وأصدرها مجموعة من طلبة الكويت في القاهرة في القرن الماضي وبالتحديد ما بين عام 1946 و1954 وكان أبو طلال من أحد أبرز كتابها «الطلبة» حين ذاك بعد اطلاعنا على أعداد البعثة القديمة.
وبالفعل وبعد استعداد و«شوية» حماس طلابي وعزيمة والبحث عن الدعم المادي والمعنوي لنعيد اصدار هذه المجلة القيمة، بدأنا بالخطوات الاولى لاصدار هذا العدد التذكاري وكنا حريصين ان يشاركنا الكتاب الذين كتبوا في هذه المجلة قبل خمسين عاماً.
وفي زياراتنا الخاطفة للكويت في عام 2000.. للالتقاء برواد الثقافة والصحافة التقينا بالعم بوطلال في مكتبه، وما ان طرحت عليه فكرة اعادة اصدار مجلة البعثة الجديدة بشكلها الجديد وتأكيدي له اننا مجموعة من الطلبة نريد ان نكمل مسيرة ما بدأتموه أنتم عندما كنتم طلبة وأن تكون البعثة الجديدة امتدادا وتخليدا لذكرى ما عشتموه في تلك الفترة بالقاهرة من عمل طلابي، حتى أعطاني قبوله بتسليمي مقالة خاصة بالمجلة آنذاك.
وما هي أيام الا وخصنا بمقال جميل وله بعد عميق لم نكن نفهمه في تلك الفترة كما فهمناه اليوم وبعد عشرة سنوات مررنا بها بعدة مراحل من ضمنها التخرج والدخول في الحياة اليومية العملية في الكويت وبمعنى أصح «بفورمة» ما تشهده الكويت بين أسبوع وآخر من أحداث سياسية طائفية وقبلية وتجارية ومصلحية وأي مصطلح ممكن ان يطلق على الوضع السياسي المعيشي في الكويت.
كتب «أبوطلال» مقالته وعنونها بـ «اليأس المبكر» وأشار في مقاله الى انه عندما كنا عنده في المكتب لنطلب منه تزويدنا بمقال وصف الحاله بأنه وكأن أحدا همس بأذنه وقال له «مساكين هؤلاء الشباب ما زال عندهم الأمل في اصلاح الاوضاع».
وأعرب بوطلال عن تخوفه في المقال بأن يصيبنا ما يسمى باليأس المبكر لاصلاح الأوضاع في الدوائر الحكومية وغيرها من مؤسسات الدولة مع استشراء الفساد والرشاوى وغيرها من الامور التي قد نصدم فيها بعد التخرج ونصاب بعدها بما اسماه «باليأس المبكر».
اليوم.. مع انتقال العم بوطلال الى مثواه الاخير ونسأل الله سبحانه وتعالي ان يغفر له ويرحمه وأن يكون مثواه الأخير الجنة بإذن الله، نقول له بعد عشر سنوات من هذا المقال «اننا بالفعل اليوم أدركنا ما قصدته في ذلك اليوم.. وأصبحنا نعيشه كل يوم ونأمل من الله عزوجل ان يعيننا ويبعد عنا أي يأس وان كان هذا اليأس المبكر يراودنا بين يوم وآخر..
الله يرحمك يا عم «بوطلال»..وبالفعل سنفتقدك وسنفقد حضورك الصحافي وكتاباتك. ونسألك الله لك المغفرة والرحمة باذن الله.

مبارك القناعي 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك