الجويهل ليس ساذجا حتى يحضر ندوة السعدون بدون ترتيب حكومى، فالحادثة برأى د.حسن عباس برمتها تمثيلية حكومية ومقدمة لشيء ما!

زاوية الكتاب

كتب 2645 مشاهدات 0



 الراى
 
 د. حسن عبدالله عباس / نظرية المؤامرة: الجويهل!

 
من المستبعد جداً أن تكون الأحداث التي مرت جاءت هكذا اعتباطاً ومن دون تخطيط. أعلم أن حكوماتنا العربية بعيدة بُعد السماء عن الأرض في التخطيط والتنمية البشرية، لكن صدقوني ذكية جداً وماهرة بدرجة مُدهشة في مؤامراتها ضد الشعوب والمواطنين. وهو بظني الحكم على أحداث الاربعاء وما أريد الحديث عنه!
أظنك ستشاطرني الدهشة حينما تسمع بأن الجويهل ظهر بين الآلاف ممن يكرهونه! فهل هو ساذج حقاً؟ بالتأكيد لا! فكيف يكون كذلك وهو من خرج على العلن واستفز الآلاف مزدرياً نواباً «مبلتعين» تخشاهم الحكومات، واحتقر شريحة واسعة من الناس ومسح بها الأرض، ومع ذلك لم يستطع أحد أن يمسك عليه ممسكا قانونيا واحدا، فهل يجوز أن نصفه بالسذاجة! لا أبداً، بل إنه عفريت وشيطان (بالكويتي شيطان يعني ذكي وداهية)! فلا أظن أنه بالإمكان أن نصف الجويهل بشيء غير الذكاء والفطنة والخبرة الكافية والقانونية في كيفية التعاطي مع المعارضة وموضوعه الأول واقصد بهم القبائل!
لهذا وحينما أقارن هذا الرجل الداهية بصورة الرجل البسيط المسكين الساذج الفقير الذي ذهب الأحد الماضي ليجلس في ندوة جماهيرية كأي مواطن عادي «لا له ولا عليه» ليستمع وليستمتع بكلمات نواب مجلس الأمة، مقارنتي هذه تكون محصلتها حتماً التشكيك والخوف والريبة!
ما أريد أن أقوله انه ليس الرجل داهية فحسب، بل من الوارد جداً أن تكون الحادثة برمتها تمثيلية حكومية ومقدمة لشيء ما! فبصراحة أشد، لم أصدق كثيراً أن المرشح السابق محمد الجويهل جاء على الشاشات وخرج مرة واحدة ليشن حملة شعواء على القبائل والمزدوجين من لا شيء ومن دون أرضية ممهدة تريد بلوغ هدف مستقبلي أكبر من مجرد حرية رأي وتعبير! نعم قد أكون مخطئاً، ولكن المؤشرات تحكي لي غير ذلك!
لهذا عندي استفهامات دعوني أشارككم إياها وأترك لكم حرية التفسير: علمنا بأنه ليس بالسذاجة والطيبة التي تجعله يحضر برجليه بين حشد جماهيري غاضب عليه، طيب فإن لم يكن ساذجاً، فهل جاء ليمهد لنفسه الارضية المناسبة للفوز بالانتخابات المقبلة على إثر ضربه ليكسب تعاطفاً شعبياً كونه لم يطالب بأكثر من تطبيق القوانين وبموجب حقه في التعبير وإبداء الرأي؟ أم لا، فقد جاء إلى هناك ضمن مخطط حكومي أمني طويل وخطة استراتيجية جديدة، بدأتها الدولة إعلامياً منذ أشهر لضرب منتهكي القانون ومن يعاونهم من المعارضة النيابية، وكانت قضية التضييق (ولن أقول الضرب) على الفرعيات والإزالات إحدى حلقاتها المتسلسلة؟
حادثة الجويهل تبدو لي أنها لم تكن عابرة وبريئة بل جاءت كذريعة، وكنت أظن أن المعارضة أذكى من أن تسقط في المصيدة! لكنها وبعدما بلعت الطُعم، بدت الأمور تتكشف وتتضح شيئاً فشيئاً وأولها ما حصل في ديوانية الحربش، فالقوة هذه أظنها أولى ثمار هذه الخطة! بل وبصراحة أظن أن الحكومة مُقدمة على خطوات أكثر شدة، وبالمناسبة لن تكون سحب الجناسي آخرها! لكن، لديّ نصيحتان: يا معارضة التزمي بالقانون واحترميه، ويا حكومة إياكِ والتعسف وانتهاك الحريات!


د. حسن عبدالله عباس
 

تعليقات

اكتب تعليقك