سعود العصفور يتهم الحكومة بأنه كانت ومازالت ترعى بشكل غير مباشر الإساءات الموجهة إلى الشعب الكويتي

زاوية الكتاب

كتب 1274 مشاهدات 0


 

الراى

 

سعود عبدالعزيز العصفور / بصراحة / لماذا تحركت الجماهير في الرابعة والخامسة؟

 سعود عبدالعزيز العصفور 

 
ما حدث خلال الأيام القليلة من تحرك جماهيري ضد بعض نواب الدائرتين الرابعة والخامسة ممن لا تزال مواقفهم ضبابية من الاستجواب المقدم لسمو رئيس مجلس الوزراء، بالإضافة إلى التحرك الجماهيري المتتالي ضد بعض وسائل الإعلام المطبوع، هو أمر يجب التوقف عنده كثيراً، ومن يعتقد غير ذلك فعليه مراجعة قدراته الذهنية. هؤلاء الرجال والشباب لم يتركوا منازلهم وأعمالهم من أجل اللهو وقضاء أوقات الفراغ، ولم يتحملوا عناء مواجهة نواب في مجلس الأمة، في الوقت الذي يسعى غيرهم إلى نيل رضاهم، والتجمهر أمام منازلهم والضغط عليهم لتحديد مواقفهم بشكل واضح وصريح إلا وهم يشعرون بأن السكين قد وصلت بالفعل إلى العظم بعد انغراسها في اللحم، وبعد أن فاض صبر الصابرين، وعجزت قوى الكاظمين، وبعد سنوات من تطاول وسائل الإعلام الفاسد على مواطنتهم وانتمائهم وولائهم، بل وحتى أعراضهم، وحتى وصلت الأمور إلى التشنيع عليهم في تمثيلية مشبوهة لأحد المفسدين، وإلى ضربهم ونوابهم بالعصي والهراوات.
يقولون ان كثر الدق لابد وأن يفك اللحام، وكثرة دق الإعلام الفاسد على كرامات المواطنين لابد وأن تقود إلى ما وصلنا إليه من تردٍ للأوضاع السياسية والاجتماعية والإعلامية. نبهنا إلى ذلك كثيراً، وكتبنا حتى ملأنا المقالات بعبارات التحذير والتذكير ولفت الأنظار لما نراه جارياً أمام أعيننا، وأعدنا التذكير مرات ومرات والسلطة وحكومتها خارج نطاق التغطية، «ومن لا يعجبه يلجأ إلى القضاء» كما كانوا يرددون، وها هي الأوضاع تزداد سوءاً، والاحتقان الشعبي يزداد قوة، والغضب الشعبي يزداد ضراوة، ولا نرى في تعامل السلطة ما ينبئ عن تفهم لهذا الأمر الخطير، ولا محاولات للتعامل معه بشكل صحيح، فلا يزال الإعلام الفاسد يضرب في مكونات المجتمع برعاية «البعض» في السلطة، ولا تزال الأصوات المعارضة تقمع إعلامياً وتغلق كل منافذ التعبير في وجهها.
قدرة الحكومة على فرض سيطرتها على وسائل الإعلام وإجبارها على عرض وجهة النظر الحكومية في الاستجواب المقدم، وحرمان مقدمي الاستجواب من الظهور الإعلامي إلا في قنوات محدودة خارجة، حتى الآن، عن السيطرة، تدل على أن حالة الفلتان الإعلامي في بعض هذه الوسائل لم تكن بسبب عجز الحكومة عن السيطرة عليها، بل لعدم وجود الرغبة الصادقة لدى مسؤولي هذه السلطة في إيقاف هذه القنوات الضاربة في مكونات الشعب الكويتي. الأمر ببساطة، أن الحكومة، كانت ومازالت ترعى، بشكل غير مباشر، الإساءات الموجهة إلى الشعب الكويتي، والتي على أثرها نحصد اليوم خروج جماهير حاشدة للضغط على نوابها من أجل إسقاط هذه الحكومة مرة وللأبد.
*
إلى السجين د. عبيد الوسمي: لا حرية لنا من دون حريتك.


سعود عبدالعزيز العصفور
 

تعليقات

اكتب تعليقك