كل مليارات الدنيا لن تنمي بلدا يتحكم وحش الفساد في قرارات حكومته.. د.الطبطبائي مؤكدا أن التنمية لدينا ظاهرة صوتية

زاوية الكتاب

كتب 571 مشاهدات 0





التنمية في الكويت.. ظاهرة صوتية


كتب د.وليد الطبطبائى
 

 
هل كان مفاجأ ان تعلن الامم المتحدة في تقريرها عن التنمية في العالم للسنة 2010 تراجع مرتبة الكويت من المركز 31 الى المركز 47، وان يأتي ذلك في السنة التي خصصت فيها الكويت أكثر من 100 مليار دولار لخطة التنمية الخمسية؟!
تقرير الأمم المتحدة الذي يعتمد على قراءة فنية وموضوعية لحقائق التنمية في الكويت «وليس على تصريحات وزراء حكومتنا» بين ان الكويت سقطت 16 مركزا دفعة واحدة في سنة واحدة، ولا اعتقد ان هذا السقوط سببه ان باقي دول العالم تطورت تنمويا دفعة واحدة، فالعالم لايزال يعاني آثار الأزمة المالية لكن السقوط يعكس واقعا محليا في الكويت، وثمرة واضحة لهيمنة مؤسسة الفساد على القرار الاقتصادي الكويتي.
التقرير بين ان عددا من الدول الشقيقة التي لا تتمتع بالنظام الدستوري الديموقراطي الذي تتمتع به الكويت حققت معدلات عالية جدا من التنمية البشرية في مجالي التعليم والصحة، فهل الخطأ في نظامنا الدستوري وفي الديموقراطية الكويتية؟ ام ان ديموقراطيتنا توشك ان تصبح حبرا على ورق بعدما تمكنت الحكومة من تطويع مجلس الامة وشراء مواقف كثير من نوابه عبر شبكة المنافع والمحسوبيات وبفضل شلال المال السياسي.
كل يوم نسمع تصريحا للوزراء ان خطة التنمية نفذ منها كذا بالمائة، وان المشاريع انجز منها كذا بالمائة، وان الخطة الخمسية اكتمل منها كذا بالمائة، ونسمع أبواق الإعلام الفاسد تمتدح وتمجد الحكومة ووزراءها على «انتصارات» التنمية الكويتية التي ليست سوى أكوام من التصريحات والادعاءات.. أي انها «ظاهرة صوتية» لا أكثر.
والمواطن الكويتي ليس بحاجة الى تقرير من الامم المتحدة حتى يدرك هذا التراجع في التنمية، فهو يلمس ذلك يوميا في خدمات الدولة، ويعلم ان الحكومة التي تقود البلاد منذ اربع سنوات كلها تراجع في تراجع ولن تتغير فجأة وتتحرك نحو الإنجاز والتنمية، وكل مليارات الدنيا لن تنمي بلدا يتحكم وحش الفساد في قرارات حكومته.

د.وليد الطبطبائي
 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك